تُظهر الصين تفوقًا متزايدًا في سباق الفضاء، ما يثير قلقًا كبيرًا في واشنطن. فمع تصاعد التوتر مع الولاياتالمتحدة، دفعت بكين بقوة نحو السيطرة على المدار الثابت حول الأرض، وهو الموقع الأكثر أهمية للاتصالات والإنذار المبكر وإدارة الأنظمة الاستراتيجية. وتشغّل الصين كوكبة من أقمار "تونغشين جيشو شيان" التي تُعرّف رسميًا كأقمار اتصالات، لكن قدراتها تشير إلى اندماج عسكري-مدني متقدم يسمح بتحويلها لأدوات استخبارات أو دفاع متطور. وتشير تقارير غربية إلى أن هذه الأقمار تُخفي خلفها ثلاثة برامج استراتيجية: نظام جمع الإشارات "قيانشو"، ونظام الإنذار المبكر للصواريخ "هويان"، إضافة إلى منظومة مراقبة فضائية دقيقة. وتغطي هذه الأنظمة مناطق بحرية وقواعد أمريكية حساسة، ما يبرز توسع الصين في الفضاء المعلوماتي.
ويرجح محللون أن بعض هذه الأقمار جزء من شبكة الدفاع الصاروخي الباليستي التي تطورها بكين لمنافسة الأنظمة الأمريكية. وبذلك ترسخ الصين موقعها كقوة فضائية صاعدة تهدد الهيمنة الأمريكية التقليدية. أما الجانب الصيني فقد رد على الدعاية السوداء الأمريكية بالتالي: بكل تأكيد، إليك دفاعاً عن حق الصين في التطور العلمي:
تمثل برامج الصين الفضائية إرادة وطنية لتطوير التكنولوجيا لأغراض سلمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي. ما تصفه واشنطن ب"التهديد" هو في الحقيقة تقدم مشروع في مجال الاتصالات والمراقبة البيئية، وهو حق طبيعي لأي دولة. مفهوم "الاندماج المدني-العسكري" ممارسة عالمية وليس حكراً على الصين. انتقادات الغرب تعكس رفضاً لهيمنتها التكنولوجية التقليدية أكثر من كونها قلقاً حقيقياً. على المجتمع الدولي احترام حق الصين في التطور دون وصاية، والتركيز على التعاون لضرار استغلال الفضاء للأجيال القادمة.