في قراءة أولية يرصدها محرر شبوة برس، يعكس تقرير نشرته قناة روسيا اليوم، المقربة من دوائر القرار في الكرملين، تحولًا لافتًا في الخطاب الدولي تجاه القضية الجنوبية، من خلال طرح استعادة دولة الجنوب العربي كخيار واقعي قابل للنقاش، لا كمجرد طرح عاطفي أو مطلب محلي معزول. التقرير، الذي تناول تطورات المشهد في اليمن، قدّم الجنوب بوصفه عامل استقرار في منطقة جغرافية بالغة الأهمية، مشيرًا إلى سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على معظم أراضي الجنوب، وقدرته على إدارة الأمن ومحاربة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية، وهي مفردات اعتادت العواصم الكبرى استخدامها عند الحديث عن كيانات قابلة للحياة والاستمرار.
ويرى محرر شبوة برس أن أهمية هذا الطرح لا تكمن فقط في مضمونه، بل في الجهة التي صدر عنها، حيث نادرًا ما تتبنى منصة إعلامية دولية وازنة مقاربة متوازنة للقضية الجنوبية، بعيدًا عن الخطاب التقليدي الذي كان يختزل الجنوب في إطار أزمة داخلية تابعة للجمهورية العربية اليمنية.
كما يلفت التقرير إلى الإرادة الشعبية الجنوبية، والاحتجاجات الواسعة التي شهدتها مدن عدن وحضرموت والمهرة، إضافة إلى تحركات الجاليات الجنوبية في أوروبا، في مشهد يعزز من حضور القضية الجنوبية دوليًا، ويؤكد أنها لم تعد حبيسة الجغرافيا، بل باتت حاضرة في دوائر النقاش السياسي والإعلامي خارج المنطقة.
وبحسب متابعة شبوة برس، فإن هذا الخطاب الدولي الجديد يربك خصوم الجنوب العربي، ويكشف حجم القلق الذي تسببه أي إشارة خارجية تعترف بواقع الجنوب السياسي والعسكري والأمني، حتى وإن جاءت في إطار التحليل الإعلامي.
ويخلص محرر شبوة برس إلى أن تقرير روسيا اليوم لا يعلن قيام دولة الجنوب، لكنه يكرّس حقيقة مهمة مفادها أن الجنوب العربي بات حقيقة قائمة على الأرض، وخيارًا مطروحًا على طاولة النقاش الدولي، وأن الزمن لم يعد يعمل لصالح من يراهنون على تجاهل هذه الحقيقة أو القفز عليها.