براقش مملكة من الممالك الصغيرة في جنوب شبه الجزيرة العربية وقصتها معروفة بالتاريخ القديم وقبيلة هذه المملكة التي نقلها التاريخ وهي سعد العشيرة كما نقل التاريخ ..كيف جنت براقش على نفسها وكيف لحق بها الدمار والهلاك ؟ وحتى لا تختلط الامور على البعض خصوصاً الذي لم يطلعون على التاريخ القديم 'براقش كان وجودها قبل الاسلام وكذلك نهايتها وأصبحت مثل يتحدث عنها العرب لاخد العبرة منها وحتى لاتتكرر الاخطاء السياسية بشكل مدمر كمثل الذي جرى لبراقش وهكذا. والاشقاء الاشقياء في صنعاء ركبٌ تجربة براقش مع أضافة عصرية مستمدة من ثقافة الروم الشرقيين في الزمن القديم وهي التجربة في الحقل السياسي والحواري والذي سمي بالحوار البيزنطي أو السياسة البيزنطية وذلك نسبه لدولة بيزنطة الشرقية الرومانية مع الشعوب المجاورة التي كانت محل أعتداءات من قبل بيزنطة وأحتلالات وعندما تاتي رؤوس هذه الشعوب للحوار مع دولة بيزنطة من ضمن مايستخدمه البيزنطييون في حواراتهم مع خصومهم يتناولون هلامية التاريخ وأحلام اليقضة وخلق الاعذار وهلم جرا من الفلسفات المفرغة من محتواها وتجد نفسها بالتالي كل الاطراف المتحاورة مع بيزنطة أنها عاجزة عن الوصول لاي حلول مع الطرف الثاني البيزنطي والذي يستخدم الهلامية في حواراته و في تعاطيه بشكل مفرط مع مختلف المشكلات ..بطرق عجيبة ولا منطقية' وبعيدة كل البعد عن الموضوعية ...الخ وهاذا ما يحدث اليوم و في هذه اللحظه المعاصرة مع صنعاء والتي لمجرد أنها أتخذت لهويتها الوطنية مسمى "اليمن" في القرن الماضي ووهبت لنفسها الحق وبدون حق أن تتحدث عن الجهوية "اليمانية" كلها ولا أحد غيرها يتحدث في هذا الوجود الجهوي وليس له الحق غيرها ونحن بقية الشعوب العربية في الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة مجرد ضيوف لدى صنعاء أتينا من جاليات وافدة على أرث العرب وليس لنا حق في الوجود الا عندما تسمح لنا صنعاء بذلك : وهنا ينزل المثل الشائع عليهم (وهو القائل يعيبون على الناس والعيب فيهم ) فلو أتينا بلجنة دولية طبية تقوم بفحص الجينات البشرية من أين نحن أتينا ومن أين هم أتوا فأني على يقين أن ليس فيهم من الجينات العربية شي الا القلة القليلة والبقية أعراق شتى - وجنت على نفسها براقش ولم يجني عليها أحد.. كما هو نفس الجناية على بيزنطة . *كاتب سياسي وباحث في التاريخ