يبدأ موقع "شبوه برس" نشر حلقات عن سيرة الشيخ أحمد فريد الصريمة يسرد فيها الكاتب والمؤرخ د علوي عمر بن فريد سيرة الشيخ العطرة ونضالاته ويسلط الضوء من موقع المعايش والمشارك لأحداث ما قبل إستقلال الجنوب وما تلاه من عواصف وكوارث ساحقة لا زال شعب الجنوب يدفع ثمنها ضياعا وقهرا ووطنا جريحا شبه محتل حتى اليوم : الولادة والنشأة: ولد "أحمد الصريمة " في مدينة الصعيد بالعوالق العليا- الحيد لسود- مقر آل فريد بن ناصر- عام 1946م، والده الشيخ فريد بن محمد بن فريد "الصريمة" وكيل آل علي ، وجده لأمه هو الشيخ محسن بن فريد – شيخ العوالق العليا وأخواله آل محسن بن فريد ومنهم: الأمير عبد الله بن محسن، و نائبه الشيخ فريد بن محسن. ينحدر أحمد من أسرة آل فريد حكام مشيخة العوالق العليا سابقا، وقد نشأ وتربى في كنف أبيه الشيخ فريد ولقب أبيه.. ب الصريمه" وتعني لغة "إحكام الأمر والعزيمة فيه "وقد نشأ" أحمد" مع شقيقه الأكبر" صالح " و درس في المعلامة-الكتاب- بالصعيد وتعلم القرآن الكريم وأحكام الدين، ثم أرسله والده إلى عدن والتحق بمدرسة جبل حديد الخاصة بأبناء الأمراء والسلاطين ثم انتقل منها إلى مدرسة البادري في عدن التي كانت تعتمد المناهج الإنجليزية في دراستها وخرجت أجيالاً من الشباب المتفوقين والبارزين، ثم التحق بكلية عدن لمدة 4 سنوات وقد أحرز العلامة النهائية في امتحانات ال G.C.E المستوى العالي، مما أهلّه للحصول على منحة دراسية والتحق بجامعة لندن حيث درس فيها القانون الدولي لمدة 4 سنوات اجتازها بتفوق وأدهش أقرانه من الإنجليز ونال شهادة البكالوريوس بامتياز. عاد "أحمد" إلى الجنوب العربي بعد حصوله على الشهادة في أوائل عام 1967م، في حين بدأت الاضطرابات السياسية والمخاض الثوري يعصف بأرض الجنوب مع اقتراب رحيل بريطانيا عن عدن التي غادرها "أحمد" متوجهاً إلى "الصعيد" مشيخة العوالق العليا للانضمام إلى أهله استعداداً لمواجهة المتسجدات. وفي الصعيد( ) دعا الأمير عبد الله بن محسن بن فريد إلى عقد اجتماع شامل ضم كافة قبائل معن –العوالق- في أكتوبر 1967م، واتفق الجميع على أن منطقة العوالق العليا مؤيدة لجبهة التحرير بعد أن استبعد الجميع الجبهة القومية لوجود عناصر شيوعية فيها. وقد تم تشكيل أمانة عامة لجبهة التحرير بالعوالق ومجلس منتخب كالتالي: 1- الشيخ أحمد فريد الصريمة أميناً عاماً. 2- الشيخ عمر بن أحمد صالح بن فريد عضواً. 3- الشيخ فريد أبوبكر بن فريد عضواً. 4- الشيخ محمد حسين آدم بانافع عضواً. وباقي الأعضاء من قبائل آل علي وآل محمد. وبعد أسبوع واحد تم إرسال وفد إلى صنعاء برئاسة الشيخ أحمد فريد الصريمة، وفي الطريق بلغ عدد المنضمين إلى الوفد من رجال القبائل العولقية(150) شخصاً، وعلى رأسهم الأمير عِبد بن عبد الله العولقي والتحق معه سبعون رجلا من قبائل المحاجر، وسار الجميع إلى شمال اليمن عبر قرية "نقاق" ثم وصل الوفد إلى "تعز" وحاول مقابلة السيد عبد الله الأصنج، وقد رفضت جبهة التحرير الاعتراف بالقيادة الجديدة والمنتخبة في العوالق واعتبروا كل ذلك مكايدة. ويواصل الشيخ أحمد فريد الصريمة قائلاً: توجه وفدنا الكبير إلى الحديدة وقابلنا المقدم/ علي ماهر أحد الضباط المصريين ، وشرحنا له ما جرى وقال لنا" " يا إخواني أوقفوا معي [وكنا في غرفة مكتبه الذي يطل على ميناء الحديدة] وقال لنا: انظروا هذه بواخر مصرية، تنقل قواتنا ومعداتنا والروس لن يبقوا في عدن طويلاً، سيأخذون لهم فترة من الوقت ثم سيرحلون،وفي نهاية الزيارة قدم لنا المقدم علي ماهر (300) رشاش روسي وزعناها على رجال العوالق المرافقين لنا. العودة إلى العوالق: عاد الوفد إلى العوالق في حين كانت بريطانيا قد تواطأت مع الجبهة القومية لإسقاط الإمارات الجنوبية،وتسليمها الحكم في الجنوب العربي، وعندما وصل الشيخ أحمد فريد الصريمة مساء يوم 23/11/1967م في الحادية عشر مساءً، بدأ الهجوم المسلح على آل فريد في الثالثة صباحاً الموافق 24/11/1967م، وشارك احمد في القتال مدة 3أيام بلياليها ضد مليشيات الجبهة القومية ثم خرج آل فريد بالاتفاق مع جيش الجنوب مع عائلاتهم و جميع أسلحتهم ومقتنياتهم وأغراضهم الخاصة إلى السعودية. *- بقلم: د. علوي عمر بن فريد *- موقع "شبوه برس"