وصل الرئيسان المصري، حسني مبارك والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى مدينة سرت الليبية للمشاركة في قمة ثلاثية مع الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي، تتناول الخلافات المصرية الجزائرية وتطورات الأوضاع العربية، خصوصاً في العراق وفلسطين حيث بدأت إسرائيل الانسحاب من قطاع غزة اليوم. وأكد مبارك من جانبه انه "لا توجد أزمة بين الجزائر ومصر" مضيفاً انه "تحدث مع الرئيس الجزائري بصفته الرئيس الدوري للقمة" العربية. وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد صرح أن الاجتماع المفاجىء الذي عقد في سرت يهدف إلى تحديد موعد عقد قمة عربية طارئة.وقال عواد : إن الاجتماع الثلاثي يهدف "الى تحديد الموعد والترتيبات لعقد" القمة الطارئة مضيفاً أن "هناك تسليم بأنه يوجد موضوعات استثنائية ولا يمكن انتظار عقد القمة العادية في مارس". وبعد القمة الثلاثية عقد الرئيس مبارك اجتماعا ثنائياً مع العقيد القذافي. وكان وزير الخارجية الليبي، عبد الرحمن شلقم، قد قال للصحفيين قبيل التئام القمة الثلاثية : إن اللقاء سيبحث ما وصفها بالرؤى المختلفة بين مصر والجزائر، نافياً وجود خلافات مصرية جزائرية... ومشيراً إلى أن القمة ستبحث أيضا القضايا العربية الملحة والساخنة. وأوضحت الوكالة أن مباحثات مبارك والقذافي وبوتفليقة تأتي في إطار الاتصالات والمشاورات التي يجريها الرئيس المصري مع القادة والزعماء العرب حيال مختلف القضايا العربية. تجدر الإشارة إلى أن مصر دعت إلى عقد قمة عربية طارئة في شرم الشيخ في الثالث من أغسطس الجاري عقب تفجيرات منتجع شرم الشيخ في 23 يوليو الماضي وخلف 64 قتيلاً.وقد أرجئت القمة إلى أجل غير مسمى إثر وفاة العاهل السعودي فهد بن عبد العزيز، وتداولت أنباء بشأن عدم الاتفاق العربى على عقد القمة. وتترأس الجزائر الدورة الحالية للجامعة العربية، ويحاول الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، منذ مطلع الشهر الجاري إقناع الجزائر بترؤس هذه القمة الطارئة التي لم يتم تحديد موعد جديد لها بعد. وتعتبر الجزائر أن حق الدعوة إلى قمة عربية يعود لها وليس لمصر كونها تترأس الدورة الحالية للجامعة العربية. وكانت الجزائر انتقدت العام الماضي "وضع اليد" المصرية على الجامعة العربية وطالبت بإصلاحات داخل المنظمة من أجل إنشاء أمانة عامة يتناوب عليها مختلف أعضاء الجامعة، لكن مطلب التناوب على الأمانة العامة تم التراجع عنه فيما بعد.