في خطوة مخالفة للقواعد العلمية، قال الداعية بندر الخيبري إن الأرض ثابتة لا تتحرك، وذلك في رد على سؤال أحد التلاميذ في إحدى حلقات العلم. “الخيبري” أشار إلى أن العالمين الفوزان وابن باز قالا بمثل هذا، موضحًا أن الله أخبر بأن الأرض ثابتة، وأن الشمس هي التي تدور. وقال: “لو أن الأرض تدور فلن تصل طائرة إلى الصين لأنها تمشي والأرض تدور بنفس الوقت”. كان الشيخ صالح الفوزان قد اعتبر أن الأرض ثابتة، وأن المسلم “لا ينبغي أن يأخذ بالنظريات الحديثة ويترك القرآن”، فيما رأى ابن باز وابن عثيمين أن النظرية القائلة بدوران الأرض نظرية عقلية قابلة للنقض. يوسف المحيمد علق ساخرًا على حديث الداعية من خلال هاشتاق “#داعية_ينفي_دوران_الأرض” المتداول على تويتر، قائلا: “هداية الحيران في مسألة الدوران”. بينما ذكر سعد السريحي: “لا أصدق أن هناك من ينكر دوران الأرض في زمن التلسكوب والقمر الصناعي”. فيما قالت خلود الفهد: “جرّب يفكر وقال لو كانت الأرض تدور لجاءت الصين إلى الشارقة.. ليتنا من تفكيركم سالمين”. على ذلك الانكار لدوران الأرض كتب عبدالرحمن الراشد مقالا نشرته الشرق الأوسط بعنوان " أشهر سعودي في العالم" يعيد " شبوه برس" نشره : شهرة الخمس عشرة دقيقة، كما وصفها الفنان آندي وارهول، كانت من نصيب داعية سعودي مغمور، فجأة صار خبرا ونجما على الآلاف من محطات التلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية في أنحاء العالم، فقط لأنه ظهر على فيديو ينكر أن الأرض تدور. طبعا، طأطأ العديد منا خجلا، كان بودنا أن ينقل العالم أخبار الشباب والفتيات السعوديات الذين يعملون في المختبرات والمراكز البحثية الدولية، ويحققون نتائج واكتشافات مبهرة، لا أن يعرفنا العالم من خلال شخص بسيط العلم يصعب عليه أن يستوعب حقيقة علمية. نحن في زمن الانحطاط العلمي، ومن الطبيعي أن يوجد بيننا مثله. لقد أضحكت العالم علينا، أيها الفلكي الفذ، واستوليت على عناوين الإعلام في أنحاء الكرة الأرضية التي ترفض أن تصدق أنت أنها تدور. حققتَ من الشهرة ما فشل في تحقيقه علماؤنا، ومتفوقو طلابنا، وكتابنا، وفنانونا. في القرن الخامس عشر الميلادي، كان البحّارة مع كريستوفر كولومبس في المحيط، يبحرون غربا يخشون أن يصلوا إلى حافة الأرض المنبسطة وتقع سفنهم في الهاوية، لأن الأرض تبدو لهم منبسطة وواقفة. وكانت تلك الاكتشافات الجغرافية المحفز لفهم الأرض والكون لاحقا، ومعها تطورت العلوم والعقول، فتقدم الغرب، ونام المسلمون في ذلك القرن تحديدا، ولا يزالون في سبات عميق، لا يعرف العالم عنهم سوى «القاعدة» و«داعش» وبعض السذج الذي يضحكون العالم على أنفسهم. فالتطرف والشعوذة والخرافات منتجات انحطاط الأمم، وليس بوسعنا سوى أن نشارك العالم الضحك على أنفسنا، ربما يستيقظ النائمون بيننا. في الولاياتالمتحدة أكثر من مائة ألف طالب وطالبة سعودية، يدرسون في جامعاتها في مختلف العلوم، تم ابتعاثهم ودفع كامل نفقاتهم الدراسية والمعيشية من أجل تغيير الوضع الذي يمثل الداعية الذي يظن أن نظرية دوران الأرض حول الشمس من اختراع هوليوود، من أجل تغيير تفكير المجتمع، حتى يفكر ويبحث ويلحق بقطار العلم ويشارك العالم الحضارة ويخرج من أكفان التخلف. نعود من جديد للحديث عن المجتمع المتعلم، وعن التعليم الذي يحفز على التفكير والنقاش ويغير المجتمع، لا التعليم الذي يرفض التطور.