القضاء.. مقصلة حوثية لإرهاب اليمنيين    منتخبنا الوطني يستكمل تحضيراته استعداداً لمواجهة البحرين في تصفيات آسيا    في اليوم 243 لحرب الإبادة على غزة.. 36584 شهيدا و 83074 جريحا واجتماع للوسطاء بالدوحة    ليست صراع بنوك...خبير اقتصادي يكشف مايجري بين البنك المركزي بعدن وبنوك صنعاء    عاجل: المتحدث العسكري للحوثيين يعلن تنفيذ ثلاث عمليات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي    الكيان الإرهابي بين عشيّتين    الأمم المتحدة: مقتل 500 فلسطيني بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر    الخطوط الجوية تنفي إيقاف الرحلات بين صنعاء وعمّان    هجوم غادر وتصعيد مفاجئ تشنه المليشيات الحوثية باتجاه جنوب اليمن والحكومة تدين    عيدروس الزبيدي يزور البنك المركزي اليمني في عدن ويدلي بتصريحات بشأن القرارات الأخيرة    بعثة الاتحاد الأوروبي: ندعم الوحدة والمصالحة في اليمن    قرارات البنك المركزي اليمني تُخنق الحوثيين وتدفعهم إلى المفاوضات    السفير اليمني يزور المنتخب قبل مواجهة البحرين    الماجستير بامتياز للباحثة عبير عبدالله من الاكاديمية العربية    "الانتقالي الجنوبي" ل"النهار العربي" نأمل في اقتناع الشمال بفك ارتباط سلس    مشكلة الكهرباء    فتح الطرق بين الإصلاح والحوثي هدفه تسليم حضرموت والمهرة للحوثيين    السعودية تضع حجر الأساس لمشروع إنشاء كلية الطب في مدينة تعز مميز    لملس يوجه بتوفير مسكن لأسر منزل كريتر المنكوب    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    تقرير أممي: أكثر من 6 ملايين شخص في اليمن بحاجة لخدمات المأوى هذا العام مميز    الوزير الزعوري يدعو المنظمات الدولية لدعم الحكومة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لكبار السن    منه للكبوس والزيلعي وام تي ان وبنك قطر واليمني والرويشان وشهاب والعابد وآخرين    مورينيو يسعى لخطف سون من توتنهام نحو فنربخشه    ساوثغايت يركز على استعداد كاين ليورو 2024    ايطاليانو مدربا لبولونيا    بيانات صينية وترقب أخرى أميركية يرفعان النفط والذهب والدولار    لن نقول "شكراً" لقاطع طريق    وادي حضرموت يشهد عصياناً سلمياً استجابة لدعوة شباب الغضب    رسالة الى كل مسطول بالقات.. احذروا التأثيرات الصحية والنفسية    معجزة تتوج اليونان بلقب يورو 2004    عصابات فارس مناع تعبث بالآثار في إب لتهريبها للخارج    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    سخط وغضب عارم وسط اليمنيين من دولة خليجية بسبب تداول مقطع فيديو مسرب وصادم    حريق هائل في مارب وضحايا جلّهم من الأطفال    الموت يفجع اللواء فيصل رجب    التأثيرات السلبية لقراءة كتب المستشرقين والمنحرفين    تنفيذ حكم الإعدام بحق جانٍ شرقي اليمن    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    إنهيار منزل من 3 طوابق على رؤوس ساكنيه بالعاصمة عدن    دي بروين يفتح الباب أمام الانتقال إلى الدوري السعودي    غرق طفل في حضرموت : العثور على جثته بعد ساعات من البحث المكثف    الاتحاد السعودي معروض للبيع!.. تحرك عاجل يصدم جمهور العميد    ارحموا الريال    لم تستطع أداء الحج او العمرة ...اليك أعمال تعادل ثوابهما    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    - 17مليار دولار ارتفاع ثروة أغنى أغنياء روسيا خلال السته الأشهر من 2024    - توقعات ما سيحدث لك وفق برجك اليوم الثلاثاء 4يونيو    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    خراب    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدحبشة الحديثة من واشنطن إلى جنوب اليمن! (تقرير)
نشر في شبوه برس يوم 10 - 04 - 2020

تقرير (شمالي الهوية) لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ، كتبه رئيس المركز في واشنطن زياد الارياني وحشر معه زميل "أمريكي" يعمل محررا لدى المركز، بهدف منح المصداقية "الإعلامية" لما ورد ونُشر. فليست من عادة الخواجات "الدحبشة"، رغم أن السفير الأمريكي السابق لدى اليمن جيرالد فيرستاين، تدحبش طويلا في صنعاء.

التقرير - الولايات المتحدة في اليمن: تسهيل الكارثة والتملص من المسؤولية - ذهب يحذر واشنطن من عواقب سياستها في اليمن، فقط لأنها وثقت بحلفائها الخليجيين، الذين بدورهم - خصوصا الإمارات- وثقوا بحلفاء لهم في جنوب اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي، وقواته الأمنية).

خلص هذا التقرير وكانت خلاصته هي أساس ولب ما أراد "الإرياني" الشمالي الهوى والانتماء، أن يصل له بحق "الجنوب" الذي يتلاشى كل يوم من بين"مخالبهم الآثمة" باسم "الوحدة"، وكشفت الحرب طيلة السنوات الماضية، مدى حجم الاختلاف الموضوعي والذاتي بين اليَمنَيَين الجنوبي والشمالي.

يقول الإرياني"لا يبدو المشهد في اليمن منسجماً البتة مع مصالح أمريكا القومية: حليف أميركي يقصف قوات مدعومة من حليف آخر".

كان بإمكان الإرياني إعادة وضع التساؤل التالي بعكس الجملة: هل من مصلحة أمريكا "أن تُقصف عناصر- بينها إرهابية ومسلحين قادمين من بؤر تواجد القاعدة والإرهاب في البيضاء ومأرب - مدعومة من حليف أمريكي، - رافعة صرخة "تسقط خيبر" والرايات الجهادية - جاءت للانقضاض على قوات مدعومة من حليف آخر، بذلا معا الغالي والنفيس لتأمين هذه الأرض من الإرهاب، وتوفير سنوات من الجهود الدامية للطيران الأمريكي في تعقب مخابئ الإرهابيين".

أين تكمن هنا مصلحة أمريكا القومية، ومع من؟ أن تتولى هي مباشرة مكافحة الإرهاب بتكاليف عسكرية باهضة عن بعد، لا تؤتي أكلها، فضلا عن التبعات الأخلاقية التي تشوه صورتها أو تُستغل لذلك، أم أن تُنسق مع القوات المحلية والأهالي لإنجاز ذلك؟

ولأن مهنية الإرياني تحتم عليه تقديم مبرر مقبول للعقل الأمريكي القارئ، كان لزاما عليه أن يختلق مبرر لا يجيد التمييز فيه القارئ العادي. يقول الإرياني "بعض هذه الميليشيات يؤمن بنفس العقيدة المتطرفة التي تؤمن بها عدة جماعات تحاربها الولايات المتحدة بنشاط على الأراضي اليمنية"، في إشارة لبعض السلفيين الذين يقفون إلى جانب "القوات الجنوبية" في جنوب اليمن.

يحاول الإرياني رفع تهمة الإرهاب من على عاتق "جماعة الإخوان المسلمين"، ويُلقي بها على كاهل السلفيين الجنوبيين، الذين انخرطوا بفاعلية في القتال ضد تنظيمي داعش والقاعدة في الجنوب. وبذلك يكون - الإرياني- قد قدّم لأمريكا نصيحة "الخلاص"، ومعلومة "الحسم" التي ستقشع ب "حلفاء أمريكا"!

التقرير جاء ضمن سلسلة تقارير في مركز صنعاء للدراسات، تُجنّد كل أفكارها الموجهة وتوظفها، مستخدمة لمسة "من هنا نقلنا لكم المعلومة"، حتى لو كانت مصادرها، تٌطبخ من ذات الشلة والأسماء، ولكن لمواقع أخرى منسجمة السياقات والمصالح، أو تلك المحسوبة بشكل دقيق على الأطراف الرافضة للدور السعودي الإماراتي في المنطقة، وما تشكّل عنه من تحالفات في جنوب اليمن، وإن كانت بالمقابل تشيد بالدور الحوثي السلالي وتزكي الخلاص فيه.

مع أني لست هنا بصدد تقييم شامل لنوايا مركز الزميل "ماجد المذحجي"، وزملائه المشقرّين، بشركاء أوروبيين ينهلون من ذات السياسة الواضحة التي تستهدف أي بروز لدور عربي إماراتي سعودي مستقل في المنطقة، إجمالا.

وبالعودة لتقرير "الإرياني" ، الذي يختتم حديثه زاعما، أن "من شأن إستمرار الخلافات بين الفصائل في الجنوب أن يهيئ الظروف مرة أخرى لعودة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – الذي اعتبرته الولايات المتحدة لفترة طويلة أخطر فروع تنظيم القاعدة."

طبعا، يحاول الإرياني هنا، وهي ميزة الخبث الشهيرة، لدى الشمالي، تكريس مفهوم الخلافات البينية بين فصائل الجنوب، باعتبارها هي نقطة الخلاف الرئيسية، التي تحول دون مكافحة الإرهاب. لم يشر تقرير الإرياني، عن قصد لطبيعة الخلاف الجنوبي الشمالي العام، أو حتى الجنوبي الحكومي العام، لمعرفته أن ذلك قد يرطم حجته الهشة في تحديد ظروف هذا الواقع من منطلق ذاتي، يجعل معه صبغة التهديد بالإرهاب المحتملة، تنطلق من سياقات سياسية لا دينية كما يزعم. وتظهر فقط لتحقيق رغبات سياسية، برعت باستخدامها قوى النفوذ الشمالية طيلة العقود الماضية.

لست هنا أيضا، بصدد العودة لتاريخ المنظمات الإرهابية والإرهاب الديني السلفي الإخواني القادم من شمال اليمن من طريقيه السياسي والأيديولوجي، ولست بصدد العودة لفتوى إباحة الدم الجنوبي في 94، ولا استباحة أرضهم وأموالهم بحجة "الإلحاد. ولست بصدد سرد دور مجاهدي الأفغان العرب وعلاقتهم بعلي محسن الأحمر وجهاز الأمن السياسي، وانخراطهم في السلك الأمني العسكري عقب اجتياح الجنوب في يوليو 94، ولا عن صناعة جيش عدن أبين وأنصار الشريعة وهروب زعماء القاعدة، وارتباطهم بحزب التجمع اليمني للإصلاح وقياداته البارزة (علي محسن الأحمر، حميد الأحمر، عبد الوهاب الآنسي، عبد المجيد الزنداني). وبوثائق ليست قابلة للجدل.

ولا يخفى على عاقل، بأن الجنوب بقواته التي دربتها الإمارات العربية المتحدة، وقبلها بمقاومته الباسلة التي تشكلت قبل الغزوة الحوثية في 2015 بقيادة عبداللطيف السيد، وقبلها دور الحراك الجنوبي، وخلال سلسلة سنوات متتالية، أثبتوا جميعهم لا استثناء، وكلا في مرحلته، أنهم وحدهم القادرين على تطهير الجنوب من الإرهاب وكبح جماحه بشهادة خبراء أممين ومسؤولين أمنيين دوليين كبار. أكبر بكثير من نوايا "زياد الإرياني".

لا يحتمل الخبث وحده وجه الطبيعة الفطرية "الوطنية" للكاتب، ولكنه مزيج أيضا من حالة الغذاء القائم على ذات السياسة والأيديولوجيا، التي استخدمت وسائل الإرهاب الديني، لتحقيق الإرهاب السياسي.

لا تختلف النتائج، من منظور القارئ الحصيف، أن ما يحاول مثقف شمالي، من بيئة دينية تقليدية سياسية، جبلت على "شريعة الوحدة"، إيصاله للعالم، لا يعدو عن كونه، جهاد بطريقة أخرى، تبرر استقامة الخطيئة، وتجريم حق "الوطن" للجنوبيين، وإن كان ذلك يعني، القضاء على مقوماته الأساسية على رأسها "القوات الأمنية الجنوبية" والعلاقة الوثيقة التي نُسجت مؤخرا مع المحيط الإقليمي والدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.