تواصل الأسرة الدولية تقديم المساعدات الإنسانية والمالية العاجلة لباكستان التي تعرضت لزلزال مدمر السبت الماضي, وسط مخاوف من أن يرتفع عدد ضحاياه إلى 40 ألفا, وأن تتسبب حالة الفوضى والدمار الذي خلفه في نشر الأوبئة في المناطق المنكوبة في ظل نقص شديد بمياه الشرب والغذاء والدواء. فبينما انشغلت المنظمات الدولية بتنسيق جهودها لإغاثة المنكوبين في باكستان, تسابقت دول عربية وأجنبية لتقديم المعونات الضرورية للحفاظ على سلامة من لم تقتلهم هزات الزلزال. وجاءت أعلى التبرعات من دول الخليج, وأعلنت الإمارات العربية المتحدةوالكويت تخصيص مائة مليون دولار من كل منهما لعمليات الإغاثة. وقد أمر الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان باعتماد مائة مليون دولار لتقديم المعونات وبناء مساكن للمتضررين. وقالت الكويت إنها ستخصص 50 مليون دولار لتأمين مواد إغاثة ومثلها لإصلاح البنى التحتية التي تضررت جراء الزلزال. كما أعلنت حكومات المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين تقديم مساعدات مالية وعينية، وأرسلت عمان طائرتين تحملان 30 طنا من مواد الإغاثة. كما أرسلت تركيا طائرتين عسكريتين مع أطباء ومنقذين ومساعدات. على الصعيد الدولي أعلن البيت الأبيض أن واشنطن قدمت مساعدة أولى بقيمة 50 مليون دولار لباكستان. وتعتزم القوات الأميركية في أفغانستان إرسال ثماني مروحيات للمساعدة في عمليات الإغاثة بالمناطق المتضررة. كما أعلن صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أنه أصدر نداء لجمع 20 مليون دولار تخصص لمساعدة أطفال وعائلات الناجين. وأعلن البنك الدولي استعداده لتقديم 20 مليون دولار لمساعدة السلطات الباكستانية. من جهته دعا حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى اجتماع لأعضائه ال 26 اليوم لبحث كيفية مساعدة ضحايا الزلزال. وقال الأمين العام للحلف ياب دو هوب شيفر إن قوات حفظ السلام الألمانية الموجودة في أفغانستان، ستنفصل عن قوات الحلف للمشاركة في جهود الإغاثة في باكستان. وإزاء عجزها الواضح عن إغاثة أبناءها, قبلت باكستان مساعدات إغاثة من جارتها الهند. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم عن أمله بوصول 25 طنا من مواد الإغاثة الهندية بسرعة. وتعد هذه المساعدات الأولى من نوعها بين البلدين الخصمين منذ زمن بعيد. ورغم وصول بعض الإمدادات والمعدات الثقيلة إلى منطقتين من أكثر المناطق تضررا هما مظفر آباد وبالاكوت، تتصاعد مشاعر الاستياء لدى الكثير من سكان المناطق الأكثر تضررا جراء الزلزال، بسبب تأخر وصول المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية. وقال وزير الداخلية الباكستاني شازاد وسيم إن الحكومة بذلت كل جهدها لتوصيل المساعدات إلا أن الزلزال تسبب في قطع الطرق والاتصالات. وبعد ثلاثة أيام على وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، تزداد المخاوف من ارتفاع عدد القتلى وانتشار الأوبئة مع استمرار وجود ربما آلاف الجثث لضحايا تحت الأنقاض إضافة إلى نقص مياه الشرب والأدوية والأغذية بالمناطق المنكوبة. وبينما واصلت فرق الإغاثة جهودها بحثا عن ناجين، عثر المنقذون على مواطنة عراقية وابنها البالغ من العمر عامين, أحياء تحت ركام مبنى في العاصمة إسلام آباد, بعد 62 ساعة من وقوع الزلزال. وانتشلت المرأة ثم ابنها مساء الاثنين بفارق نصف الساعة بينهما من تحت ركام من برج مارغيلا. ونقلت المرأة وابنها إلى مستشفى في المدنية ووصف الأطباء حالتهما بالمستقرة. وقد تمكنت فرق الإنقاذ يوم الاثنين من انتشال ستة أشخاص أحياء من بين الأنقاض بعد يومين من دفنهم هناك. ويقدر الأهالي عدد المحصورين تحت الأنقاض بحوالي 300 شخص. المصدر: الجزيره + الوكالات