ثورة 26 سبتمبر.. ميلاد وطن وإرادة لا تنكسر    بحضور رسمي وشعبي مهيب.. تشييع جثمان الشهيدة افتهان المشهري في تعز    الذهب يخترق حاجز ال3800 دولار ويتجه لأفضل أداء شهري في 14 عاماً    مليشيات الحوثي تختطف رئيس نادي المعلمين بصنعاء وتقتاده إلى جهة مجهولة    تقرير: التطهير الوظيفي والعنف البنيوي.. جرائم الوحدة اليمنية في حق الجنوب    الفرح: خطة ترامب للسلام غير واقعية وغير عادلة وغير قابلة للتنفيذ    ريال مدريد وليفربول يسعيان للتعويض في أبطال أوروبا بعد الكبوة محليا    ترامب ونتنياهو يفرضان على حماس خطة استسلام    صحيفة غلوبس الصهيونية: المسيّرات اليمنية أصبحت الخطر الجديد    الولاء للجنوب لا ينفصل عن دعم قيادته    تكلفة مليشيات بن حبريش تبلغ 115 مليون ريال سعودي    تصريح مثير للاستغراب.. ترامب يتوقع انضمام إيران إلى اتفاقيات إبراهام    تعز.. قوة أمنية تداهم مخيم الاعتصام وتبلغ المعتصمين بتفكيك الخيام وأسر الضحايا تستعد لتشكيل لجنة تحضيرية    القبض على متهم بقتل زوجته ورمي جثتها في منحدر جبلي بريمة    احتراق سفينة قرب سواحل اليمن    الإرياني: محاولات الحوثي لتزوير الهوية فشلت وقيم 26 سبتمبر عصية على الطمس    المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في أبين استعدادا لمباراتي بروناي في التصفيات الآسيوية    إدارة التلال تستنكر مغادرة لاعبها عادل عباس دون إذن رسمي وتلوّح بالتصعيد القانوني    عروس اللغات    22 عاما على افتتاح منفذ الوديعة الحدودي    ضحك الزمان وبكى الوطن    إعادة تأهيل المحجر البيطري بعدن لتعزيز الرقابة الصحية على الثروة الحيوانية    سريع يعلن عن عمليتين عسكريتين في فلسطين المحتلة    الوزير الزعوري يشدد على العمل التشاركي لتنفيذ الإطار الاستراتيجي للحماية الاجتماعية    برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. مجمع الزهراء التربوي بأحور يكتسي حلة جديدة بعد تأهيل شامل    ريال مدريد وليفربول يسعيان للتعويض في أبطال أوروبا بعد الكبوة محليا    وزارة الشباب تختتم الملتقى الموسع في مأرب وتطلق خريطة عمل لتعزيز قدرات الشباب    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    عدن.. الموظفون يتوسلون البقالات للحصول على وجبة غذائية بالدين    التبادل التجاري بين الامارات ومصر يقفز 71%    محافظ حضرموت يناقش خطط تطوير ميناء المكلا وتوسعته    تدشين حملة التحصين الطارئة ضد شلل الأطفال في مأرب والحديدة    47 رياضيا عالميا يطالبون اليويفا باستبعاد إسرائيل من البطولات    ناصر: خمسة عقود من الغياب الحاضر    عاجل: السفارة الأمريكية تختم جواز سلطان العرادة بختم الإرهاب وتحرمه من مرافقة العليمي    برشلونة يخطف الصدارة    الريال يخسر كارفاخال أمام برشلونة    247 مليار دولار مساهمة السياحة باقتصاد الخليج في 2024    نداء إنساني عاجل: مواجهة الجوع والفقر باستعادة حقوق الإنسان المنهوبة    الفيلسوف "الشراعي".. كاتب وباحث تاريخي استثنائي    مناقشة الإخفاقات خطوة نحو التصحيح    العقلية العربية.. وثقافة الذات!!    وفاة امرأة بخطأ طبي في إب وسط غياب الرقابة    شهداء الكلمة وحراس الحقيقة    مرض الفشل الكلوي (21)    سرعات جنونية وإهمال قاتل: طريق الموت يفتك بأبناء قرية نقيل يسلح في بلاد الروس !    الشركة اليمنية للتحويلات تطلق خدمة "استلم حوالتك كما هي"    عنف يخلق إبداعًا    آه يا أوراس.. يا صاحب الفكر المستنير    حدث محزن في عدن.. أب يرهن جواله مقابل وجبة عشاء لأطفاله الجياع    مراجعة جذرية لمفهومي الأمة والوطن    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    القهوة تساعد على تخفيف الصداع.. كيف تتناولها لحصد الفائدة    صنعاء... الحصن المنيع    "جيل الشاشات".. كيف خطفت الهواتف تركيز الطلاب؟ وهل يمكن استعادته؟    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    في محراب النفس المترعة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير: التطهير الوظيفي والعنف البنيوي.. جرائم الوحدة اليمنية في حق الجنوب
نشر في شبوه برس يوم 30 - 09 - 2025

شكلت الوحدة اليمنية عام 1990 لحظة أمل لشعب الجنوب العربي، آمن خلالها بمبادئ المساواة والعدالة والتشارك في بناء كيان سياسي جديد. لكن هذا الأمل تحول سريعاً إلى كابوس مع تزايد ممارسات التهميش والإقصاء المنهجي، التي بلغت ذروتها في فصل وطرد مئات الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين الجنوبيين من وظائفهم، في واحدة من أكبر عمليات التطهير القائمة على أساس مناطقي وعنصري.

جريمة الفصل الجماعي:
*- تم فصل مئات الآلاف من الكوادر الجنوبية المدنية والعسكرية من وظائفهم بشكل تعسفي وإقصائي.
* -كانت المعايير قائمة على الانتماء الجغرافي والمنشأ، وليس على الكفاءة أو الخبرة.
*- مثل هذا الفصل انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية في العمل والكرامة، وقطع سبل العيش عن أسر كثيرة، مما خلق حالة من الإفقار والحرمان المتعمد.

رمزية الطيار وقصة السوخوي والدراجة:
قصة الطيار الحربي الجنوبي العميد أحمد العباب ساحر السماء، خريج الاتحاد السوفيتي، الذي كان يتحكم في طائرة "السوخوي" في سماء الوطن، ليجد نفسه بعد حرب 1994 يقود دراجة هوائية على هامش الحياة، ومثله عشرات الالاف ليست مجرد حالة فردية. إنها تجسيد حي ومأساوي لسياسة "سحق الإنسان الجنوبي" التي انتهجها النظام في صنعاء. هذه القصة تختزل عملية تحويل كفاءات وطنية إلى أشباح تائهة، حاملةً معها كبرياءها وعزة نفسها كرد فعل على الظلم.

الغدر بالمشروع الوحدوي:
الجنوبي الذي آمن بمبادئ الوحدة السامية، وجد نفسه أمام مشروع مختلف تماماً. مشروع هيمنة وسيطرة، تقوده مجموعة سياسية وقبلية وعسكرية ودينية، جعلت من التوسع والاستئثار بالسلطة غايتها، حتى لو كان الثمن هو تدمير أحلام شعب بأكمله والإجهاز على مكتسباته. لم تكن الوحدة "قهرية" في ممارساتها فحسب، بل كانت أيضاً خيانة للثقة وللأحلام التي بناها الجنوبيون.

الكفر بالوحدة القهرية ركناً من أركان الوطنية:
في السياق الجنوبي، لم يعد رفض الوحدة المفروضة بالقهر والعنف عملاً تخريبياً، بل تحول إلى تعبير عن الوطنية الحقيقية. الوطنية التي ترفض الذل والمساومة على الكرامة. لقد أصبح النضال من أجل استعادة الدولة، بغض النظر عن طبيعتها المستقبلية، قضية كرامة وجودية قبل أن تكون قضية سياسية.

الكرامة فوق كل اعتبار:
الرسالة المركزية التي يوجهها الجنوب اليوم للعالم هي أن المعادلة قد انقلبت. لم يعد الأمر متعلقاً بشكل النظام أو تفاصيل الحكم، بل بتلك القيمة الإنسانية العليا:
"الكرامة".
كرامة إنسان رفض أن يعتاد على الهوان، ورفض أن يتم انتقاصه. إن نضاله هو استعادة لحقه في الوجود بوصفه شعباً حراً له هويته وكيانيته.

خاتمة:
ما حدث للجنوب لم يكن مجرد أخطاء في تطبيق الوحدة، بل كان جريمة عنف بنيوي ممنهج، استهدفت الوجود والهوية والكرامة. إن فصل الموظفين، وتهميش الكفاءات، وتحويل النخب إلى أشباح، هي سياسات لا يمكن أن تلد سوى رفضاً مقاوماً. واليوم، فإن فهم معنى كرامة الإنسان الجنوبي وعزته التي لا تقبل الانتقاص، هو المدخل الوحيد لفك شفرة هذا الصراع وأبعاده الحقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.