لوحت مصر بإمكانية التدخل عسكرياً لمنع المتمردين الحوثيين من السيطرة على مضيق باب المندب، الذي يربط بين خليج عدنوالبحر الأحمر، وذلك غداة إقالة جماعة الحوثيين، التي تسيطر على السلطة في صنعاء، قائد القوات الجوية، اللواء الركن طيار، راشد ناصر الجند، وأحالته ونائبه، العميد الركن طيار، عبدالملك الزهيري، إلى التحقيق في قضايا لم يُكشف عنها. وتثير تحركات مريبة للمتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على وحدات عسكرية، ويحتلون مناطق واسعة في شمال اليمن، مخاوف من اجتياحهم مدن الجنوب بعد تهديدات أخيرة أطلقها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يقول خصومه إنه وراء تنامي نفوذ الجماعة الشيعية والمدعومة من إيران. والتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، في القصر الرئاسي بمدينة عدن (جنوب)، السفير المصري، يوسف الشرقاوي، الذي سلمه رسالة من الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، تضمنت دعوته للمشاركة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يومي 28 و29 مارس الجاري. و ذكر بيان صادر عن الرئاسة اليمنية في عدن، تلقت (الاتحاد) نسخة منه، أن السيسي عبر في دعوته عن تطلعه لحضور هادي أعمال القمة، التي «تواكب الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية»، و«ستدشن مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه العمل العربي». وبحسب البيان، فإن هادي أشاد خلال اللقاء ب«دور مصر الدائم الداعم لليمن في مختلف المراحل والمنعطفات، وموقفها الإيجابي والمؤيد لليمن وللشرعية الدستورية باعتبار أمن واستقرار اليمن جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر»، وأشار هادي إلى مصير مشترك للأمن القومي لليمن ومصر كونهما «يطلان على ممر حيوي مهم يربط باب المندب بقناة السويس»، معتبراً أمن البلدين «ضامناً للنسيج القومي العربي ومواجهاً للتحديات والأطماع الدخيلة». من جانبه، قال السفير المصري إن مضيق باب المندب الذي يربط بين خليج عدنوالبحر الأحمر «يرتبط ارتباطاً قوياً بأمن مصر واليمن والخليج والبحر الأحمر»، مضيفاً: «أي تهديد لمضيق باب المندب يمثل خطاً أحمر بالنسبة لمصر، لأن أكثر من 38 في المائة من التجارة العالمية تمر عبر هذا المضيق»، وأكد وقوف مصر إلى جانب اليمن وشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أعلنه الانقلابيون الحوثيون «مطلوباً للعدالة وفاقداً للشرعية» بعد أن تمكن من الإفلات من حصارهم في صنعاء في 21 فبراير الماضي. وقال السفير المصري إن بلاده على «استعداد كامل لتقديم كل التسهيلات والإمكانات للمؤسسات والجهات الحكومية للاضطلاع بمهامها وأعمالها»، مشيراً إلى أن أعمال السفارة المصرية «تدار من عدن» بعد أن أغلقت أبوابها في صنعاء في 23 فبراير، احتجاجاً على انقلاب الحوثيين على هادي وإعلانهم في السادس من فبراير حل البرلمان وتشكيل لجنة ثورية لإدارة شؤون البلاد. وقال مصدر رئاسي في عدن، حضر جانباً من اللقاء، ل(الاتحاد) إن السفير المصري نقل لهادي رسالة صريحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن «مصر مستعدة للتدخل العسكري لمنع الحوثيين من السيطرة على مضيق باب المندب»، وأضاف المصدر أن السيسي طلب أيضاً من هادي طرح قضية باب المندب على القادة العرب في القمة المقبلة من أجل الخروج بموقف عربي موحد إزاءها. ولاحقاً، قال السفير المصري لصحفيين في القصر الرئاسي بعدن: «إن الحفاظ على الدولة اليمنية شيء مهم خاصة في هذه اللحظات الفارقة. عدم تحقيق ذلك سوف تكون نتائجه كارثية ليس فقط على اليمن، وإنما للأسف على الوطن العربي والعالم أجمع». وأشار إلى ارتباط الأمن القومي لليمن ومصر والخليج بأمن البحر الأحمر، مشيراً إلى أن مضيق باب المندب «يرتبط ارتباطاً قوياً بأمن مصر واليمن والخليج، وأن أي تهديد له إنما يمثل خطاً أحمر». ويحظى هادي بدعم عربي وخليجي ودولي في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، ويستغلون الحرب على الإرهاب ذريعة لتوسيع نفوذهم في اليمن.