تناول الكاتب والباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية "ماهر فرغلي"، في سلسلة تحليلاته الأخيرة، ظاهرة التخفي داخل تنظيم الإخوان، موضحًا أن الجماعة رغم انكشافها أمام الأنظمة والشعوب ما تزال تمتلك وسائل متعددة للتخفي الفردي والجماعي. وأوضح فرغلي في مقال رصده محرر "شبوة برس" على منصة إكس، أن ما يسمى ب"فقه الحركة" هو الدستور السري الذي يرسم للإخوان صور التحرك بين الظهور والاختفاء، ويتيح لهم ارتكاب ما لا يجوز تحت ذريعة "الضرورة"، في مشهد يعكس الازدواجية الأخلاقية والفكرية للتنظيم. وأضاف أن الإخواني الفرد يتقن التخفي في الشكل والهيئة واللغة والسلوك، وقد يتخلى عن مظاهر السلفنة من لحية وجلباب وعمامة ليبدو منفتحًا ومعتدلًا، بينما يخفي ولاءه العميق للتنظيم.
وأشار فرغلي إلى أن الجماعة على المستوى الجماعي تمارس "سياسة التمييع"، إذ تجمع بين الصوفية والسلفية والشيعية والجهادية في مزيج ضبابي يجعل كشف هويتها أمرًا بالغ الصعوبة، مؤكدًا أن هذا النهج يعود إلى مؤسسها حسن البنا الذي قال في "مجموعة الرسائل": "نحن دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية".
وأضاف الباحث أن أخطر ما يميز التنظيم هو ازدواجيته التنظيمية بين القيادة العلنية التي تُستخدم كمحرقة أمام الأنظمة، والقيادة الخفية التي تدير الحركة فعليًا من وراء الستار، مشيرًا إلى وجود مرشدين خفيين في تاريخ الجماعة منذ عهد الهضيبي والتلمساني وحتى اليوم.
وبيّن فرغلي أن التخفي الإخواني لا يقف عند الجانب الفكري أو التنظيمي، بل يمتد إلى الاقتصاد والإعلام والسياسة، حيث تُقام مشاريع تجارية ظاهرها الشراكة وباطنها التمويل، وتُنشأ أحزاب وجمعيات لتمرير الأجندة الإخوانية تحت عناوين الحرية والديمقراطية، كما تُستخدم المنابر والبرامج والمؤسسات الخيرية كأذرع خلفية تخفي عناصر التنظيم.
واختتم الباحث المصري مقاله بالتأكيد على أن الإخوان، في صورتهم الفردية والجماعية، باتوا بلا هوية واضحة، جماعة تتحور وتتقن التخفي والتلون، وتعيش على النفاق السياسي والديني لتحقيق أهدافها بأي وسيلة ممكنة، حتى وإن كانت على حساب الحقيقة والدين والإنسان.