اتصل بي وكيل شركة بن محفوظ إثر اقتحام المليشيات الحوثية ل "كمب بن محفوظ"، "كنديان أوكسي" سابقا، وطلب مني المساعدة لتحرير الكمب من المسلحين. ذهبت للموقع مع عدد من الرجال الشجعان ونجحنا في استعادة الموقع. حينها خاطبت قائدهم: - زاد عليكم عفاش وأصبحتم في نظرنا غزاة، لقد زج بكم إلى عدن لأسباب واهية وخسيسة ليتخلص منكم ويتخلص من الحراك. نحن لن نسمح لكم بذلك". • أقسم بالله اننا لسنا غزاة ونحن لا نكرر احداث 94، لقد قدمنا لتحرير عدن من الدواعش والقاعدة. ضحكت وأجبته: - داعش في الشام والعراق، عليك أن تعرف هذا من اسمها وموقع عملياتها، أما القاعدة فهي صنيعة عفاش نفسه. ثم أخبرته بأدلة أخرى: قلت له، يوم ما أرسل عفاش تعليماته لمحافظ أبين في 2011، الزوعري- رحمه الله، لإخراج عناصر القاعدة من المعسكرات والأمن المركزي مرتديين شعر ولحى اصطناعية، وقد تحدثت إلى الزوعري في حضور الصحفي مدين مقباس واتهمته بالتآمر على أبين. وقال الزوعري لي حرفيا: "اتصل بي علي عبدالله صالح وامرني بتسليم أبين للقاعدة، فخرجت منها وتركنا غدانا "يفور على امُصعد". لقد دمر عفاش ومهدي مقوله أبين وقتلا أهلها ليقنع العالم أن أمن واستقرار الجنوب واستمرار الوحدة يهدده خطر وجود القاعدة، ويصرف تركيز الثوار في صنعاء عن القضية الجنوبية. لقد كانت خطة عفاش واضحة على الأقل بالنسبة لي فقد كنت على اطلاع بمؤامرته الأخرى على الجنوب عندما قام- في 2011- علي صعتر، المدير المالي للقصر الجمهوري والمشرف على بناء جامع الصالح، بإخراج ألاف الاعلام الجنوبية من القصر الجمهوري في صنعاء وارسالها عبر ناس من تهامة وبعض سكان عدن من أعضاء الجبهة الوطنية ومن الشماليين القدامى في عدن، الذي اطلقنا عليهم لاحقا لقب "عرب 48". وأمرهم عفاش باحتلال التلفزيون والإذاعة في التواهي. وقبلها بيوم حرك مهدي مقوله المصفحات والمدرعات وجنود الأمن المركزي والحرس الجمهوري الى جوار التلفزيون والاذاعة لتسليمها للانقلابين المصطنعين. وأضفت لقائد المليشيا الحوثية في كمب محفوظ، أن المحفدي حسين وقايد الحرس والقصر الجمهوري في عدن في 2011 قد ذهبا الى محافظ عدن، القعطبي، ليأمروه بإعلان الانفصال. وقد بذلت جهودا لإقناع القعطبي بعدم الاستجابة لأوامر صالح فصالح كان يريد أن يغير وجهة الثورة ضده في صنعاء إلى زاوية أخرى، زاوية الحرب، عن طريق ضرب عدن بالطائرات إذا ما أعلنت الانفصال. اقتنع القعطبي وقدم استقالته بدلا عن الاستجابة لصالح. كذلك قلت له أن عفاش واعوانه توجهوا إلى أبين لينتقم من الجميع وأولهم عبدربه منصور بسبب رفضه توقيع قرار قنص الثوار في صنعاء في يوم الكرامة بدلا عنه. وأضفت له: "في يوم ذلك اليوم كان الحوثيين وأبناء صعدة- وربما أنت شخصيا- من ضمن الثوار وقد سقط منكم شهداء أيضا. وسألته: كيف نسيتم كل ذلك؟ قد لا تعلم الإجابة، لكني دعني أقول لك ان الإجابة هي: لقد بدأ نجم أحمد صالح يلمع وخرجت المظاهرات التي تنادي بترشحه للرئاسة في صنعاء فخاف عفاش من معارضتكم، فاغتال من اغتال من قياداتكم- قبل ذلك- ثم وجهكم الى عدن للتخلص منكم ومن عبدربه ومن الحراك باسم محاربة الدواعش والقاعدة هذه المرة. وبعد ذلك الحوار الطويل، قائد المليشيا الحوثية وتكلم. قال: "اعذرنا، سنخرج الآن ولن يدخل الكمب أي أحد منا بعد الآن". بالفعل خرج القائد وجنوده. ليس هذا فحسب، بل لقد أخبر القائد قيادته في صنعاء وهم بدورهم أرسلوا لي مندوبا من القيادة الميدانية لإخباري بأنهم مستعدين لمقابلتي لمواصلة الحديث.