أن تظل سيطرة تنظيم القاعدة أكثر من خمسة أيام على أهم مدن اليمن وثاني أكبر مدن الجنوب اليمني وعلى الميناء ومرفأ الاصطياد ومؤسسات الحكومة أمر لفت أنظار المراقبين ومختلف القوى السياسية في حضرموت ويبعث مزيد من التساؤلات التي تأتي الإجابات عليها واضحة ومباشرة تعزز من فرضيات سكان حضرموت التي باتت فيها السيطرة الواقعية والعملية للقاعدة أومايطلق قادتها تنظيم الدولة الإسلامية في حضرموت مسألة مؤكدة بعد أن شكل مجلس شورى وحاكم إداري وشرعي بالمصطلح الفقهي تدار أعمال هذه الهيئات من القصر الجمهوري ودار المحافظ الذي تركه عمداً وبأتفاق مع عناصر القاعدة الذين يحكمون القبضة ومعهم أنصار الشريعة وأعضاء من حزب الإصلاح الإسلامي وشباب أهل السنة والجماعة وتيارات السلفيين الجهاديين . في غمضة عين سيطر هؤلاء لكنهم نفوا عن انفسهم تهم نهب البنوك والفوضى التي أعقبت سيطرتهم وقال الشيخ الشرفي أبرز قادتهم ورئيس المحكمة الشرعية بديوان الحاكم الشرعي خالد باطرفي والحاكم الإداري فهمي الصيعري : ( مايقال عن الشباب المجاهد من الزنادقة ذوي الأفكار العلمانية وأصحاب الرايات الشيوعية عبدة النجمة الحمراء أمر لايصدقه عاقل ذي بصيرة فقد عمل المجاهد خالد باطرفي وأخوانه على تأمين المكلا وصرفت رواتب الموظفين منذ يوم الثلاثاء وأسألوا أصحاب مؤسسة الكهرباء كما أن تأمين الحق العام والخاص أمر واضح ولاداعي للشائعات المغرضة نحن لانعادي أحد ولا نتبع أحد إلا الحق الواحد الأحد وسنة نبيه ورسوله محمد ولقد هيأ الخالق لنا هؤلاء الشباب لإقامة دولة الإسلام والخلافة من هذه الأرض الطيبة فكيف بالله عليكم تسألوننا أن نسلم أرواح الناس وحرماتهم لمن تسمونهم حلف القبائل وأعوانه من الحراك المتحرك بأياد الطاغوت الأمريكي الأيراني الرافضي وشلتهم المارقين . نؤكد والله يشهد على مانقول نحن مع أهلنا في المكلاوحضرموت ولم نمنع أحد من ممارسة حقه الشرعي والأمور طبيعية وعادية جدا فانتشروا وأعملوا الفضائل وأحصدوا الحسنات فنحن منكم ومعكم بما يرضي الله وسنة نبيه) جاء هذا في لقاء ضمه مساء الأربعاء الثامن من أبريل بممثلين عن أحياء المكلا وأعيان وأئمة مساجد بناء على طلب الشرفي لتوضيح موقف القاعدة من أحد منظريها وفقهاءها وهو الذي أختار (ممثلي المكلا للقاءه والإستماع لرؤاه ) بعد تصاعد الانتقادات ضد التنظيم الإسلامي وضد الجيش وضد المسئولين والسلطة المحلية بين أوساط الرأي العام وفيما كانت اليومين الماضية تتوالي الأخبار عن شبه توصل إلى اتفاق بين الطرفين المواطنين الذي يمثلهم الحراك وقوات قبلية من جهة ومن أخرى مع تنظيم الدولة الإسلامية بحضرموت بمختلف تياراته (الجهاديين , الإصلاح, السلفيين التابعين لجمعيتي الحكمة والإحسان وعلماء أهل السنة والجماعة وعدد من أبرز قيادات تحالف وقبائل وعشائر حضرموت الأخواني) . لم تتوقف اللقاءات والحوارات وبالمقابل فان قوات الجيش الذي قيل عن انسحابه وتدميره من قبل تنظيم القاعدة تظهر تعاظم قوته فقد وصلت الكتيبة السابعة قادمة من نهاية الحدود الإدارية الشرقية الساحلية مع المهرة إلى حيث مركز لواءها 27 ميكا المتجمع الآن بمنطقة الريان منذ فجر الأربعاء ضمن تجمع القوات الأخرى التي أخلت المكلا برها وبحرها اللواء 190 دفاع جوي وقوات الأمن الخاص دون احتكاك مع هذه الجماعات التي لم تقاتل سوى كتائب وبطاريات الدفاع الساحلي الذي قتل منه قائدها العميد/ عبدالله الراعي و(82) من الأفراد والضباط بين قتيل وجريح . وكشف عبدالكريم الصبري أحد قادة المنطقة الثانية أن حوار يجري مع الجهاديين حد قوله يتمثل في محاور : - الخروج الآمن للشباب المجاهد - عودة بعض الوحدات إلى المكلا لتأمينها - عدم التحريض ودغدغة عواطف أبناء حضرموت بإقامة دولة إسلامية أو على صورة وشكل من أشكال الدول - الاتفاق معاً قوات الجيش وتنظيم القاعدة ومن معهم للتصدي للطاغية علي صالح وأعوانه الحوثة - أنها المظاهر الانفصالية والدعوات التمزيقية واشتراك الطرفين في ذلك بالتصدي لدعاة الانفصال بين الشمال والجنوب ودعوات انفصال حضرموت . - السماح لكتيبة من مختلف الوحدات غادرت باتجاه العيون للعودة إلى منطقة الريان والالتحام بزملاءهم ويعتبر الصبري من مؤيدي الشرعية الدستورية وفخامة الرئيس وقال أن ممثلي هذه الجماعة أتفقوا بشكل شبه جماعي مبدئيا على الطروحات بهدف تجنيب حضرموت قتال دامي بين الأهالي وحضر اللقاء لمناقشة مسودة الاتفاق فهمي حاج الصيعري وأبو القعقاع العجيلي وشاكر بن هامل . ويؤكد متابعين لمجريات الأمور ومناورات الاتفاق أن مجموعات من قيادات تنظيم الدولة الإسلامية بحضرموت تجري في اتجاه آخر مشاورات مع أطراف حزبية الإصلاح والمشترك تفيد تسريبات بتسليم المكلا والمؤسسات الحكومية إلى مجلس شورى حزب الإصلاح الأخواني فرع حضرموتالمكلا وتحالف قبائل وعشائر أبناء حضرموت التابع للاصلاح الذي تأسس أبان ماعرف بالثورة الشبابية الربيع العربي ويؤيد ذلك نفس الممثلين الذين حاوروا العميد الصبري وكذلك الشيخ الشرفي وبتزكية خالد باطرفي اللذين أشترطا عدم إيجاد أي مشاركة في تسليم المكلا لمختلف مكونات الحراك الجنوبي أو حلف قبائل حضرموت واسقاطه من المعادلة في التفاهمات الجارية كما أبلغ قائد اللواء 27 ميكا العميد/ توفيق الحربي بهذا الطرح وأبدى موافقة دون أي تعديلات أو حتى ملاحظات وعلى الرغم من شكوك بل حتى تأكيدات أن قائد اللواء والمحافظ باحميد أشتركا في تسليم المكلا مايعزز ذلك أن الحربي خرج ولم يطلق رصاصة وجمع قواته في الريان والمحافظ خرج باتفاق وحماية مرافقي الصيعري إلا أن الخوف الذي تبديه القوى السياسية والاجتماعية في المكلا أن فيما وقع هذا الاتفاق على أرض الواقع فان مرحلة جديدة من الصراع يهدف الشماليين تفجيرها في حضرموتوالمكلا خاصة بغية تدميرها وحتى وأن المؤكد أن العميد توفيق الحربي قائد لواء 27 ميكا والعميد حسين عمران قائد لواء 190 هما أول من أعلن تأييده ووقوفه إلى جانب شرعية الرئيس هادي إلا انه يشتبه فيهم كألوية الشمال ومافعلته في عدن بعد إعلان ولائها للشرعية ووقوف لواء 27 قبل ذلك في 2011م لحماية الإخوان المسلمين في حضرموت بالدبابات وضربه للحراك الجنوبي السلمي في المكلا إلا أنهما يخفيان مخطط حان تنفيذه للاقتتال في المكلا بين القوى السياسية والاجتماعية الحضرمية طالما تمنى لواء 27 تنفيذه من سابق يراه اليوم أفضل ظرف لصدامات بين الناس وتدمير المكلا.