الشرعية تتأكل من الداخل وجزء منها ترك معركته الرئيسية مع الحوثي واتجه نحو الجنوب لتغطية فشله شمالا والذريعه لذلك هي عدم ترك ظهورهم مكشوفه للجنوبيين الذين اعادوهم الى الارض وعملوا منهم شرعية وهم هاربون. بينما جزء اخر من الشرعية استسلم للفشل الذي منيت به الشرعية والتحالف العربي في عدم قدرتهم على تحرير اي محافظة شمالية لعدة اسباب ، واصبحوا ينتظرون الحل النهائي لعلى وعسى يجلس لهم الحوثي على طاولة مفاوضات قد تكون مفاوضات ماراثونية تمتد لسنوات طويله اشبه بمفاوضات ملف ايران النووي ، تقصي الرئيس عبدربة منصور هادي من قيادة المرحلة الانتقالية.
بينما في الجنوب انتفض الشعب الجنوبي لتحرير ارضه من الإحتلال الحوثي ، واستطاعوا ذلك وتمكنوا من تحرير الجنوب وتحرير مساحات واسعه من محافظات شمالية اخرى ، وكونوا مقاومة شعبية جنوبية منظمه تحولت في ما بعد إلى جيش وآمن جنوبي فرض سيطرته على أرض الجنوب بمساعدة التحالف العربي.. تلك السيطرة الجنوبية أغضبت الشرعية التي صورت للعالم أن الجنوب سينفصل عن الشمال ، والواقع يقول إن الحوثي هو من قسم البلاد واستمات على حدود الشطرين، مع ذلك توصل الطرفان ( الشرعية و المجلس الانتقالي الجنوبي ) ، بجهود سعودية إماراتية إلى اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه والذي يهدف الى تصحيح وضع الشرعية المتهالك والعمل على اعادت تجميعها من أجل توحيد الجهود لمعركة تحرير العاصمة صنعاء وجوانب أخرى شملها الاتفاق تتعلق بالوضع الأمني في المحافظات المحرره و الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد ،
الا ان هذا الاتفاق يبدو متعثر حتى الان والسبب هو ان هناك طرف في الشرعية المهترئه يسعى لإفشال هذا الاتفاق إرضاء لأطراف إقليمية ودولية تسعى من خلالها ليكون لها يد في الملف اليمني وضد المشروع العربي الذي تقوده السعودية والإمارات لمواجهه المد الفارسي.
مع هذا سيتمسك الجنوبيين بخيارتهم الوطنية والإستراتيجية من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي ومنها حاليا خيار الإدارة الذاتية للجنوب حتى يتم تقرير مصير الشمال اما وان يتم طرد الحوثي وتحرير صنعاء ،، أو ان يتم إرغامه على الجلوس على طاولة المفاوضات ثلاثية للبحث حل وضع الجنوب والشمال والشرعية ، وكل تلك الخيارات أعلاه تبدو مستحيله حتى اللحظه .
على الجنوبيين الان أن لا يفرطوا في تسليم أسلحتهم حتى يتم تحديد وضع الشمال قبل الجنوب غير ذلك سوف يتم تسليم عدن لقوى النفوذ الشمالية وسوف تسود الجنوب فوضئ عارمة قد تقود الى ثورة أخرى أو إلى حرب اهليه.