أكد الإعلاميون اليمنيون المشاركون في ملتقى الصحفيين الخليجيين الشباب الذي افتتاحه معالي وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه بمدينة جدة الأحد الماضي دعمهم لفكرة الاتحاد الخليجي وحاجة اليمن إلى هذا الاتحاد كون اليمن يعد العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ويعاني من وضع اقتصادي صعب ويمتلك طاقة بشرية كبيرة، لا بد من استيعابها خليجيا لتعزيز قوة الاتحاد الخليجي وتشكل داعما سياسيا وعسكريا وأمنيا . وأكد الإعلاميون اليمنيون المشاركون في الملتقى أنهم من أكثر الداعمين لفكرة الاتحاد، معتبرين أن الوقت حان لمثل هذا الاتحاد، لما سينعكس إيجابيا على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، لافتين إلى أن وجود العامل الجغرافي وارتباط دول الخليج العربي بإقليم منسجم يزيل كل العقبات المفترضة لقيام الاتحاد. وشهد ملتقى الصحفيين الخليجيين الشباب عصفا ذهنيا شبابيا واجمع المشاركون في الملتقى على أهمية الانتقال إلى مرحلة الاتحاد، لما لها من أهمية سياسية واقتصادية وأمنية، معولين على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام الخليجية. ورأى المشاركون أن الإعلام الخليجي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى في مواكبة الدعوات نحو الاتحاد الخليجي، نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي يمر بها العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص. وأكدوا أن مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد ليست بالمسألة المعقدة إذا توفرت الإرادة بين دول الخليج، إلا أنهم أقروا في الوقت ذاته أن الأمر يتطلب المزيد من العمل المكثف وتخصيص الإعلام الخليجي بكل جوانبه فترات زمنية واسعة، تعكس الإيجابيات المنبثقة من هذا الاتحاد، وانعكاسها على مستقبل الشعوب الخليجية. ونوه المشاركون بالمقومات الموضوعية لقيام الاتحاد، مشيرين إلى أن وجود تشابه وتطابق شبه كامل في المكون الثقافي لدول مجلس التعاون، مقارنين ذلك بالاتحاد الأوروبي.. فالاتحاد الأوروبي لم يمتلك هذه المقومات القوية، ومع ذلك وصل الآن إلى 28 دولة، بينما يمتلك شعوب الدول الخليجية كل المقومات الجدية لقيام هذا الاتحاد. ودعا المشاركون من دول الخليج كافة إلى خارطة طريق واضحة وعملية، تكون بمثابة ورقة عمل ووثيقة متفق عليها من كل الإعلاميين، للوصول إلى ذهنية مشتركة تدرك أهمية الاتحاد. واعتبروا أن كل إعلامي قادر بحكم عمله وموقعه على العمل من أجل تهيئة البيئة الشعبية والثقافية للاتحاد الخليجي، مؤكدين على ضرورة تكاتف كل الجهود الخليجية من أجل هذه الغاية.. معتبرين أن هذا هو الحد الأدنى المطلوب من كل إعلامي. هذا وخرجت ورش العمل المتخصصة في دور شباب الإعلام في تحقيق مشروع الاتحاد الخليجي بعدة توصيات.. أبرزها: * التأكيد على أهمية إنشاء الاتحاد الخليجي باعتباره خيارا وحيدا لتكامل وتوحد دول الخليج العربي. * النظرة الموضوعية إلى ملف اليمن مع الوضع في الاعتبار ظروفه الاقتصادية والسياسية الماثلة. * بث روح الاتحاد الخليجي في وسائل الإعلام المرئي والإلكتروني بشكل واضح وصريح. * الاستفادة من الإمكانات المتوفرة لقنوات الخليج الفضائية والفضاء الإلكتروني في تعزيز الاتحاد الخليجي. * تبني طموحات وآمال ومتطلبات الشعوب الخليجية في وسائل الإعلام. * استحداث قناة تلفزيونية خليجية مشتركة، تتخصص في العمل على التوعية بأهمية الاتحاد الخليجي، وإجراء الحوارات والندوات التي تخدم الموضوع. * إيجاد إعلام خليجي موحد ومنسجم، يواكب مفهوم الاتحاد الخليجي.. ويعمل على شرح الأهمية والأهداف المتوخاة من هذا الاتحاد. * تكامل الإعلام الحكومي والخاص في إطار العمل على توعية شعوب دول الخليج، بضرورة الاتحاد الخليجي، الأمر الذي يسرع هذه العملية. * توزيع أدوار إعلامية متكاملة تصب في مصلحة الاتحاد الخليجي. * ابتكار مداخل جديدة تؤسس لواقع شراكة فاعلة تخلق في نهاية الأمر الاتحاد الخليجي المأمول. * توحيد سياسات التعامل مع المواطن الخليجي. * إنشاء برنامج تعليمي متطور. * زيادة وتعزيز الصوت الشعبي في دول مجلس التعاون. * استهداف صناع القرار بخطاب إعلامي مقبول ومعتدل لدعم فكرة الاتحاد الخليجي. * الحد من الأحاديث الموتورة والمتشنجة التي قد تتبناها بعض الأقلام أو وسائل الإعلام في بعض الدول مما يجهض فكرة الاتحاد. * توسيع هامش الحرية للتحدث عن الحراك المجتمعي في دعم فكرة الاتحاد. * إعادة صياغة قوانين وأنظمة النشر وتوحيدها بين دول المجلس بهامش حرية أكبر. * استكتاب بيني لكتاب الرأي الخليجيين لدعم توحيد الرؤى الإعلامية بين دول مجلس التعاون الخليجي. * توظيف الملتقيات الإعلامية الخليجية لدعم فكرة الاتحاد. هذا ولم يكن اللقاء الإعلامي الذي تبنته واحتضنته جريدة عكاظ يوم الاحد الماضي بالتعاون مع اتحاد الصحافة الخليجية مجرد احتفال عابر بمناسبة جمعت عددا كبيرا من شباب إعلام الخليج واليمن على مائدة حوار معمق.. وإنما كان اللقاء تظاهرة «نابهة» وذات أهداف واضحة المعالم.. ركزت على بحث دور الإعلام في دعم اتحاد دول الخليج العربي المرتقب ظهوره إلى حيز الوجود.. تبنيا لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الرياض عام (2011م). وعندما يتصدى الإعلام الخليجي لمثل هذه المهمة بهذا المستوى من الوعي والإدراك وبطرق علمية وبحثية معمقة فإننا نستطيع الاطمئنان إلى مستقبل خليجنا الذي تحرسه عناية الله وترعاه قيادات أمينة وتبنيه شعوب قادرة على تحمل مسؤولياتها بكل اقتدار..