شجرة "التين الشوكي" ذو القامة القصيرة غير المثمرة، أو بما يعرف ب"التين التركي" آفة استوطنت عزلة بني حسن بمديرية بلاد الطعام بمحافظة ريمة، وأصبحت خطراً يداهم بقية مديريات المحافظة نظراً لما تتسم به هذه الشجرة من تكاثر سريع ومخيف وعلى وجه الخصوص في المناطق السهلية، هذه النبتة التي غطت مساحة واسعة من الأراضي الزراعية خلقت الرعب لدى المزارعين. ويقول المزارعون: إن هذه الشجرة قضت على المراعي والأراضي الزراعية وأغلقت الطرق التي يعبر منها الإنسان والحيوان وتتطاير منها أشواك صغيرة سامة عبر الرياح إلى أماكن مختلفة، فإذا وصلت إلى عين الإنسان أو الحيوان فإنها تصيبه بالعمى. سبع سنوات أو أكثر من ظهور هذه الشجرة جعلها تتوسع لتشكل غابات من وجودها، حاول المواطنون اقتلاعها وحرقها إلا أنها تعود مرة أخرى. عزلة بني حسن في مديرية بلاد الطعام منطقة سهلية زراعية تجود بمحصول الذرة الحمراء قصيرة القامة يحصد مرتين في العام بفعل المناخ الدافئ والمناسب لإنتاج هذا المحصول لكن القدر شاء أن يرسل لهذه المنطقة ما يعكر صفو الحياة ممثلاً بهذه الشجرة، لم تقم أية جهة ولا السلطة المحلية بالمحافظة بالتحرك لمكافحة هذه الآفة. تغطية الأرض الزراعية * العمة مريم، امرأة بالعقد الستين من عمرها كان يظهر على وجهها علامة الحزن، تأوهاتها وتنهداتها سبقت حديثها حيث قالت: "ياابني كان لديّ بقرة وخمس ماعز أقوم بتربيتها ورعايتها، وجربتان أقوم بزراعتهما وكنت مرتاحة باللبن والحليب والسمن، وعندما أحتاج مصاريف أٌقوم ببيع معزة أو رضيع وأتصرف، والحب موجود من المال، أما الآن بعدما ظهرت شجرة التين من قبل سنوات لم نستطع أن نربي لا بقراً ولا غنماً ولا نزرع أي شيء، لأن النبتة غطت على الأرض الزراعية والبقر والغنم ما عد حصلين مراعي وبعضهن أصابهن العمى من الشوك وما استطعن يمشين". وأضافت: "جاءتنا فرقة منذ شهرين من قبل الصندوق الاجتماعي لقلع شجرة التين، ولكن ما غار عليك ابن علوان إلا وقاد أنجحوك الجن ملاطيم وما ذكروا حقنا الكبارات والمسئولين إلا بعدما دقت هذه الشجرة على رؤوسنا الثوم". دراسة الحالة * المجلس المحلي بمديرية بلاد الطعام قال بأن انتشار شجرة "التين الشوكي" بعزلة بني حسن شكل له قلقاً كبيراً. وأوضح الأخ فيصل الفقيه، عضو المجلس المحلي لمديرية بلاد الطعام بالمحافظة، بأنه تم التحرك للمطالبة باستئصال هذه الشجرة من خلال التواصل مع مكتب الزراعة بالمحافظة والصندوق الاجتماعي للتنمية، وقد كلف الصندوق مختصين منتصف عام 2013م للنزول الميداني إلى عزلة بني حسن وعزلة بني شرعب المجاورة لبني حسن. وتتبع مديرية الجبين وذلك لدراسة الحالة القائمة حيث طلب مندوبو الصندوق من المواطنين انتخاب لجنة مستفيدين من كلا العزلتين لتكون هذه اللجنة همزة وصل بين الصندوق وبين المستهدفين، لهذا المشروع فحصلت خلافات بين المواطنين حول انتخاب لجنة المستفيدين فتأخر العمل". وأضاف: الفرق المختصة من الصندوق باشرت عملها الميداني في هذه المناطق منذ ثلاثة أشهر، بعد أن حُل الخلاف بين المستفيدين الذين استمر لعدة أشهر. إهمال * من جانبه أكد الأخ عبده علي القعاري –مدير عام مكتب الزراعة بالمحافظة: كان لزاماً علينا بعد انتشار شجرة "التين الشوكي" في بلاد الطعام بشكل خاص، والمناطق السهلية في مديريات المحافظة بشكل عام، وما سببته هذه النبتة من أضرار صحية على الإنسان والحيوان وتهديد للبيئة، أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، إلا أن مكامن المشكلة هم المواطنون بسب إهمالهم وتركهم لهذه الشجرة تصول وتجول في محيطهم الاجتماعي وأرضهم الزراعية دون أن يقوموا بمكافحتها واقتلاعها مبكرأً قبل أن تتكاثر. مكافحة التين وعما إذا كانت هناك بلاغات من قبل المواطنين والمجالس المحلية قال مدير عام الزراعة: ياعزيزي أنا لم أتلق أي بلاغ مسبق إلا بعد أن انتشرت هذه النبتة، وكذا تلقينا بلاغاً من قيادة المحافظة، حينها قمنا وعلى الفور بالتواصل مع الجهات المعنية وبعض المنظمات المحلية والدولية المعنية بمثل هذه الجوانب كالصندوق الاجتماعي للتنمية بالحديدة الذي بادر بإدراج هذا المشروع ضمن برامجه العملية للعام 2013م. واستطرد قائلاً: الصندوق قام بإعداد دراسة متكاملة لمكافحة وإزالة شجرة التين في ثلاثة مواقع في بلاد الطعام، وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو (200-300) ألف دولار تقريباً والفرق المكلفة من الصندوق الاجتماعي قد بدأت بتنفيذ هذا المشروع منذ نهاية 2013م بالاتفاق مع الأهالي في القيام بإزالة هذه الشجرة مقابل أجور محددة للمتر الواحد. أخيراً: ما من داء إلا وله دواء كما قال رسولنا الكريم، فشجرة "التين الشوكي" التي توغلت في بني حسن والمناطق المجاورة لها في بلاد الطعام، وبدأت تصدر خطرها من منشأها الأصلي إلى بعض المناطق الأخرى في مديريات المحافظة لأمر يحتم تضافر كافة الجهود الشعبية والرسمية مواطنين ومشايخ وأعضاء مجالس محلية وجهات معنية في المديرية والمحافظة لما من شأنه محاصرة هذه الشجرة والحد من انتشارها من خلال اجتثاثها بشكل دائم عن طريق استخدام الطرق العلمية والحديثة لإزالتها.