ترتبط مفاهيم "استعادة الدولة"، "تقرير المصير"، "فك الارتباط"، و"الاستقلال" بجوهر قضايا الهوية الوطنية والسيادة، ورغم تداخلها، فإن لكل منها دلالته المميزة وإطاره الخاص. 1. تقرير المصير: الحق في اختيار المستقبل هو المبدأ الأساسي في القانون الدولي الذي يخوّل للأمم والشعوب حق تقرير مصيرها السياسي بحرية ودون تدخل خارجي. يمكن أن يتجلى هذا الحق في أشكال مختلفة، أبرزها الاستقلال التام أو الاندماج الطوعي مع كيانات أخرى.
2. استعادة الدولة: إحياء الكيانات السابقة يشير هذا المفهوم إلى العملية التي تسعى لإعادة بناء دولة فقدت سيادتها أو كيانها السياسي بسبب عوامل كالاحتلال أو الصراعات الداخلية. ويهدف إلى: * تحرير الأرض من سيطرة خارجية. * أو إعادة تأسيس حكومة شرعية أطيح بها.
3. الاستقلال: التحرر الكامل والسيادة المطلقة يعني حصول كيان سياسي على سيادة كاملة، ليصبح دولة حرة غير خاضعة لأي سلطة خارجية. يتحقق الاستقلال عادة بعد انتهاء حالة الاستعمار أو الاحتلال.
4. فك الارتباط: إنهاء الوحدة بالاتفاق يصف هذا المفهوم العملية القانونية والهيكلية لتفكيك الوحدة بين دولتين أو أكثر، وذلك بموجب اتفاقيات مشتركة. يتضمن ترسيم الحدود وإنشاء مؤسسات منفصلة لكل دولة، لضمان سيادة كل منها على أراضيها ونظامها السياسي.
تمييز دقيق: فك الارتباط ليس استقلالاً من المهم التمييز بين المفهومين: * الاستقلال: هو تحرر من سيطرة قوة مستعمرة أو محتلة، غالباً ما يكون عبر كفاح مسلح. * فك الارتباط: هو حل لشراكة سياسية (وحدة) بين دولتين ذاتي سيادة سابقاً، ويتم بشكل سلمي بناء على معاهدة أو اتفاق، كما حدث في حالة الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا).
خلاصة وتطبيقات: غالباً ما تكون هذه المفاهيم حلقات في سلسلة واحدة؛ فمبدأ "تقرير المصير" قد يفضي إلى "الاستقلال"، كما حدث في جنوب السودان وإريتريا. وفي السياق اليمني، يمكن فهم السعي الجنوبي ليس فقط كحركة تحرر، بل كعملية "فك ارتباط" عن الوحدة التي أُعلنت عام 1990، وهو ما سيقود حكماً إلى "استقلال تام" وإعادة "استعادة الدولة" الجنوبية التي كانت قائمة، على غرار النموذج السلمي لفك الارتباط بين مصر وسوريا.