تاريخنا مليئ بالفرص التي كانت عبارة عن مخارج لمعاناة هذا الشعب التواق للحرية والاستقلال , وكان بمقدور قياداتة استثمار وتتويج نضال هذا الشعب , ولكن تأكدت أن لنا قيادة لاتعرف غير الندم والبكاء على ضياع مثل هكذا فرص ذهبية فهيا قد أصيبت بداء التعود " متعودة دائماً " . فمنذُ الاستقلال 1967م حكومة قحطان الشعبي والانقلاب عليها وتدميرها .. بعدها تماماً عرفوا بأنهم قد أخطئوا فندموا ندماً شديداً , ولا يخفى عليكم القيادة التي تم اقصائها ونفيها الى الخارج وايضاً الطائرة التي انفجرت بالسماء فندموا عليهم فهم من افضل كوادر الجنوب انذآك , ومن ثم الغدر بالرئيس سالمين وبعد مقتلة ارتفعت اصوات الندم على خسارة هذا القائد ولم يتعلموا من كل هذه الأخطاء الجسيمة ومن ندمهم المتوالي ولكنهم استمروا حتى اوصلونا لعام 86 يناير الصراع الدامي بين القيادات على السلطة الزائلة وانتهى بندم كل اطراف الصراع وبسبب هذه التراكامات دخلنا الوحدة المشئومة ونحن مفرقين ممزقين اشلاء وهذا ماساعد العدو في التهامنا بسهولة بحرب 1994م وتم احتلال الجنوب بسبب فرقتنا وعدم توحدنا كان المفترض علينا ان نعمل التصالح والتسامح قبل دخولنا للوحدة المشئومة لكي نكون اقويا ولا يستطيع أحداً ابتلاعنا وهذا ما أدركته قياداتنا متأخراً فندمت ندماً شديداً .. فلابد مت توبة نصوحة والعمل بشروط التوبة وهيَ الندم الشديد والاستغفار على الذنب واهم شرط الإقلاع عن الذنب ولا رجعة له أبداً. حديث الثورة الجنوبية في هذه الآونة الاخيرة عن المؤتمر الجنوبي الجامع أرجوا من الله ان تكون قيادتنا قد تعلمت من كل هذه التنقلات في حياتها وان تخرج من عالم الندم والحسرة الى عالم اغتنام الفرص والعمل الجاد الى التقارب والوفاق السياسي الحقيقي الذي يلبي تطلعات شعب الجنوب العربي وأن يكون المؤتمر الجنوبي الجامع وفاق لا فراق وأن يعمل على توحيد التباينات والا يستمر مسلسل " نادمون على خسارة وطن " وعلى الشعب في الجنوب أن يعي جيداً أهمية هذه المرحلة التاريخية وأنه قادر على قلب كل الموازين والضغط على كل القيادات بالتقارب والتوحد فالشعب هو الضامن الأساسي لتوحيد هذه القيادة وأخراجها من مسلسل الندم المستمر , وايضاً بإستطاعته إنجاح هذا الوفاق السياسي المنتظر وافراز الحامل السياسي للقضية الجنوبية المرتقب بتركة لأصوات النشاز التي لاتعرف غير التباكي والندم فهذه فرصة ثمينة امامنا وهي ذكرى التصالح والتسامح على الأبواب , إذا كانوا صادقين مع هذا الشعب وثورتة وقضيتة العادلة سيعلونها مدويتاً في بهذه المناسبة الغالية على قلب كل جنوبي ذكرى التصالح والتسامح فرصة جديده لإثبات صدقهم لشعبهم ووطنهم فأرجوا من الله أن يسمعنا بياناً وبرنامجاً سياسياً موحداً هدفه نيل التحرير والاستقلال ورؤية سياسية موحدة تلبي حلم الجنوبين بدولة جنوبية فدرالية مستقلة كاملة السيادة ووطن جنوبي يتسع لجميع ابناءة . أرجو من الله أن يهديهم ويجمعهم وأن يرينا منهم حامل سياسي حقيقي موحد يقود العمل السياسي بالتفاوض مع العالم على قاعدة التحرير والاستقلال ويتوج العمل الثوري الأسطوري الذي يقوم به شعبنا في الجنوب ويحقق احلامه وتطلعاته وآماله في الحرية والعيش الكريم ... كفاكم ندماً وحسرة .. نريد وفاق لا فراق , وان لم تستثمروا هذه الفرصة التاريخية وتجعلوا لأنفسكم بصمة شرف بصمة إباء بصمة نضال , كونوا ممن يذكرهم التاريخ باوراق صفحاته البيضاء الناصعة "هؤلاء ضحوا من اجل وطن " والا إذ استمريتم على هذا الحال فأنتم لعنةً حلت علينا وعاراً على الجنوب وسيذكركم التاريخ بصفحاته السوداء الحالكة "هؤلاء خانوا وطن " , وامامكم متسعً من الوقت لتتوحدوا وأحذروا مكر الشعب " فالشعب إذا مكر غدر " وسيرفع شعار " خدلتمونا - توحدوا أو ارحلوا " . * بقلم : - محمد أنور