لماذا طلب صالح 21 بندقية مقابل انهاء قضية المرقشي ؟ ضحية ثالثة الذي يشهد له القاصي والداني شجاعته ورباطة جأشه هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الايام الذي تلقى من الضربات القوية من صالح ونظامه توجت باقتحام مبنى الصحيفة فجرا في مطلع مايو 2010 بعد نشر قرابة 500 جندي من الأمن المركزي واعداد كبيرة الاليات العسكرية وفرض الحصار على منزل الناشرين هشام وتمام باشراحيل واطلاق النار من مختلف الاسلحة الخفيفة والثقيلة لينتهي المشهد باعتقال هشام واقتياده وابناءه الى سجن البحث الجنائي الذي يقع سطوة مدير الامن حينها العقيد عبدالله قيران المقرب من نجل صالح العقيد احمد علي عبدالله صال. مارس صالح سلسلة من الضغوطات والتهديدات والتصفية الجسدية التي كان يوصلها شخصيا عبر مكالمات الى هشام باشراحيل او عبر وسطاء لاثناءه والتوقف عن النشر ودعم حركة الاحتجاجات الجنوبية والحراك الجنوبي بل بلغ الامر اكثر وقاحة حسب تعبير السياسي الجنوبي عندما ارسل احد ازلامه ياسر اليماني الفار في سويسرا الى هشام باشراحيل في القبول بصفقة بيع الصحيفة وأصولها مقابل مبلغ من المال وترتيب مغادرته وأفراد أسرته الامر خارج وطنهم الذي رفضه ابن عدن البار ووصف الصفقة بالعار .. ودفع هشام باشراحيل ثمنا باهضا إزاء رفض كل عروض صالح فأنهكه بداية بالاستداعات القضائية الى المحاكم التي تتوالى الى مقر الصحيفة بصورة شبه أسبوعية للضغط اضافة الى مثوله وكتاب ومفكرين جنوبيين امام القضاء على راسهم د. ابوبكر السقاف وحسن بن حسينون وفاروق ناصر علي وعلي هيثم الغريب واحمد عمر بن فريد . وفي ظل سطوة صالح وقبضته الامنية التي كان يمارسها على مبنى الصحيفة ومنزل الناشرين في عدنوصنعاء لم يستسلم هشام باشراحيل وكان جدير بالتصدي لها ومعه كل ابناء الجنوب. وعندما فشل صالح في ضغوطاته دفع بأزلامه الى الادعاء بان أرضية المنزل الذي بناه هشام من حر ماله في صنعاء ملكا لبيت الشامي الا ان القضاء انتصر لهشام وفجر صالح ازمة امام البيت قتل فيها شخص على يد المهاجمين الذي أرسلهم صالح واتهم فيها زورا وبهتانا حارس المبنى الامين احمد عمر العبادي المرقشي الذي يقبع في السجن لحد اليوم منذ 10 سنوات وملف القضية بيد صالح الى لحظة مصرعه . وفي إطار الجهود والوساطات التي كانت تقوم بعض الشخصيات والوجاهات الى صالح لانهاء قضية المرقشي والصفح عن الايام ورئيس تحريرها طلب صالح من الوسيط تسليم 21 بندقية كحكم منه مقابل انهاء القضية بعد اقناع بيت المصري لاطلاق الاسير المرقشي ولولا تدخل شيخ جنوبي مرموق كاد هشام باشراحيل أن يقع في هذا الفخ الذي نصبه صالح والذي بحكم العرف القبلي يعد إعتراف ضمني بالذنب والقتل التي أكدت كل الدلائل الجنائية مصرعه من قبل المهاجمين لبيت الناشرين لالصاق الجريمة بحارس هشام باشراحيل .. فكانت نصيحة الشيخ الجنوبي ان يكون العدد 20 او 22 بندقية عدد زوجي للتحكيم أما العدد الفردي فهي إقرار بالذنب بحسب نصيحة وتنبيه الشيخ القبلي ورفض صالح بقبول 20 ولا 22 بندقية وفشل في الايقاع بهشام باشراحيل . مات هشام ولا راد في مشيئته .. وانتصرت القضية التي دفع حياته ثمنا دفاعا عنها .. أما صالح فقد قتل شر قتلة . وليس هناك من تعبير أبلغ مما كتب الذي كتبه المحلل والاكاديمي د. "حسين بن لقور بن عيدان" في صالح : تسابقوا على تبييض صفحة المخلوع متناسيين الخراب الذي أسس له منذ عقود و الدماء التي سفكها في سبيل فانتازيا مرضية حكمت 33 عاما . ما ذكر أعلاه ليس سوى النذر اليسير من ملف أسود ناهيك عن قافلة الشهداء في عهد صالح في عموم مناطق الجنوب الذين سقطوا الواحد تلو الآخر بأيدي جنده وآليته العسكرية في الفترة 1994 -2015.. إنها حقائق لا تسقط بالتقادم ومثلما تَقتل تُقتل . *- مقتبس من عدن تايم