بدأت مؤشرات الهجرة الثانية للطلاب والمسلحين السلفيين من مدينة تعز بتسهيل مباشر من لجنة التهدئة الرئاسية. وقالت مصادر مطلعة في تعز إن المسلحين السلفيين غادروا مساء أمس وصباح اليوم من أحياء الجمهوري والجحملية والمجلية شرق مدينة تعز باتجاه جبهة الكدحة في مديرية المعافر جنوب المحافظة. وخلال الأيام الماضية، غادر عشرات الطلاب السلفيين مع أسرهم من مدينة تعز نحو مدينتي عدن ولحج جنوباليمن. وقال مصدر مسؤول في الكتائب السلفية ل"نيوزيمن"، إن العقيد عادل فارع الذبحاني المكنى (أبو العباس) اجتمع مع أبرز القيادات العسكرية والدعوية، أمس الثلاثاء، وأكد لهم حرصه على عدم إراقة الدماء. وبحسب المصدر، أبدى عادل فارع استعداده لمغادرة تعز في حال طلب الرئيس منه ذلك، وخيّر القيادات والأفراد بين البقاء مؤقتاً معه في المدينة القديمة أو الخروج إلى الكدحة أو السفر إلى عدن ولحج. وأكد العقيد عادل الذبحاني للمجتمعين استعداده التفرغ للعلم ونشر الدعوة السلفية، وتسليم قيادة أفراده للعميد عدنان الحمادي باعتباره قائد 35 مدرع المنضويين فيه، حد تعبير المصدر. وطبقاً للمصدر، ليس هناك خيار آخر أمام قائدهم أبو العباس سوى تجنب إراقة الدماء ومنح السلفيين إشارة الهجرة الثانية بعد تخلي الرئاسة والحكومة والأحزاب والتحالف العربي عنهم. وتأتي الهجرة الثانية للطلاب والمسلحين السلفيين بعد أسبوع من المعارك العنيفة مع مسلحي حزب الإصلاح في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة تعز، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى والأسرى. ميدانياً، ماتزال كتائب أبو العباس مسيطرة حتى الآن على مقر الأمن السياسي وقلعة القاهرة، بالإضافة إلى معقلهم الرئيس في المدينة القديمة جنوب مدينة تعز. وتذكّر الهجرة الثانية للسلفيين من مدينة تعز بعد معارك عنيفة مع مسلحي الإصلاح، بهجرتهم الأولى من دماج صعدة مطلع يناير 2014 عقب ثلاثة أشهر من القتال مع مليشيا الحوثي.
