*- بقلم جلال عبادي كيف يتحول المنفي إلى حاكم؟ وكيف يصبح من فقد السيطرة على مدينته ممسكًا بمفاصل القرار في عدن والمكلا؟
تمر القضية الجنوبية اليوم بمنعطف خطير، فرضه واقع شراكة غير متكافئة مع قوى لا تملك أرضاً ولا شرعية ميدانية، لكنها تحاول بكل الوسائل أن تتحكم بالقرار وتعيق المشروع الوطني الجنوبي.
دخلنا في متاهات "المناصفة" و"الشراكة" مع أطراف لم تشارك في تحرير الجنوب، ولم تقدّم شهيداً ولا مقاومة، بل ظلت تراهن على السيطرة السياسية والإعلامية والاختراق الإداري، بينما الجنوب قدّم التضحيات، وحرر أرضه بدماء أبنائه .
لا يمكن أن تستمر هذه المهزلة. الجنوب ليس ساحة بديلة لصراعات الشمال، وليس منصة مؤقتة لحكم المنفيين والمأزومين.
لقد أصبح واضحًا أن: - هناك مشروعًا ممنهجًا لتفكيك النسيج الجنوبي. - هناك محاولات لبناء جيوش "وطنية" شمالية على أرض الجنوب بعيدًا عن خطوط المواجهة مع الحوثي. - هناك من يسعى لتأجيل قضيتنا بحجة تحرير صنعاء، بينما لا يقاتل الحوثي فعليًّا. - هناك من يريد بقاء الجنوب تحت السيطرة والوصاية حتى إشعار آخر.
اليوم، الجنوب بحاجة إلى مراجعة شاملة: 1 . إعادة هيكلة الشراكة الرئاسية على أساس الأرض والسيطرة والمشروعية الواقعية. 2 . رفض تمثيل الأطراف الفاشلة والمنفية التي لا تملك امتدادًا على الأرض. 3 . فرض السيادة الكاملة على الجنوب سياسيًّا وعسكريًّا وإداريًّا. 4 . ترحيل الجيوش التي تتكدس في الجنوب إلى مأرب لمواجهة الحوثيين. 5 . التصدي لاستراتيجيات (الضغط) التي ترى في الجنوب مجرد ورقة في معادلة صنعاء.
لن تتحرر صنعاء ولا تنجح أي تسوية دون احترام إرادة الجنوب وشعبه.
الوقت حرج، والمطلوب شجاعة تقلب المعادلة لصالح الجنوب قبل أن نغرق في وهم الشراكات الزائفة ومناصب لا تعني شيئًا في ظل ضياع الهدف.
الجنوب لا يُدار بالنيابة.. ولا يُحكم من المنفى. الجنوب يُحكم من عدن، بقرار جنوبي مستقل، وبأدوات جنوبية خالصة. ويحنق من حنق.