بعث لي صديق صورة ” للوزير الميسري ” وهو يرتدي ” العقال والزي الخليجي ”(والمشكلة ليس في الزي سواء كان حقيقة او فوتوشوب) ورديت عليه ان الميسري قد سبق له ان بعث برسائله بتحريضه وتمويله لبلاطجة مدينة المنصورة، مسجل حضوره في كل الإختلالات الأمنية في عاصمة الجنوب ”عدن ”. شئ طبيعي ان يتوجه الميسري إلى الإمارات العربية وهو يعلم إن رسائله قد سبقته إلى العاصمة الاماراتيةأبوظبي . انا لاجد غرابه في هذا التصرف لشخص عرفناه بمواقفه المتناقضه منذ أن عينه علي عبد الله صالح محافظا لمحافظة ابين الجنوبية، بهدف تثبيت عناصر ” القاعده ” وتمكينهم من السيطرة على كلا من أبين وشبوة وحضرموت. وبالفعل فقد أنجز المهمة وغادر محافظة ابين لتادية مهمة أخرى وفقا لتوجيهات سيده وولي امره علي عبد الله صالح . في أوج أيام الصراع الجنوبي مع نظام صالح تفرغ احمد الميسري لتشكيل خلايا مؤتمرية لتأدية مهام تامرية ضد الجنوب وللعب ادوار مختلفة، انكشفت اوراقها بما عرفت لاحقا باسم ” اللجان ” ، تلك اللجان التي غرر بعناصرها وتم الدفع بها للتوجه إلى مدينة عدن في فترة مابعد تولي الرئيس هادي السلطة. وفي عدن تم تسليم تلك العناصر المقرات الأمنية والاماكن الحيوية من ميناء ومطار، كل ذلك تم بأشراف وكيل الامن السياسي حينها اللواء ناصر منصور ” شقيق الرئيس هادي” . ومع اكتمال السيطرة الحوثية على العاصمة ”صنعاء ” ومحاصرة الرئيس هادي، اعتقد الكثير ان ” اللجان ” ستنقض على قوات الأمن المركزي وتسيطر على مفاصل الدولة والمعسكرات الأمنية، وما ان وصلت طلائع قوات الغزاة الحوثية إلى مدينة عدن، كانت تلك اللجان بقيادة ” الميسري ” هي أول من توجه لممارسة عمليات النهب والسلب ومن ثم الهروب من عدن بشكل مهين لم يكن احد يتوقعه، وهكذا تركت عدن تواجه مصيرها مع أبشع غزو همجي لمليشيات متخلفة حاقدة لا تعرف المدنية ولا التمدن، قبائل انتقلت فجأة من جبال مران إلى عاصمة الجنوب، المدينة الحضارية الراقية. صمد شعب الجنوب بفضل صمود مقاومته الباسلة وحراكه الشعبي المقاوم، مسنود بالدعم العربي الأصيل من دولة الامارات العربية، وهكذا انتصر شعب الجنوب وتم دحر الغزاة . مرة اخرى نجد ان ” الميسري ” يركب الموج، واذا به مؤيدا للشرعية، بل ووزيرا للزراعة في حكومتها، حينها لم يستطع ان يحمي شجرة او يزرع غرسه. لقد تنكرت حكومة الشرعية لأبناء الجنوب بل وأستبعدت كل من حقق النصر وسلمت الامور لكل من يتفق مع توجهاتها، المتمثلة في مشاريع الاقاليم الستة في اطار الوحدة المندثرة. وها هو الميسري مرة اخرى يطل علينا كنائب لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية. وقد شكلت هذه الإطلالة المنسوجة خيوطها مرحلة جديده في سياق الدور التأمري للميسري، تلك المرحلة التي بدئها بتعهده من إنه ” لم يأتي ليصارع أحد ” وكان حاله يقول جئتكم لأصارعكم. وبالفعل فان مجيئه على راس وزارة الداخلية قد مثل استهداف للامن والاستقرار في العاصمة عدن، حيث عمل على بث شعارات الكراهية لدول التحالف، واطلق التصريحات النارية ومهاجم بها دولة ” الإمارات العربية ”. وهاهو اخيرا وصل الوزير الميسري مطئطأ راسه إلى دولة الإمارات ”. هذا الموقف ذكرني بقصيدة رائعة للشاعر الجنوبي ” المشطر ” رحمة الله عليه قالها بعد استقلال الجنوب، مخاطبا فيها رئيس الوزراء حينها محمد علي هيثم في مهرجان جماهيري نظم في مديرية مودية يقول فيها : ” يابر علي هيثم يا زعيم القومية، ذي تلبسون إمكوت وامبدوي جرم ، شع قد لبسهن جرجره من قبلكم، واصبح مشرد بين مكه والحرم “. (جرجره رحمة الله عليه كان وزير في حكومة الجنوب العربي قبل الاستقلال) . مبروك للوزير الميسري على زيارة معاليه للإخوان في دولة الإمارات العربية، لعله يتعلم يسيرا من فنون السياسة وإصول المواقف . يقول ” المتنبي الطيب ”ولم أرى في عيوب الناس عيبا … كنقص القادرين على التمام “. علي عبدالله البجيري سفير جنوبي