يرى محرر "شبوة برس" بعد ما طرحه الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور "حسين لقور بن عيدان" في موضوع عن الاسفاف الإعلامي اليمني أن ما يطرحه علي البخيتي ليس مجرد رأي سياسي قابل للنقاش، بل نموذج فجّ لخطاب يمني متكرر يقوم على الجهل بالقانون الدولي، والتطاول على تاريخ وهوية شعب الجنوب العربي، تحت غطاء ادعاء فكري زائف لا يسنده علم ولا معرفة. علي البخيتي، الذي يتوهم لنفسه موقع المفكر السياسي، يخلط بين الضجيج والتحليل، وبين الاستعراض والبحث، ويطرح تساؤلات تكشف عجزًا فاضحًا عن فهم نشأة الدول ومفهوم السيادة. حين يتحدث باستخفاف عن عودة الجنوب إلى ما قبل 1967، بل ويخطئ حتى في التاريخ، فإنه يتجاهل حقيقة ثابتة مفادها أن دولة الجنوب العربي لم تكن نتاج صدفة، بل قامت بقرارات دولية واضحة، وبرعاية أممية عبر لجنة تصفية الاستعمار عام 1963، التي أقرت شعب الجنوب شعبًا واحدًا له حق تقرير المصير، ونصت وثيقة الاستقلال على ذلك صراحة في ديباجتها.
ويؤكد محرر شبوة برس، في رصده ومتابعته لهذا الخطاب، أن الخلط المتعمد بين مرحلة ما قبل الدولة ومرحلة الدولة الوطنية المكتملة الأركان، يعكس جهلًا مركبًا بأبسط مبادئ القانون الدولي. ما كان قائمًا في الجنوب قبل الاستقلال هو وضع استعماري لا دولة فيه، أما دولة الجنوب التي أُعلنت في 1967 فقد استوفت شروط قيام الدولة كاملة، وفق اتفاقية مونتفيديو ومبادئ النظام الدولي التي أرستها معاهدة ويستفاليا، بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الذي اغتصب السلطة لاحقًا.
ولا يقف الأمر عند حدود الجهل، بل يتجاوز ذلك إلى عداء متجذر تجاه الجنوب العربي، يتخفى أحيانًا خلف شعارات حداثية أو علمانية، بينما جوهره واحد لم يتغير. وهو عداء لم يمنع الجنوب، في مفارقة أخلاقية صارخة، من احتضان ملايين النازحين اليمنيين، واستضافة المشردين من الشرعية اليمنية ومطاريد الحوثي، وفتح مدنه وأرضه لمن لفظتهم الحروب والصراعات.