أكد الدكتور احمد عوض بن مبارك الأمين لمؤتمر الحوار الوطني أنه سيتم مطلع الأسبوع المقبل عرض التقرير النهائي لفريق القضية الجنوبية على الجلسة العامة الثالثة لمناقشته من قبل مكونات الحوار، خصوصاً بعد أن وقعت مساء أمس الأربعاء غالبية المكونات الممثلة في الفريق على وثيقة المخرجات بصيغتها التي وردت عن الفريق المصغر، مع التوقيع على محضر مرفق بالوثيقة من قبل أغلبية الأعضاء، متضمناً الملاحظات والمقترحات التي تقدمت بها المكونات حول مضمون وشكل الوثيقة. وقال بن مبارك ل(26 سبتمبر) إن مؤتمر الحوار الوطني أكمل إلى الآن 7 تقارير رئيسية لفرق الحوار، كما بدأ بالأمس مناقشة تقرير العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية المتوقع الانتهاء منه تميداً لمناقشة التقرير التاسع وهو تقرير القضية الجنوبية .. مشيراً إلى أن العمل يجري الآن لانجاز مسودة التقرير الختامي لمؤتمر الحوار والذي سيتضمن مخرجات كل فرق العمل التسع،بالإضافة إلى فقرات متعلقة بمعايير لجنة صياغة الدستور وما يعرف بالضمانات المتمثلة بمجموعة من النقاط المتعلقة بضمان الشراكة في مرحلة ما بعد الحوار، وضمان تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وتطرق بن مبارك إلى بأنه ما يزال هناك تحديات أمام المتحاورين ولكنها لن تحول دون إتمام الحوار، مؤكداً وجود إرادة حقيقية للتعاطي مع التحديات والإشكالات الرئيسية، المتمثلة بالإرث الكبير من الخلافات والحروب والمشاكل التي تشد المتحاورين إلى الوراء كلما اتجهوا نحو المستقبل، لكن العقل السياسي والإحساس بالمسؤولية والشعور بأهمية هذه المرحلة كان دائماً هو الحاضر لمعالجة الكثير من المشكلات.. وأضاف: أن لجنة التوفيق ناقشت على ضوء اجتماعاتها المتواصلة والمتعددة استعراض رؤى الضمانات ورفعت مصفوفة بها، حيث اتفقت حول الكثير من العناصر واختلفت في بعض النقاط التي رفعت لرئيس الجمهورية، والتي سيتم حسمها خلال الأيام القليلة القادمة. ونوه أمين عام مؤتمر الحوار الوطني إلى أن هناك خلطاً إعلاميا حول عدد المعترضين على وثيقة حلول القضية الجنوبية.ز وقال: وارى أن هناك إجماعاً حول الوثيقة، فالعديد من الأطراف ليس لديها إشكالية حول محتوى الوثيقة ولكن لديها بعض التعديلات الفنية كآلية تحديد عدد الأقاليم وهو ما طرحه الحزب الاشتراكي، في حين أبدى الناصريون بعض التخوف والقراءة المتوجسة من بعض النصوص التي يجب توضيحها، كتصحيح بعض المفردات أو ما يعتقد أنها ستقود إلى تطبيقات خاطئة، أما الإخوان في المؤتمر الشعبي العام فلديهم كذلك تخوفات مماثلة لقضايا أخرى.. مبيناً: أن الأمور تمضي قدماً من خلال التفاهمات السياسية مع بعض الأطراف، وانه من خلال اجتماع فريق القضية الجنوبية تبين أن الجميع يقف على أرضية مشتركة، ويمكن بالحوار معالجة أية تخوفات. ونفى بن مبارك ربط ما يحدث في القضية الجنوبية بأي مادة في فرق العمل الأخرى، في إشارة منه لعدم وجود أية مساومات من قبل مكونات الحوار حول إسقاط أية مادة مقابل التوقيع على وثيقة حل القضية الجنوبية.. وبخصوص تأجيل جلسات الحوار العامة إلى السبت المقبل قال بن مبارك: انه تم إلغاء الجلسات العامة لترتيبات تتعلق بإدارة فندق موفمبيك وحجوزات بداية العام الميلادي وليست لأسباب تتعلق بمؤتمر الحوار ومجرياته.. وأضاف : أن الرفع المفاجئ لجلسة الأمس يعود إلى إشكالية حول المادة (50) من تقرير فريق العدالة الانتقالية، والتي تتحدث حول إحدى القضايا التي يعتقد البعض أن فيها تخصيص والبعض الآخر لا يصنفها ضمن قضايا العدالة الانتقالية بل من القضايا ذات البعد الوطنين وان اجتماعاً لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار سيعمل على حل ذلك الالتباس.