منذ القرن السابع عشر الميلادي من التاريخ القريب ادرك الاعداء والطامعون اهمية موقع الجنوب العربي في خارطة الصراعات الدولية و مصالحها المتعددة في البحر الاحمر وخليج عدن وتمكنت بريطانيا من احتلال عدن من سلطنة لحج على اثر حادثة السفينة دولت دوريا عام 1839م وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر المد التحرري وكانت رياحه عاصفة على الجنوب العربي وجاء الانقلاب اليمني في 26/9/1962م ليعمق الخلافات العربية / العربية ويسحب المنطقة برمتها الى مربع الحرب الباردة التي كانت تعصف بالعالم وبانقسام العرب على معسكري الصراع العالمي انقسم الجنوبيون ايضا بدورهم مع اقتراب موعد ولادة دولتهم المستقلة التي بدأت التجاذبات تتلاقفها هنا وهناك وكان المشهد في شكله الخارجي يشير في مجملة بعاطفة انه لصالح جمال عبدالناصر في القاهرة ومشروعه القومي العربي رغم ان جيشه قد تم توريطه في مستنقع الانقلاب اليمني واضعافه وشعرت دولة اسرائيل ان البحر الاحمر وخليج عدن قد اصبح قاب قوسين او ادنى من ايدي ناصر فكان طلب الرئيس الاميركي جونسون من رئيس وزراء اسرائيل ليفي اشكول الذي استدعاه الى واشنطون على عجل وطلب منه ان يضرب الديك في المنطقة فقال له قد ضربناه عام 56م لكنكم اخرجتمونا عنوة فكان رد جونسون مريحا جدا لليفي اشكول 67م ليست مثل 56م . وتم ضرب ناصر في عقر داره وتم ضرب مشروعه العاطفي وكان استقلال الجنوب العربي في نهاية نوفمبر 67م وتغيير هويته بداية السير بدون فهم نحو مشروع اليمن وادخاله حلبة الصراع كممثل صاعد في فواعد لعبة الامم التي تحول اسمها الى قواعد الاشتباك لسد نظرية الفراغ الامني في المنطقة بعد جلاء بريطانيا, ومازالت اللعبة معقدة ومازالت صنعاء تلعب فيها وكيل الشيطان حتى ولو على حساب شعبها, وتتوالى فصولها تباعا ومازالت مخرجات صنعاء لإطالة الوقت في اللعبة هي نفسها في حوار الرياض وقد يتكرر المشهد في مفاوضات جنيف الغامضة ومازال الجنوب العربي ضحية اطماع توسعية من جهة وغباء وانانية من جهة اخرى لقيادات محسوبة عليه . ولايبدو ان الحل ممكنا عربيا بهده الطريقة فالجنوب العربي قد تركه العرب للرياح منذ هزيمتهم التي اسموها ازمة او نكسة عام 67م ومازالت ملفات تلك المرحلة هي التي تحدد مسارات المنطقة التي باتت جميعها تبحث عن حلول من فلسطين الى المهرة ومن المغرب الى افغانستان.