أصدرت دار المستقبل للطباعة والنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية كتاب بعنوان (تاريخ المهرة .. المسمى ب التطواف حول تواريخ ومشاهير بلاد الاحقاف) في طبعته الاولى من تأليف الكاتب الاستاذ/ سعد بن سالم بن علي بن زومه الجدحي المهري - مدرس مادة التربية الاسلامية بمدينة قشن – محافظة المهرة ، وتولى تكاليف طباعته الشيخ/ محمد بن مسلم بن البرك بن زومه الجدحي المهري . الكتاب في بابه الاول حكى عن المهرة قبل الاسلام وبعده ، حيث تحدث عن قبيلة قضاعة ونسبة المهرة إليها ، والتعريف بقبيلة المهرة وذكرها على ألسنة المؤرخين وأيضاً الاقوام التي تفرعت منها وذكرت في كتب الانساب ، والاراضي التي تتواجد فيها تلك القبيلة ، كما تحدث الكاتب في مجمل كتابه حول الاماكن التراثية ووجودها ببلاد المهرة وعن الابل المهرية وأصولها ، وعن اللغة المهرية وماذا قالوا عنها ، وفي الصفحة (115) والتي هي معنونه ب(الملحق) قام فيها الكاتب بكشف بعض اختلاقات الدكتور عبدالمجيد العراقي على اللغة المهرية في كتابه المسمى : (فقه العربية وسر اللغة المهرية) . ومن الغريب ان جامعة صنعاء تولت نشره ، وقد نال الدكتور العراقي التكريم من جامعة صنعاء بذلك الكتاب وجعلته الجامعة في زاوية الكتب النادرة والمميزة التي تنشر على نفقة الجامعة!! . ويتسائل الكاتب : هل الجامعة ورئاستها وهيئتها اطلعوا على كل ما قاله الدكتور عبدالمجيد؟ وإذا كان كذلك فهل هم من المصدقين له في ذلك؟ ويدعوهم الكاتب إلى الواقع ، أي : واقع المحافظة واللغة فسيجدونه كاذباً ، هذا مع ما احتوى عليه الكتاب من البتر والتحريف والزيف بمجرد النظر إلى واقع مجتمع المهرة . كما ذكر الكاتب عن المهرة في التاريخ الاسلامي ، حيث أفاد بأن قبيلة المهرة ناصرت الجيوش الاسلامية ومشاركتهم الكثير من الفتوحات مثل فتح الاسكندرية وموقعة صفين . وعندما انتقلنا إلى الباب الثاني نرى ان الكاتب تطرق في التاريخ السياسي والعسكري مابين القرن السادس الهجري إلى القرن العاشر الهجري ، وفيها تحدث عن دولة آل فارس المهرية في الشحر وسلاطينها ، وكذا دولة ابي دجانة المهرية في حيريج (ذرفات) والشحر ، والصراعات بين المهرة وآل كثير ، وبوادر الدولة العفرارية المهرية وعلاقة المهرة بالدولة الكثيرية ، مع ذكر بعض الصراعات بين المهرة والبرتغاليين ومشاركة بعض أبناء المهرة في الدفاع عن الشحر في الهجوم البرتغالي الشهير والموثق تأريخيا على المدينة ، ومشاركتهم أيضاً في حروب المماليك ودفاعهم عن أراضيهم (حيريج و قشن) ورفضهم هيمنة الاتراك ومشاركتهم في صد العدوان التركي على عدن عام (954)هجرية . كذلك تحدث الكاتب عن وقائع وحوادث متفرقة كثيرة . في الباب الثالث من ذلك الكتاب الرائع ذكر المؤلف مشاهير قبيلة المهرة عبر التاريخ ، وتحدث عن بعض الصحابة من قبيلة المهرة ، وبعض الرواة والمحدثين في زمن التابعين وما بعده في فصل موسع فصله تفصيلاً ، كما ذكر بعض العلماء والادباء والقادة من المهرة وبعض النساء المهريات الشهيرات عبر التاريخ . وبعد (458) صفحة اختتم كاتبنا الجدحي كتابه بالخاتمة موجزاً ذلك المؤلف في (472) صفحة روى فيها تاريخ قبيلة المهرة الشهيرة بكل منجزاتها في زمن قلت فيه المؤلفات عن تاريخ المهرة وأهلها الشرفاء . فقد احتوى هذا الكتاب في طياته ذكر ترجمة أكثر من مائة شخصية مهرية شهيرة ذكرت في العصر الجاهلي وفي عهد الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وكذلك ذكر الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً في ميادين دولة آل فارس ودولة ابي دجانه ودولة العفرارية ، حيث أصبح الباحث والقاريء متعطشاً لمثل هذه الكتب والمعلومات .
