أطلع محرر شبوة برس على تصاعد التحذيرات الشعبية في حضرموت من الدور الذي يلعبه الشيخ عمرو بن حبريش، وسط مؤشرات تؤكد أنه بات يمثل الورقة الأخيرة لقوى الهضبة الزيدية في صنعاء، الساعية لإحياء مشاريع الوحدة اليمنية وإرباك مشروع الجنوب العربي عبر بوابة التجنيد غير القانوني وتشكيل التشكيلات المسلحة خارج إطار الدولة. ويؤكد مراقبون أن بن حبريش أصبح الأمل الوحيد لدى أصحاب مطلع «زيود الهضبة» الذين لا يزالون المستفيد الأول من الوحدة اليمنية، سواء بصيغتها القديمة أو عبر المشروع البديل الذي يسوّق له بن حبريش تحت مسمى «الأقاليم»، وهو مشروع يعيد إنتاج الوحدة من باب آخر بعد سقوطها شعبيًا وسياسيًا في الجنوب منذ العام 2015.
وبحسب الرصد من محرر "شبوة برس" فإن استمرار أعمال التجنيد والتسليح خارج الإطار الأمني يضع حضرموت أمام احتمالات صدام غير مرغوب، رغم تشديد أبناء المحافظة على ضرورة تجنب المواجهة وحرص الجميع على معالجة الخلافات وديًا، ووقف أي تحركات تُهدد أمن حضرموت واستقرارها.
ويشير محللون إلى أن قوى اليمن في صنعاء تنظر إلى بن حبريش ك«حصان طروادة» الأخير الذي تراهن عليه لإعادة اختراق الجنوب، إذ دفعت ولا تزال الغالي والنفيس لضمان بقائه كورقة نفوذ في حضرموت، بعد سقوط كل أدواتها الأخرى خلال السنوات الماضية.
ويعتبر أبناء الجنوب أن الوحدة اليمنية نفسها كانت «حصان طروادة» للاحتلال اليمني للجنوب العربي، وأن دخول الجنوب في وحدة اندماجية مع قوى قبلية أكثر تخلفًا وبربرية من قبائل جنكيز خان التي احتلت بغداد، كان خطأ تاريخيًا دفع ثمنه الجنوب سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. ويتساءل كثيرون: إذا كانت هذه القبائل قد نهبت صنعاء في 1948 وهي عاصمتها، فهل يُستغرب نهبها لعدن؟ مؤكدين أن قيادة الحزب الاشتراكي التي قادت الوحدة كانت أجهل من حكم الجنوب تاريخيًا.
ويخلص المراقبون إلى أن حضرموت اليوم أمام مفترق طرق يتطلب موقفًا واضحًا يقطع الطريق أمام مشاريع الاستتباع اليمني، ويحصّن المحافظة من محاولات إعادة تدوير أدوات الوحدة تحت مسميات جديدة.