إن بقاء الوحدة بصيغتها الحالية بات مستحيل والإصرار على رفض إقامة الدولة الاتحادية ما هو إلا رفض لرفع الظلم عن الناس وإحقاق الحق وتغييب سيادة القانون .. علما أن المطالب لدى غالبية الجنوبيين قد تعدت الدولة الاتحادية .. وقد جاءت فكرة الأقاليم بالاساس لحل القضية الجنوبية وإبراز الشخصية الجنوبية التي كادت أن تطمسها الشمالية بالقوة بدلا من أن تختلط معها لتكوين شخصية وحدوية .. ومنذ نشأة فكرة الاقاليم اندفع البعض من أبناء الجنوب لفكرة الدولة الاتحادية وهم يرون بذلك دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي مع ، اخذ الضمانات الدولية للإبقاء على الوحدة بقالب جديد يتنافس فيه الاقليمين على إبراز قدرة كل منهم في التنمية والاستقرا ر والأمن لخلق مناخ ملائم لتأسيس الدولة المدنية.. أما الاغلبية من أبناء الجنوب فهم مع استعادة الدولة الجنوبية السابقة ومابين مؤيد لإقليميين وآخر مٌصِر على استعادة الدولة فإذا بالقوى التقليدية في صنعاء تختلف على كل شي ليظهروا مختلفين وهم في الحقيقة متفقين على ظلمنا ويتبادلوا الادوار فمنهم من رفض فكرة الاقاليم واسند الدور للأسف لرفاقنا في المؤتمر متناسيين أن من صدح بهذه (الاقاليم) هو رئيس المؤتمر في العام 2011 وهم بهذا لايعبرون عن رأي كل المؤتمريين وحتى على مستوى مؤتمر الحوار كان رأيهم وحيدا .. أما باقي مكونات الحوار فقد كان الانقسام على عدد الاقاليم إقليمين او ستة أقاليم؟ فلو اعتبرنا أن أبناء الجنوب شعب يحق لهم المطالبة بحقوقهم فقد يتم التوافق مع دعاة الاقليمين من قبل البعض في الجنوب وبكثير من الجهد والضمانات التي تكفل لهم كامل حقوقهم لكي نخرج بالدولة المنشودة .. أما دعاة الاقاليم الستة الذين يرون بأن الإقليمين دعوة لتقسيم اليمن شمال وجنوب وهو تفريط في الوحدة فقد وجدوا الحل في الحفاظ على الوحدة بتقسيم الجنوب وتقسيم الشمال ليظهروا مختلفين وهم في الحقيقة متفقين على ظلمنا ويتبادلوا الأدوار وكأنهم لايدركون أن الاغلبية في الجنوب لم يقتنعوا بالاقليمين فضلا عن الستة أقاليم وان المؤيدين لإقليمين لم يدخروا جهدا لاقناع إخوانهم بان بقاء الجنوب في إقليم واحد سيمنع احتكار مراكز القوى للثروة الجنوبية ، وان الدولة الاتحادية ستكون دولة قانون وان الجنوب سيبقى موحدا خصوصا وان الدعوات المذهبية منعدمة وان الجنوبيين هم دعاة الوحدة خصوصا وانه بعد إنشاء دولة الجنوب 67-90م لم يطالب أحد بالانفصال وان دعوات الانفصال لم تأتي الا بعد نهب الثروات والاستئثار بكل شئ من قبل مجموعه من الشمال فى ظل رضاء باقي أبناء الشمال رغم أنهم تحت وطأة ظلم اشد ونأمل بإنشاء الدولة الاتحادية ان يرفع الظلم عن الجميع في الجنوب وفي الشمال .. وأثناء هذه الحوارات جاءت الهبة التي حظيت بتأييد كبير من أبناء الجنوب معلنة عن الوحدة الحقيقية بين أبناء الدولة الجنوبية السابقة وكان احتشاد أبناء الجنوب في عدن ولحح والضالع وأبين وشبوة والمهره تأييدا لابناء حضرموت بمثابة رسالة للعالم بأننا سنبقى موحدين في الجنوب فان أرادوها اتحادية فنحن إقليم وان أرادوها أقاليم فنحن دولة .