الجواب على هذا السؤال سهل وصعبفي نفس الوقت . ويمكن سرده بجمل لا غير ويمكن ان يؤلف لاجله وبه الكتب ،بل ان الجواب ايضا مُلغز وربما لا يحتاج الى فك الغازه في نفس الوقت فهناك من تغير دون عناء او تخبط !! . وبكلمة موجزة . اذا تعلمت تغيرت ،واذا جهلت توحشت واستوحشت . والتعلم نوعان تعلُم الابجدية لنتعلم بطريقتنا الخير ونستلهم الابداع او نلقن ونُعلم الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن وهل انت يا من تتعلم تهدف بعلمك لتنهل من المعارف ولترقى انسانيا وحياتيا وسلوكيا وتجيّر كل معارفك وجهدك لخير الانسان وصالح الحياة وبناء الدنيا والحياة فهي امانة لديك وابت ان تتحملها الجبال ام تسخرها في جهد ابراز القوة والسيطرة والاستحواذ على مساحت العالم واخضع الشعوب كما سبق من عقائد عنصرية اغرت الحاكم باخضاع العالم والهيمنة على كل مقدراته ومنها الحركة النازية والشوفونيات او الوطنيات التي عاشتها اليابان وامبراطوريات اخرى . وعن التغيير فاهم ما نحن بصدده هو اولا تحررنا من هذا الجنون ن جنون العنف والقتل والاحتراب الطائفي او الديني واول التغييرات التي ننشدها هي في انسنة اختلافنا وعدم مفاقامتها الى التكفير ومن ثم الحرب والاستئصال واول هذا التغييرات التي ننشدها هي في امعان النظر في الافتاء وجعله حكرا على علماء الدين بشرط وصولهم الى مراتب علمية عالية دينيا وعلميا بحيث عندما يفتي يتوسع في توضيح فتواه مستلهما الحقائق الدنية والعلمية كم من شخص او رجل دين يتحدث عن ظواهر فيزيائية وعن الكون والكواكب ويصورها بشكل بدائي لا يحمل الاقناع او يقتصر في فتواه في الحدود والرجم واداء الفرائض والفتوى بحر واسع من العلم لا يجيده الا القلة ولا يلم به الا من حاز درجة عالية من التفقه الشرعي وعلوم الدنيا والفيروسات والطبيعة والرياضيات والكيمياء ان الافتاء توسع معرفي عميق بفهم حقائق طبية وعلمية ونفسية وهندسة وراثية وزرع اعضاء بل وفهم المجرات وفيزيائية الكون فهناك امور تتعقد ولا يمكن ان نخلص الى فتوى فيها دون ان نحيلها على لجان علمية متوثقة علميا فمثلا في حقل الجينات الوراثية والخلايا الجذعية واطفال الانابيب والتخصيب وكذلك زراعة الاعضاء كم من مؤلف اتعب واضنى نفسه في تأليف الكتب التي تقرأها من غلافها الى غلافها وتخرج منها بمحصلة واحدة وهي التكاره والتحاقد وتصنيف الاخرين ونقدهم وتقريعهم ان لم يكن تكفيرهم بل وتتبع نواقصهم وعيوبهم وخطاياهم فتصيرنا هذه الكتب اعداء نخاصم ونتخاصم. على سبيل المثال ما حصل في يوم عاشورا في الاحساء ليدل على الشحن والكراهيات فكيف يروعون فئة ويقتلون الناس لمجرد انهم احتفلوا بيوم -الحسين- وهو يوم شديد الخصوصية لدى كل المسلمين، وكم من كتب لا تسوى ثمن الحبر الذي كتبت به . فتخصصها هو في الحسد والعين والجن وطرد الشياطين والُرقية وتفسير الاحلام !!وكم من شخص يضع همه في تغيير الكون بمجرد انه قرأ في الكتب السماوية وفسرها على هواه ومزاجه العكر ، وكأنه كفيل بذرية أدم وارسالهم الى الفراديس العلياء ، بل ويمنح الشفاعة والاذن في ختان النساء وبيعهن سبايا او حز الاعناق بسكين ابو عنتر . كيف نتغير؟ ومن السهل ان نستلهم ما اقدم ت عليه امم كثيرة غربية وعن دول اسلامية فلدينا النموذج الماليزي وسلطنة بروناي بل وكذلك اندنونيسيا وهي اكبر دولة اسلامية .ولنفعل القانون في تجريم التحريض والدعوة الى الكراهية طالما هي سبب ويلاتنا كل ويلاتنا . ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، اي أِعمال القانون و تطبيقه في حياتنا حتى لا نفتك ببعضنا البعض وان لا نَدَّعي الالمام التام بتفسير القرآن كما قال الامام علي كرم الله وجهه - القرءان حمّال أوجه - القران كلام الله يُفسره الرجال - فالقران ثابت ولكن التفسير اجتهاد . كما و لابد من فرض قوانين داعمة و صارمة لتخدم الدين والعقيدة فكما اجتهدوا العلماء في وقف العبودية لانه ذميم في ديننا فانه لجدير بنا ان نعمل على هذا النحو في تحريم الخطاب الديني الحاقد او بكلمة مخففة المحرض طالما وكل هذه الدماء من دمشق الى بغداد وكابول واليمن هي بسبب خصومات مذهبية تفاقمت فادت الى كل هذا الويل والثبور وعظائم الامور . ان ديننا بمجملة سماحات ورقة وتعاطف ويسر ورأفة سواء على المرأة او الطفل او الشيخ او البيئة والشجرة او في التجارة والتداين وفي علاقاتنا العامة والخاصة بل و حتى في الذبح -فاحسنوا الذبح- والرأفة بالحيوان ذات الكبد الرطب. وحتى لا نريق دماءنا ونزهق ارواحنا ونشعل الكون بخصوماتنا فيجب عاجلا لا آجلا الحد من الترويج للكراهيات سواء مذهبية او عقدية او قبلية او مناطقية فهذه جهالة مقيتة وعلينا وان ندجن شرور انفسنا وجهالاتنا ونتخلص من هذا الجنون الذي اصابنا وروعنا واشقانا وجعل كل ارضنا مذبحة كبيرة على مساحة العالم الاسلامي وامام العالم ينظرون الى الينا ونحن نتوحش فنفتك ببعضنا بكل هذه القسوة والحقد. ان الكون لا شك جميل بتعدد الوانه والناس اجمل بتعدد ثقافاتهم وتراثهم وعاداتهم ومآكلهم وعاشورهم وغديرهم وسننهم وطقوسهم واوليائهم الصالحين واضرحتهم بل وملابسهم واناشيدهم واشكالهم وسهرهم ويقظتهم وافراحهم ومهرجاناتهم فلا نصيرها اختلافات بل تعددات تثري تغني وتبهج وتشيع حالة من الثراء الثقافي والديني . اذا فطنا الى اننا -متساويين بشكل مختلف- فنحن نكون قد ادركنا القاعدة الذهبية للتعايش علينا ان نعتنق الاختلاف والتنوع والتمايز وليس التمييز ، كجمال وثراء ثقافي عندها سوف نتغير ونتعايش ونتحاب، اما اليوم فنحن في حالة استعداء وبغضاء و انفصام وعيي وديني وثقافي وسلوكي صادم بل في حالة تمترس وشحناء وتحاقد وترصد لبعضنا البعض جعلنا وصيرنا وحوش كاسرة . وهنا يصبح هذا الكائن البشري الانسان الذي كرمه الله هذا المخلوق الجميل بل العظيم التي سجدت له الملائكة والذي خلقة الله ليعمر الكون يصبح الشر والظلم والقهر والفناء . اوقفوا وحرموا نشر ثقافة الكراهية فقد اتت علينا كالحرائق التي لا تبقي ولا وتذر .