الى المسئولين عن الاغاثة بعدن .. الى مركز الملك سلمان حفظه الله ورعاه .. الى التحالف العربي .. الى منظمات الاغاثة وحقوق الانسان .. الى كل من يهمة الأمر ... وبعد ..... لم تشهد منطقة ولا مديرية حصارا شاملا وخانقا وطويلا مثلما شهدته مديرية المسيمير الحواشب، وذلك في أسوأ حال خلال الحرل الغاشمة التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع الشمالية على الجنوب . عاش سكان المسيمير اهوالا كبيرة وعانوا من حصار خانق افتقدوا فيه لكل شيء ..ولم يكن يجدوا الا بالكاد رشفة ماء من الماء الآسن المتبقي بوادي تبن . لقد شاهدنا معاناة وحصار .. لكن لا يمكن لاحد ان يتوقع او يتخيل حصار المسيمير وسكانها .. وخاصة ان موقعها الجغرافي ساعد على حصارها بعد ان كان ابطال مقاومتها يكبدون الغزاة خسائر فادحة وبجهود ذاتية، وبالاخص ان مقاومة المسيمير كانت قريبة من معسكر لبوزة اهم معسكر بعد العند، فتم حصار الاهالي من قبل المليشيات الاجرامية والتي لم تسمح حتى بخروج النازحين او ادخال لتر بترول او ديزل او ملىء الكف ارز او دقيق . الاغاثة التي يتم الحديث عنها، سواء قبل الهدنة او بعدها وحتى الان لم يصل منها ذرة واحدة الى المسيمير وقراها، لم تصل منظمات ولا دعومات ولا حتى ما قدمه المغتربين او الجمعيات الا شيء يسير لا يستحق يذكر ، مع شكرنا الكبير لمن قدم ما يستطيع من شيء يسير لبعض الاسر الفقيرة. لكن ذلك لا يرتقي الى حجم المعاناة الكبيرة التي تعانيها هذه المنطقة لهذا ندعو المنظمات الاغاثية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ان يكونوا عند قدر مسئولياتهم وان لا يغفلوا في الاخذ بعين الاعتبار ما مرت به المسيمير من ظروف ومعاناة تفوق الوصف والتوصيف . كل هذه المعاناة التي عاناها سكان المسيمير، رافقتها احداث جسيمة وقصف همجي حوثي تضررت منه العشرات من المنازل واستشهدت نساء واطفال واصببوا ايضا . فالجرحى وحدهم بالمسيمير لم يستطيع احد اسعافهم، لانعدام المشتقات النفطية وتوقف وسائل النقل؛ الا من سياكل نارية بالكاد استطاعت المرور بعض الاحيان عبر الطرق الجبلية الى شرق المسيمير لاسعاف الجرحى الى ردفان والضالع، ولعل طريقة اسعاف الجريح المقاوم الذي كتب الله له الحياة بقدرته وعظمته ( حمزة جمال سعيد) نموذجا للمعاناة .والذي استشهد رفيقه ( عبدالله علي الفيتر) بسبب تأخر اسعافه، وكذلك اخرين كثر من المقاومين الابطال . لمعاناة المسيمير قصص وحاكيات لا يمكن الا ان تكون معجزات، كما هي معجزات للمقاومة في ساحة الميدتن؛ حيث المقاوم بعشر طلقات تزيد او تنقص يواجه جيش الشمال ومليشيات الحوثي وهي بكامل عدتها وعتادها، فيتم قهر الغزاة وصدهم وردعهم؛ وكنت شاهدا على ذلك في معركة تحرير عاصمة المسيمير يوم 11 يونيو 2015. لله دركم يا احرار المسيمير الشرفاء .. لله كم انتم رجالا .. وكم هي ارادتكم فولاذية، رغم كل التخاذل الذي اصابكم من هنا او هناك .. كم انتم عظماء بامكانياتكم المحدودة التي لاوتعتبر شيئا امام امكانيات الجبهات الاخرى المجاورة.. فلا انزال حدث لكم ولا ديزل معكم ولا غنائم كنتم تغنمونها، مع هذا يوجد من يضايقكم ويستلم سلاحكم ويخفيه ويأخذ الاسعافات ويخفيها، فيسعف جريحكم دون حتى ان تضرب له ابرة لانزيف وعبر طريق جبلي وعر لست ساعات متواصلة حتى يصل مستشفى ردفان . الله كم يعيد التأريخ نفسه ! وكم ينصف التاريخ ابطاله ورجاله! ويكشف المزوربن والمتسلقين.. فهذه الحرب، كشفت المناضل الحقيقي من المستلق على ظهور المناضلين . اخواني .. لا اجد وانا اشرح لكم ظروف المسيمير التي تعتبر منطقة منكوبة من قبل الحرب، نتيجة لظروف اهلها وسكانها، واهمالها المتعمد من قبل الوحدة اليمنية وما بعدها والتي لم توفر لها حتى خدمات اساسية او مشاريع تنموية . المسيمير قدمت الكثير من التضحيات مقارنة بعدد سكانها، ففيها ما يزيد عن 34 شهيد واكثر من مائة جريح بينهم الشهيد ابو الشهيد ( الشهيد قائد محمد مثنى وولده وليد -والشهيد اخو الشهيد ..الشهيد عيسى احمد حسين واخوه حمزة الذي صد اكبر هجوم تشنه مليشيات الحسين المعتدية مع مرافقيه وهم بعدد اصابع اليد). ندعو كل من يهمة الامر ..وكل من هو مسئول عن الاغاثة او اسر الشهداء او الجرحى او الجانل الصحي والطبي ان يتحمل مسئولياته تجاه مديرية المسيمير وتضحياتها، وان لا يتم الكيل بمكيالين.. والسلام عليكم اخوكم / الصحفي الجنوبي - أديب السيد / لحج .