كل الوفاء للتاريخ المجيد الذي شربنا من نبعه أصول الكبرياء وثوابت الكرامة الوطنية وعشق الحرية، إنه التاريخ الذي صنعته الإرادة الشعبية للناس عبر ثورتهم المجيدة 14 0كتوبر 63 - 30 نوفمبر 67م والتي انطلقت كالمارد من قمم جبال رفان الشماء، وهي الثورة الشعبية المسلحة الثانية في الوطن العربي بعد ثورة الجزائر ضد المستعمر الأجنبي، ولا ثالث لهما، ومثلت تتويجا خلاقا و0صيلا لنضال وتضحيات 0بناء الجنوب خلال عقود طويلة ضد المستعمر البريطاني، وجسدت ومنذ إنطلاقتها الأولى ذلك التفاعل الواعي والتلاحم العظيم لأبناء الشعب ولكفاحهم الوطني المتعدد الأشكال والوسائل والأساليب النضالية ومن مختلف شرائح وفئات المجتمع ومن كل مناطق الجنوب ومدنه الرئيسية، وفي مقدمتها عدن التي شكلت ساحة متميزة للمنازلة المتعددة الفعل والوسائل مع المستعمر، والذين أنتزعوا بكفاحهم المشترك هذا الاستقلال الناجز وغير المشروط، والذي تحقق فيه حلم الجنوب في ذلك اليوم التاريخي من شهر نوفبمر 67م، وصانوا الاستقلال وبنوا دولتهم الوليدة بجهودهم الوطنية المخلصة وبتضحياتهم وعرقهم في ميادين البناء والإبداع وفي مختلف مجالات الحياة، ولم يكن تاريخا مزيفا 0و من صنع الخيال، بل كان واقعا مارسه وعاشه الشعب في الجنوب في إطار وطن حر ودولة مهابة الأركان يسودها النظام والقانون وحكم المؤسسات رغم كل الأخطاء والمؤامرات وكل 0شكال الحصار. و ها هو اليوم يكافح بمثابرة وثبات وصمود من 0جل استعادة ذلك المجد المشرف وإن كان مختلفا باختلاف الأدوات والوسئل والظروف والأهداف وبمضمون وطني عميق الأبعاد والدلالات، لينطلق مجددا في رحاب الحياة الجديدة التي تليق به وبتاريخه الأصيل المتجدد وبعظمة تضحياته الغالية!. فتهانينا القلبية الحارة لشعبنا العظيم الصابر المكافح، ولكم 0يها الوطنيون الأحرار على امتداد ساحة الجنوب بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي تمثلها ثورة 14 0كتوبر في وجدان شعبنا وما حققته من منجزات تاريخية كبرى، لعل 0همها على الإطلاق تحرير الجنوب من المستعمر وتوحيده في كيان وطني واحد وإقامة 0ول دولة في تاريخه ممتدة السيادة وتحت راية واحدة من حوف حتى باب المندب، و0منياتنا الصادقة بالثبات والتوفيق لكل من يتقدمون الصفوف وبكل الوسائل والأشكال دفاعا عن الجنوب وقضيته العادلة ويبدعون ويتفانون في سبيلها رغم كل الظروف والمخاطر والتحديات على تنوعها والتي لن تصمد 0مام إرادتهم الحرة وثقتهم بالنصر الأكيد حتى ترتفع راية الحرية والكرامة عالية خفاقة في سماء الجنوب الجديد. نتمنى أن تكون احتفالات شعبنا بهذه المناسبة في هذا العام مميزة واستثنائية، وبما يتناسب وموقف الجنوب الرافض لكل 0شكال المؤامرات والتحديات التي تستهدف قضيته ومستقبله على تعدد عناوينها وأشكالها، وهو ما يعطي للمشاركة الواسعة فيها بعدا وطنيا مهما لا ينبغي إغفاله، وألا تنعكس التجاذبات السياسية على سير الإعداد والتحضير للمناسبة، وتوزع الجهود وتنازع الأحقية في هذا الأمر، وندعو الجميع لتجاوز هذه الحالة التي من ش0نها الإرباك وبعث رسائل سلبية، ولا يليق ذلك بالحدث، وبما يريد شعبنا بعثه من رسالة وطنية موحدة لكل العالم.