العليمي.. رئيس يتجاهل العالم ثم يبكي العزلة: حين تتحول "الشرعية" إلى عبء على من لا يعرف معناها شبوة برس – خاص رصد محرر شبوة برس تغريدة للباحث السياسي الحضرمي سعيد بكران على منصة إكس، قدّم فيها قراءة لافتة لسلوك الدكتور رشاد العليمي، واصفًا إياه بنموذج صارخ لسوء التقدير السياسي والتمرد المزمن على الإرادة الدولية، في لحظة كان يفترض فيها أن تُدار الدولة بعقل الدولة لا بعقل الجماعة.
وأوضح بكران أن جميع سفراء الدول الذين التقوا بالعليمي خرجوا ببيانات متطابقة تقريبًا تؤكد دعم الحكومة اليمنية وتشدد على ضرورة تنفيذ خطة الإصلاحات، باعتبارها شرطًا أساسيًا لاستمرار الدعم الدولي. غير أن المفارقة، كما يلفت الباحث، أن العليمي وفي اليوم التالي مباشرة أصدر أوامره للوزراء بتعطيل عمل الحكومة ومغادرة مقار وزاراتهم، والتوجه إلى فندقه في الرياض، في خطوة بدت كصفعة مباشرة لكل ما قيل على ألسنة السفراء.
وأشار بكران إلى أن هذا السلوك لا يمكن فصله عن نمط تفكير الحركة الإسلامية في كل مكان، حيث يتكرر المشهد ذاته من تجاهل النصائح الدولية، وقراءة الواقع بعقلية التحدي لا بعقلية الشراكة، ثم ادعاء المظلومية بعد خسارة الدعم. واعتبر أن ما جرى يعكس حالة مزمنة من سوء التقدير السياسي، لا مجرد خطأ عابر أو زلة قرار.
وفي مقارنة لافتة، استحضر الباحث المشهد السوداني، حيث يجمع المجتمع الدولي على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري، بينما يرفض نظام الحركة الإسلامية هناك هذا المطلب وهو في أسوأ حالاته العسكرية والسياسية. واعتبر أن القاسم المشترك بين الحالتين هو الإصرار على معاكسة الإجماع الدولي حتى في لحظات الهزيمة، وكأن خسارة الشرعية خيار مقصود لا نتيجة عرضية.
وختم بكران تغريدته بالتأكيد على أن هذه القوى تجرد نفسها بنفسها من أي تعاطف دولي، وتدفع بكياناتها خارج إطار الشرعية، ثم لا تجد ما تفعله سوى البكاء في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أغلقت بيديها أبواب العالم. قراءة تضع رشاد العليمي ومن خلفه في مواجهة سؤال قاسٍ، هل ما يزالون يفهمون معنى الدولة، أم أنهم يصرون على إدارة ما تبقى منها بعقلية الفِرَق لا بعقلية الدول.