شبوة ولحج تعلنان اليوم تأييدهما لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي بعد عدن وأبين والضالع وسقطرى ومعظم المؤسسات المركزية للدولة العاملة في الجنوب. 1. ما يحصل اليوم من تأييد مؤسسي للمجلس الانتقالي على المستوى الرئاسي والجغرافي للدولة يكرس حالة يصعب تجاوزها من أي طرف آخر. وعلى قدر ما تتراكم النجاحات السياسية للانتقالي، نشاهد خلال هذا الشهر فقط تساقط كثير من الأوراق السياسية من يد الخصوم بتصرفاتهم هم وبرهاناتهم الخاطئة خلال الفترة الماضية.
2. ما يحصل اليوم من تكريس للوضع السياسي المؤسسي الجديد في الجنوب كان هدفًا لقيادة المقاومة الجنوبية في النصف الثاني من عام 2016، ولكن على مستوى أقل مما هو عليه اليوم. وكانت الفكرة الأولية قيام آلية تجمع محافظي المحافظات الجنوبية ومديري الأمن وقادة المقاومة الجنوبية والوزراء الجنوبيين. وظهر المجلس الانتقالي لاحقًا في عام 2017 مستوعبًا هذا الهدف في إطار المحافظين والوزراء، إلا من امتنع منهم عن المشاركة.
3. يومها قامت القيامة على الجنوبيين بسبب هذه الخطوة، وتم تسخير أدوات الدولة لقمعها، وقبل الجنوبيون التحدي واستمروا في مشروعهم.
4. في عام 2017 كان المجلس الانتقالي مجرد جنين سياسي بلا مؤسسات سياسية مكتملة، واليوم أصبح جسمًا سياسيًا ناضجًا بمؤسسات مكتملة على مستوى المركز والمحافظات والمديريات، وعلى مستوى الخارج.
5. وكان ذراع المقاومة الجنوبية محدودًا، واليوم يمتلك عشرات الألوية العسكرية والأمنية المدربة على مستوى كافة المحافظات، ويساعد الآخرين في حماية مناطقهم من التمدد الحوثي.
6. وكان الاعتراف السياسي لا يتجاوز حدود التعاطف الإنساني مع الجنوب من بعض الأطراف، واليوم المجلس الانتقالي معترف به سياسيًا على المستوى الدولي، ويُنظر إليه كأحد الشركاء الأساسيين في المؤسسات الحكومية السيادية للمناطق المحررة، ممثلًا للقضية الجنوبية وصاحب النصيب الأكبر في مجلس القيادة الرئاسي.
7. في عام 2017 كانت أوراق تخريب الإجماع الجنوبي كثيرة، واليوم وبعد أن كشفت المراحل والمواقف سوء نوايا كثير من الأطراف تجاه الجنوب، أصبح الإجماع الجنوبي حول خطوات المجلس الانتقالي هو الأكبر والأوسع على الإطلاق، لدرجة عدم اعتراض مجلس الأمن على المكاسب العسكرية والسياسية الأخيرة التي حققها المجلس الانتقالي.
إننا نشاهد هذه الأيام واقعًا جيوسياسيًا جديدًا يتشكل في جغرافيا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة، وبإدراك كامل من المجتمع الدولي.