السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اما بعد يسعدني بمناسبة انعقاد مؤتمرالسلام بين اطراف النزاع في اليمن في الكويت الحبيبة في الثامن عشر من ابريل 2016 ان ارفع الي سموكم السامي والي شعب الكويت الشقيق هذه الرسالة المفتوحة لاضع بين أيديكم تطلعات شعب الجنوب العربي نحو أعمال المؤتمر القادم الذي لم يدعي ممثليه من المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي في المشاركة في أعمال ومداولات المؤتمر القادم وهو طرف رئيسي من أطراف النزاع اليمن بادءي ذي بدء استميحكم عذرا بالتذكير بالمعطيات التالية 1- ان الكويت كان دائما في قلب كل مواطن في الجنوب مكانة خاصة من الحب والتقدير والأعجاب بما قدمته الكويت من دعم ومساعدات طيلة عقود عبر( الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي ) التي كان يترأسها فقيد الكويت والجنوب العربي الأديب احمد محمد زين السقاف الذي كان يعمل تحت إشراف وزارة الخارجية برئاستكم حين كنتم وزيراً للخارجية في ذلك الوقت مجسدآً علاقات التلاحم بين شعبي الكويت والجنوب العربي 2- ان إختيار الكويت لعقد مؤتمر السلام فيها هو إعتراف بالنجاح الذي حققته في حل النزاع بين أطراف الازمة اليمنية في المؤتمر السابق الذي انعقد في الفترة 28— 30 مارس 1979 تحت رعاية الشيخ جابر الاحمد الصباح امير دولة الكويت طيب الله ثراه وكما تتذكرون حينها ان الموتمر جمع بين قيادتي الدولتين للرئيسين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح اسماعيل وتوصلا الي إتفاق بتنفيذ قرارات مؤتمر القاهرة لعام 1975 بأحياء أعمال اللجنة الدستورية والتي نشطت فعلا بعد مؤتمر الكويت الي إعداد دستور الوحدة والذي تم آلأستفتاء عليه شعبيا في مايو1991 من قبل شعبي الدولتين وبجرة قلم الغي الرئيس السابق لليمن دستور الوحدة واستبدله بدستورجديد في سبتمبر 1994 دون عرضه علي الاستفتاء الشعبي واكتفي بالتصويت عليه من قبل مجلس النواب اليمني ذات الاغلبية المريحة من أعضاء مجلس النواب لحزبي المؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح المنتصرين في الحرب ضد الجنوب في عام 1994 وأحسب هنا ان هذا العمل كان مخالفا لما أتفق عليه في الكويت وباركته القيادة الكويتية في التوصل الي ذلك الأتفاق 3- تعلمون سموكم وشعب الكويت المعانآة القاسية التي واجهتموها من غزو نظام صدام حسين للكويت في اغسطس 1990 وضم الكويت واحتلالها من قبل العراق دون وجه حق بحجة ان العراق هي الوريث الشرعي للولاية العثمانية علي البصرة ومطالبتها بالكويت كجزء من العراق منذ 1938 وتكرار تلك المطالبات من قبل نظام عبد الكريم قاسم في يونية 1961 هذه الإدعاءات غير القانونية هي نفسها التي تتدعيها بعض النخب الحاكمة اليمنية بأن الجنوب يمثل الفرع واليمن الأصل لتبرير استيلائهم علي الجنوب دون سند تاريخي أو قانوني ولا شك ان الوحدة التي وقع عليها مسؤولي الدولتين دوت استفتاء شعب الجنوب يمثل انتهاكا لمبادئي القانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة وبالأستنادالي نفس المرجعية القانونية تم تحرير الكويت وادان المجتمع الدولي الغزو وضم الكويت الي العراق كما قمتم انتم وبقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي ( باستثناء قطر ) في مؤتمر أبها بالتأكيد ان الوحدة لا يمكن فرضها بالقوة وقمتم كذلك في مجلس التعاون الخليجي مع مصر بمبادرة عرض القضية علي مجلس الامن الدولي في صيف 1994 4- تتذكرون دون شك أن شعب الجنوب وقف معكم عند غزو الكويت واعتراض الجانب الجنوبي في الدولة ضد مواقف علي عبد الله صالح المؤيدة لنظام صدام حسين وبسبب ذلك تم التعجيل بإعلان موعد قيام دولة الوحد في مايو بدلا من نوفمبر 1990 وفق اتفاقية الوحدة مما يؤشر ربما بوجود تنسيق بين الرئيسين صالح وصدام حسين 5- في الختام تعلمون انتم وشعب الكويت المعاناة من فترة الاحتلال الصدامي للكويت وهونفس معاناة شعب الجنوب من احتلال 1994 - والغزو والاحتلا ل الثاني في 2015 ومانتج عنه لعقدين مقارنة بأحتلال الكويت من معاناة وسلب ونهب للمتلكات الجنوبية وإستشهاد الالف الجنوبيين نتيجة ذلك المعاناة التي لن يستشعر بها إلا من واجه نفس المصير وفي الختام يا صاحب السمو السامي ويا أبناء شعب الكويت العظيم نتمني منكم فهم معاناة شعب الجنوب وحاجته الي حاضن إقليمي يساعده علي المستوي الدولي انتم او بالتعاون مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة لطرح قضيته العادلة امام المجتمع الدولي والان نتمني اقناعكم للسلطة الشرعية برئاسة الرئيس هادي قبول تمثيل للمقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي في المشاورات القادمة في 18 أبريل في عاصمة دولتكم الموقرة أعلم ان مساعي من هذا النوع يصعب الاعلان عنها علناً لان الدولة المضيفة قد لا يقبل منها القيام بذلك بحجة ان هذا الامر سيعتبر من وجهة نظرهم تدخل في الشئون الداخلية اذكر فقط انه اذا حدث ذلك من قبلهم سيكون هو نفس الموقف الذي اتخذه العراق حين طرح احتلاله للكويت امام مجلس الامن للبث فيه رفض المجلس ذلك الطلب العراقي لان هذا الامر مرتبط بانتهاك العراق لمبادىء القانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة ولا يعتبر شأناً داخلياً بجانب ما طرحناه أعلاه نرجو السماح في فترة آنعقاد المؤتمر بدعوة ممثليين عن الجنوب وشخصيات جنوبية في التواجد من خارج إطار اجتماعات الوفود الرسمية كما حدث في مؤتمري جنيف الاول والثاني وتفضلوا سموكم بقبول وافر الاحترام والتقدير ولشعب الكويت افضل الامنيات بالازدهار والرخاء والامن والاستقرار الدكتور محمد علي السقاف دكتور في القانون الدولي من جامعة السوربون بريطانيا في 9 أبريل 2016