أكد الناطق الرسمي باسم ائتلاف عدن للاغاثة الشعبية والشخصية الاجتماعية والتجارية م. عدنان الكاف أن عودة الحكومة إلى عدن خطوة في الطريق الصحيح، لأن الحكومة كل ما كانت مسيطرة على الأرض تستطيع أن ترى ما يدور حولها ولا تكتفي بما تراه من تقارير ترفع لها أحياناً بعيداً عن الواقع". وأضاف الكاف في حديث له لقناة "سكاي نيوز عربية" عبر برنامج حديث المساء: "هناك أولويات كبيرة كما أشار رئيس الوزراء خالد بحاح أهمها الجانب الاجتماعي والصحي وكيفية دمج المقاومة في الجيش، ولكن قبل ذلك علينا أن نوفر الجانب الأمني، فبالتأكيد لن تستقيم هذه البلد إلا إذا كانت الناحية الأمنية مثبتة على الأرض وتوفرت للمواطن بشكل صحيح ومن ثم سينعكس ذلك على الحكومة، لذلك اعتقد إن المسألة الأمنية بأن هناك العديد من الجهات التي تريد أن تسرق هذا النصر الذي تحقق بفضل أبناء المقاومة الجنوبية البطلة، فهناك من يريد أن يشعرنا بأننا لازلنا غير منتصرين ولازلنا نقاوم .. نعم نحن لازلنا نقاوم العديد من الممارسات من الفساد ونقاوم المجرمين الذين هربوا ونقاوم المسؤولين الذين كانوا في عدن وفي شبوة وفي حضرموت وفي لحج وفي الضالع وفي ابين ممن تخلوا عن مسؤولياتهم أثناء الحرب وهربوا.. لذلك أعتقد أن هذا الملف هو الملف الشائك الأول أمام الحكومة ومن ثم ستأتي أولويات الجرحى ، الشهداء ، الناحية التنموية الاقتصادية". كما أكد الكاف إن الجانب الأمني لن يعيق عمل الحكومة إذا عملت بالفعل على إبعاد الفاسدين في الناحية الأمنية والعسكرية وحاسبتهم، مبيناً بأن ذلك سيسبب استقراراً أمنياً مضيفاً بالقول: "الناس في عدن والمحافظات الجنوبية تواقين للحساب والعقاب.. نحن ظلمنا طوال 25 سنة لذلك نريد الآن من الحكومة على الأرض أن تحاسب ممن أجرموا في حقنا ويدعون هذه الأيام النصر مع المقاومة الجنوبية البطلة، وهم من أفسدوا في الجيش والأمن ، لذلك يجب محاسبة هؤلاء وإبعادهم حتى تستقر الناحية الأمنية وتبنى الثقة بين المواطن وبين الحكومة، واعتقد أن الرئيس هادي ونائبه رئيس الوزراء عندهم اطلاق كامل بهذا الأمر واعتقد أيضاً أنه من لقاءهم بوفد المقاومة الجنوبية التي ذهبت للرياض يستطيعون أن يبدؤوا أولى الخطوات الصحيحة في هذا المجال". واضاف الكاف في سياق حديثه عن مشكلة اعادة تدوير الوجوه السابقة في مناصب أخرى بالقول: "نحن نعاني من مشكلة مزمنة وهي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. عندنا حياء كبير في هذه النقطة بالذات وهي تدوير من أفسدوا، لذلك نقول أن اليمن لن تبنى بشكل صحيح إلا إذا وضعنا الرجل المناسب في المكان المناسب وطبقنا مبدأ الثواب والعقاب، هذه ضرور لابد منها.. مثلاً كيف تستطيع أنت كمسؤول أن تدمج المقاومة الجنوبية التي حققت الانتصار من لاشيء في الوقت الذي كان الكثيرون يتفرجون علينا ونحن نقتل ونضرب ويأتي بعض القادة ممن كانوا يتفرجون ويكونون هم القادة على هذه المقاومة.. فهذا شيء لا يقبله عقل ولا منطق ولا تقبله أي شريعة سماوية". وأكمل الكاف: "نحن نريد الحكومة التي بقدومها ستتلمس الواقع على الأرض لأن وجودها على الأرض سيعطيها الدافع الكبير لتصحيح العديد من المسارات التي كانت لا ترفع تقاريرها بشكل صحيح .. فنحن في اليمن نعاني من نسبة تخلف ونسبة أمية ولا نريد أن تنعكس هذه المشكلة على باقي مجالات الحياة". كما شدد الكاف في إطار حديثه بأن على الحكومة إصدار قرار سريع وعاجل بخصوص وضع السيولة المالية التي تعاني منها عدن والمحافظات الجنوبية بعد أن تم تهريب كمية كبيرة خلال الحرب إلى البحرين". وتساءل الكاف بالقول: "هل تستطيع الحكومة إصدار عملة جديدة لتصبح تلك المبالغ التي هُربت مجرد ورق دون أي قيمة؟ هل تستطيع أن تصدر الحكومة قرار بنقل البنك المركزي إلى عدن بدلاً من صنعاء الذي لايزال يستلم كل الدخل من الشركات النفطية وكل مؤسسات الدولة، فكما نشاهد يومياً الطوابير الطويلة للموظفين أمام مكاتب البريد ورغم ذلك لايصرف لها رواتبها بحجة عدم وجود سيولة.. فكل تلك المشاكل يعمل عليها طابور خامس يريد أن يوصل رسالة للجميع أننا لم ننتصر". وبخصوص انعكاس تواجد الحكومة في عدن على دعم المقاومة في بقية المناطق التي لم تحرر قال الكاف: "إن وجود الحكومة على الأرض سيعطي دافع للمقاومة، ولكن يجب أن يكون لأي مقاومة حاضنة شعبية في تلك المناطق والمحافظات، فلن تحرر أي محافظة مهما بلغ الدعم العسكري والإمداد إذا لم تكن هناك حاضنة شعبية تدفع هذه المقاومة للنصر". وواصل الكاف: "وجود الحكومة على الأرض سيكون له الأثر الكبير على كل المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكن عليها أن تحذر من أن تعيد لنا نفس الوجوه، لأن الموازين الآن على الأرض اختلفت، فهذا المواطن الغلبان الذي ظلم وشُرد ونُكل به وهو يقاوم لن يقبل بعودة الفساد المفسدين ولن يقبل بعودة المياه إلى ما كانت عليه بكل مساوئها، يجب للحكومة أولويات واضحة اقتصادية وتنموية وتوفير فرص عمل للشباب العاطل عن العمل، وهم على اطلاع كامل بهذا الشيء". كما ثمن الكاف في ختام حديثه بالدعم الذي قدمته دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول التحالف للمقاومة الجنوبية الموجودة على الأرض والذي ساعد في تحرير المناطق الجنوبية.
