استعاد ريال مدريد توازنه بعد الهزيمة المهينة في دوري أبطال أوروبا وأكد عقدة جاره أتلتيكو في ديربي العاصمة الأسبانية مدريد حيث تغلب عليه 2-1 مساء السبت ضمن منافسات المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الأسباني لكرة القدم. رفع ريال مدريد رصيده إلى 74 نقطة في المركز الثاني ليقلص الفارق الذي يفصله عن برشلونة المتصدر إلى 11 نقطة حيث تعادل الفريق الكتالوني مع أتلتيك بلباو 2-2 ، كما قلص الريال أمال أتلتيكو صاحب المركز الثالث في إنهاء الموسم في مركز الوصافة حيث اتسع الفارق بين فريقي العاصمة إلى ست نقاط. واستعاد أنخيل دي ماريا رونقه من جديد وسجل هدفي الريال ليعوض الفريق عن الغياب المؤقت لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يعاني من إصابة عضلية أبعدته عن قائمة الريال في مواجهة أتلتيكو ، والتي شهدت العديد من التغييرات في تشكيلة الفريق الملكي. وحقق الريال الفوز على جاره بشق الأنفس ليستعيد توازنه شيئا ما بعد الهزيمة التي مني بها يوم الأربعاء الماضي أمام بوروسيا دورتموند الألماني 1-4 في ذهاب الدور قبل النهائي من دوري الأبطال. كذلك أكد ريال مدريد عقدة أتلتيكو الذي لم ينجح في تحقيق أي انتصار على جاره طوال 14 عاما ، وحقق الريال الفوز العاشر على التوالي في مبارياته أمام أتلتيكو ليضرب معنويات جاره قبل المواجهة المرتقبة بينهما في نهائي كأس ملك أسبانيا. افتتح النجم الكولومبي الدولي راداميل فالكاو جارسيا التسجيل لأتلتيكو مدريد في الدقيقة الرابعة ثم أدرك أنخيل دي ماريا التعادل لريال مدريد في الدقيقة 13 قبل أن يسجل هدفه الثاني في الدقيقة 63 ويهدي ريال مدريد النقاط الثلاث. في الشوط الأول ، تقاربت نسبة الاستحواذ على الكرة بين الفريقين وتفوق أتلتيكو مدريد بشكل واضح في الجانب الهجومي حيث كان تأثر الريال بغياب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو واضحا ، وكانت الخشونة هي السمة الأبرز في الأداء حيث شهد الشوط الأول ستة إنذارات أربعة منها للاعبي الريال واثنان لأتلتيكو. وجاء الشوط الثاني مشابها ، حيث كان أتلتيكو الأنشط والأخطر هجوميا لكنه لم ينجح في ترجمة تفوقه إلى أهداف بينما استغل الريال الفرصة الحقيقية الوحيدة التي أتيحجت أمامه وسجل منها دي ماريا هدف الفوز ليهدي الفريق نقاط المباراة كاملة. خاض ريال مدريد المباراة بطريقة 4-2-3-1 ودفع المدير الفني جوزيه مورينيو بكريم بنزيمة كرأس حربة أمام الثلاثي أنخيل دي ماريا وكاكا وموراتا وأشرك سامي خضيرة وبيبي كمحوري ارتكاز أمام رباعي الدفاع مايكل إيسيان وريكاردو كارفاليو وراؤول ألبيول وناتشو. بينما خاض أتلتيكو مدريد المباراة بطريقة 4-4-2 ودفع المدير الفني دييجو سيميوني بالثنائي دييجو كوستا وراداميل فالكاو جارسيا في المقدمة أمام الرباعي جابي وماريو سواريز وكوكي وراؤول جارسيا بينما اسند مهمة الدفاع للرباعي فيليب لويس ودييجو جودين وجواو ميراندا وخوانفران. بدأت المباراة حماسية وتوخى الفريقان الحذر الدفاعي الشديد لكن أتلتيكو استغل أول فرصة حقيقية وافتتح التسجيل بعد ثلاث دقائق فقط من بداية المباراة ، حيث سدد جابي كرة قوية من ضربة حرة تصدى لها الحارس دييجو لوبيز لكنه لم يمسك بها ليمررها دييجو جودين عرضية إلى فالكاو الذي أسكنها برأسه في الشباك معلنا تقدم أتلتيكو 1-صفر. جاء الهدف المبكر ليعزز ثقة أتلتيكو بشكل واضح ويربك حسابات الريال الذي أصر على الهجوم من العمق ووجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى منطقة الجزاء. لكن الريال حاول استعادة توازنه واستعادة الهدوء ، وهو ما تحقق بالفعل عندما أدرك التعادل في الدقيقة 13 حيث سدد دي ماريا كرة قوية من ضربة حرة ارتطمت بالمدافع خوانفران لينحرف اتجاهها وتسكن الشباك وسط ذهول من لاعبي أتلتيكو. تفوق أتلتيكو نسبيا في الجانب الهجومي واعتمد في محاولاته على الكرات العالية التي شكلت بالفعل خطورة على مرمى الريال ومنها رأسيه لفالكاو في الدقيقة 20 لكن الكرة مرت بجوار القائم ، وسيطر التوتر على اللاعبين شيئا ما مع احتدام الصراع ليشهر الحكم أكثر من بطاقة صفراء. بعدها تراجع الإيقاع شيئا ما وانحصرت أغلب مجريات اللعب في وسط الملعب لدقائق ، لتتراجع الخطورة على المرميين. وفي الدقائق الأخيرة حاول ريال مدريد تقديم صحوة هجومية وسرعان ما بادله أتلتيكو مدريد المحاولات ، وكاد الريال أن يتقدم في الدقيقة 41 من أول فرصة حقيقية لكريم بنزيمة حيث راوغ دي ماريا الدفاع ببراعة ومرر له عرضية لينفرد بالحارس لكن بنزيمة سدد كرة تصدى لها الحارس ببراعة. ولم تسفر الدقائق المتبقية من الشوط الأول عن جديد لينته بالتعادل 1-1 بعد أن شهدت بطاقات صفراء أربعة منها للاعبي الريال واثنتان لأتلتيكو. في الشوط الثاني ، لم يختلف الحال كثيرا حيث استمر الحماس الهجومي لأتلتيكو مدريد وكاد أن يتقدم مبكرا لولا تألق الحارس دييجو لوبيز ، بينما أخفق ريال مدريد في الضغط بالشكل الكافي للتقدم. ظلت معاناة الريال في الوصول إلى منطقة الجزاء لكنه وجه ضربة موجعة لأتلتيكو وجماهيره في الدقفيقة 63 عندما تقدم بالهدف الثاني لدي ماريا ، حيث تلقى طولية وانطلاقة داخل منطقة الجزاء ثم سدد كرة زاحفة خدعت الحارس وسكنت شباكه في الزاوية البعيدة. حاول مورينيو تقديم حل لمشكلة خط الوسط ودفع بتشابي ألونسو في الدقيقة 68 بدلا من كاكا الذي لم يقدم الدعم المطلوب في الهجمات. وفي الدقيقة 77 ، دفع جوزيه مورينيو بالكرواتي لوكا مودريتش بدلا من أنخيل دي ماريا. كثف أتلتيكو محاولاته الهجومية لإدراك التعادل وتجديد أمله في فك عقدته أمام الريال ، لكن الفريق الملكي وجه تركيزه على الحفاظ على تقدمه ليخرج من المباراة فائزا 2-1 . من جهة اخرى رفض فريق اتليتك بلباو الخسارة أمام ضيفه برشلونة وتعادل معه في وقت متأخر بنتيجة 2-2 في المباراة التي جمعت بينهما ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين على ملعب سان ماميس. تقدم بلباو أولا عن طريق سوسايتا في الدقيقة 26، وعادل ميسي النتيجة للبارسا في الدقيقة 67 قبل أن يتقدم سانشيز للفريق الكتالوني في الدقيقة 69، لكن هريرا أدرك التعادل في الدقيقة 90 للفريق الباسكي. ورفع برشلونة رصيده إلى 85 نقطة في المركز الأول، ليتأجل أمله في حسم الدوري الأسباني رسميا اليوم في حالة خسارة ريال مدريد أمام غريمه وجاره اتليتكو مدريد. سيطر برشلونة على إيقاع اللعب في الشوط الأول، واستحوذ على الكرة بنسبة كبيرة لكنه تأخر فيه بهدف من هجمة مرتدة منظمة، وفشل في إنهائه بالتعادل. انتفض البارسا في الشوط الثاني خاصة بعد مشاركة ميسي الذي أحدث ثورة عقب نزوله وساهم في تأخر برشلونة بهدف إلى تقدمه بهدفين قبل أن ينجح أصحاب الأرض في إدراك التعادل وسط غفلة من الدفاع الكتالوني. أجرى تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة عدة تبديلات ودفع بتشكيلة مختلفة نسبيا عن تلك التي انهزمت برباعية أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال، حيث أشؤك فابريجاس بدلا من ميسي الذي جلس على مقاعد البدلاء، وشارك بيدرو وسانشيز في الهجوم من الجناحين، وتمركز الثلاثي تشافي وسونج وتياجو في منتصف الملعب، بينما دفع بابيدال وبيكي في قلب الدفاع. واعتمد المدرب بييلسا على طريقته المعتادة وهي 4-2-3-1 حيث أشرك ادوريز في الهجوم على سبيل يورينتي الذي واصل الجلوس على مقاعد البدلاء، ودعمه بالثلاثي سوسايتا وماركوس ومونيان. فرض برشلونة سيطرته على المباراة منذ بدايتها، وهاجم مرمى مضيفه الذي اعتمد بدوره على الهجمات المرتدة. ورغم تحكم البارسا في إيقاع اللعب لكنه لم ينجح في تشكيل خطورة من هجمات منظمة باستثناء الجهود الفردية بسبب عدم التركيز في إنهاء الهجمات بشكل جيد بالإضافة إلى التنظيم الدفاعي لأصحاب الأرض. ووقف الحظ بجوار بلباو كي يحافظ على شباكه نظيفة بعد مرور 15 دقيقة بعدما تصدى القائم الأيسر لحارس أصحاب الأرض لتسديدة قوية من الظهير الأيمن البرازيلي داني الفيش.
ونجح بلباو في التقدم أولا بعدما تبادل ادوريز المراكز مع سوسايتا وانطلق في الجبهة اليسرى قبل أن يمرر إلى الأخير الذي سدد بهدوء في شباك الحارس فالديز في الدقيقة 26. استمر الحال على ما هو عليه وسط سيطرة للبارسا دون استفادة منها، بينما أهدر ادوريز فرصة مضاعفة التقدم لبلباو قبل نهاية الشوط الأول برأسية علت العارضة بقليل. وظهرت معاناة البلوجرانا في الخطوط الخلفية بسبب مشاركة ابيدال في مركز قلب الدفاع بدلا من مركزه الأساسي كظهير ايسر. وبمرور الوقت، افتقد برشلونة لحلقة الوصل بين الوسط والهجوم، خصوصا في ظل انخفاض مستوى فابريجاس الذي يلعب في مركز رأس الحربة، وعدم تألق القائد تشافي هيرنانديز لينتهي الشوط الأول بتقدم صاحب الأرض بهدف وحيد. أجرى فيلانوفا تبديلا مع بداية الشوط الثاني لتصحيح الخلل الدفاعي الذي يتعرض له البارسا خلال الهجمات المرتدة، ودفع بالبرازيلي ادريانو كوريا بدلا من ابيدال، ووقف الحظ بجوار الفريق الكتالوني هذه المرة بعدما تصدى القائم لكرة صاروخية سوسايتا صاحب الهدف الذي سدد ركلة حرة مباشرة بمهارة فائقة في الدقيقة 55. تواصلت معاناة الفريق الكتالوني في البحث عن هدف التعادل، وهو ما دفع فيلانوفا إلى الاستعانة بالنجم الأوحد ليونيل ميسي الذي شارك في الدقيقة 59 بدلا من تشافي الذي سلمه شارة القيادة. وعلى الفور، تسلم ميسي مركزه في قيادة الهجوم، وعاد فابريجاس إلى منتصف الملعب، لتحدث طفرة هائلة في أداء البارسا، وبعد مرور أقل من 10 دقائق، أثبت ميسي فعاليته وأهميته لبرشلونة بعدما تسلم كرة خارج منطقة الجزاء وانطلق مراوغا مدافع تلو الآخر قبل أن يسدد ببراعته المعتادة في شباك الحارس ايرازوز في الدقيقة 67 بعدما فشل 4 مدافعين في إيقافه. استغل لاعبو البارسا الدفعة المعنوية الهائلة التي سببها ميسي بمشاركته وهدفه المبدع، وسرعان ما أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 69، وساهم فيه ميسي أيضا بعدما تسلم سانشيز رأسية ميسي على صدره، وسدد باتقان في شباك أصحاب الأرض لتتحول خسارة برشلونة بهدف إلى تقدم بهدفين في خلال دقيقتين، وبعد 10 دقائق فقط من مشاركة النجم الأرجنتيني. لم ييأس فريق بلباو وبحث عن هدف التعادل حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، وهو ما نجح في الوصول إليه قبل دقيقة وحيدة من نهاية الوقت الأصلي للمباراة بعدما استغل هيريرا كرة حائرة داخل منطقة الجزاء الكتالونية وسدد بيسراه في شباك الحارس فالديز قبل يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة.