لم يكن السلطان علي عبدالكريم فضل العبدلي رجلا عاديا او أميرا مثل بقية الامراء مكتفيا باللهو في العيش الرغيد وهو الامير الذي يتحدر من اعرق اسر سلاطين سلطنات الجنوب العربي واكثرها اهمية وحضورا لكنه كان اميرا رائعا ووطنيا واعيا تخرج من كلية فكتوريا بالاسكندرية وعاد الى سلطنة لحج اكثر سلطنات الجنوب العربي مدنيه وثقافة وتنظيما وعيشا رغيدا.. عاد ووجد عدنولحج تعيش ارهاصات وايقاعات الوعي الوطني التحرري وكان يستقبل زعماء الرابطة المؤسسين في قصر الشكر بكريتر ليتناقشوا ويتحاوروا وفي نهاية المطاف تنبثق الحركة الوطنية الرائدة والواعية رابطة الجنوب العربي بزعامة زعيم الجنوب العربي الكبير ورائد التنوير والتحديث في الجزيرة العربية والخليج العربي ورائد وحدة وتحرير واستقلال الجنوب العربي وزملاؤه الاخيار.. عاد الامير الشاب الى سلطنة لحج الخضيرة بعد اعتلال صحة سلطانها عبدالكريم فضل العبدلي والده الذي لم يلبث حتى اختاره الله الى جواره ليعتلي عرش سلطنة لحج الابن الاكبر فضل عبدالكريم العبدلي والذي شهدت في عهده السلطنة بعض الاضطراب مما دفع بمجلس الاسرة وبريطانيا الى استبعاد فضل وتنصيب سلطانا بدلا عنه شقيقه علي المثقف المدرك لمتطلبات الحكم والسياسة ودور وموقع سلطنة لحج في صراعات المنطقة .. لقد ادخل الكثير من الاصلاحات في سلطنة لحج في مجال الزراعة واصدار قانون جديد للايجار الزراعي وعمل دستور واختيار مجلس للحكم وتطوير مجلس القضاء كما اقترحه رفيق دربه وصديقه رئيس المجلس الزعيم الوطني "السيد محمد علي الجفري" رئيس حزب الرابطة .. كما ادخل تحسينات على قطاع التعليم وارسال البعثات اللحجية لتلقي التعليم العالي في الخارج.. وساهم في تاسيس محلج القطن بالكود مع سلطنة الفضلي وكان يهدف من التوسع في التحديث اقناع بريطانيا بجدارة الوطنيين حكم بلادهم دونما حاجة لبقاء بريطانيا في الجنوب العربي.. وارتبط السلطان علي عبدالكريم فضل العبدلي رحمه الله بعلاقات اخوة وصداقة مع مختلف سلاطين الجنوب العربي منهم السلطان القعيطي والسلطان الكثيري والسلطان الواحدي من المحمية الشرقية في شرق الجنوب العربي كما ارتبط بصداقات مع سلاطين العواذل والفضلي والعوالق واليافعي - والعبادل من يافع- ومع امراء الضالع. الى درجة ان بريطانيا اوجست منه خيفة ومن زميله في النضال الوطني السيد محمد علي الجفري وزملاؤهم..فارادت بريطانيا اعتقال زعيم الجنوب العربي الذي اصطدمت سياساته الوطنيه ودعوته لاستقلال الجنوب العربي ووحدته بالسياسة البريطانيه التي كانت مضطربه في الجنوب العربي بعد حرب السويس عام 1956 اشد مايكون الاضطراب فارسلت قواتها عام 1958 لاعتقال الزعيم الوطني السيد محمد علي الجفري دون اشعار سلطنة لحج لكونه احد مواطنيها وبطريقة مخالفة لمعاهدة الصداقة بين بريطانيا وسلطنة لحج واحتج السلطان علي عبدالكريم على هذا التصرف فغادر الى لندن عند من بيدهم القرار هناك في وزارة المستعمرات البريطانيه لكن لم يجد الانصاف بما يضمن كرامة سلطنة لحج ويحقق السيادة لسلطنات الجنوب العربي في وطن اتحادي مستقل' وعاد الى مصر حيث استقبله الرئيس جمال عبدالناصر لينضم الى زملاء دربه السيد محمد علي الجفري رئيس رابطة الجنوب العربي والاستاذ شيخان عبدالله الحبشي امين عام الرابطة والشيخ محمد ابوبكر بن فريد نائب مشيخة العوالق العليا وظل في منفاه حتى عام 1996م وعاد الى لحج وكانت جموع شعب لحج اصطفت له بالترحيب والاهازيج والقى كلمة في تلك الجموع اجهش فيها بالبكاء متاثرا بما وصلت اليه لحج من حالة سيئة وماوصل اليه الجنوب العربي من مصير مؤلم .. وعاد الى جده مقر اقامته حتى اختاره الله الى جواره ليلتحق بزملاء دربه في جنة الفردوس الأعلى بلإذنه تعالى ورحمته . رحمهم الله جميعا. علي محمد السليماني.. 20 نوفمبر 2016*