جنوبي يرد على منشور ابو مجاهد صالح بن محمد باكرمان حول فتوى الديلمي التكفيريه الشهيره بسم الله الرحمن الرحيم
ما كنت أرغب في الكتابة لمثل هذه المواضيع الحساسة .
ولكن عندما قرأت ما كتبه الأخ صالح باكرمان وجدت فيه الكثير من الملاحظات تحتاج إلى تعليق كالتحامل الشديد على قيادة الحزب الإشتراكي اليمني (الجنوب) في مسألة التكفير والإلحاد فقررت أن أكتب بعض النقاط ذات الأهمية منها :
أولاً: أنا هنا لست مدافع عن قيادة الحزب الإشتراكي اليمني (الجنوب) وقياداته فهم أقدر بالدفاع عن أنفسهم من غيرهم وعندهم الكثير من الإيجابيات والسلبيات كغيرهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى .
ثانياً: ما كتبه باكرمان دفاعاً عن الشيخ الديلمي صاحب الفتوى الشهيرة بتكفير الجنوبيين قائلاً : لم يكفر الجنوبيين وإنما كفّر طائفة الإلحاد .!.
أقول للشيخ العلامة باكرمان: كيف تصف قادة الحزب الإشتراكي اليمني (الجنوب) بطائفة الإلحاد مع أنّ طائفة المسلمين بالشمال قد قَبِلُوا بالتوحد معهم مع عدم جواز التوحد بين نظامين أحدهما مسلماّ خالصاً وآخر كافراً مُلحِداً؟.
وكان لعلماء اليمن موقفاً واضحاً من الوحدة ولكنهم عندما وقّع قادة الشمال(المؤتمر الشعبي العام حزب البعث العربي الاشتراكي) والعلماء جزء منه والأحزاب اليسارية الأخرى من ناصريين وبعثيين ، وقادة الجنوب(الحزب الإشتراكي اليمني) فقط الحزب الشمولي كما يسمونه.. فسارعوا إلى مباركتها وشكّلوا حزب التجمع اليمني للإصلاح ليكون رديفاً للمؤتمر الشعبي العام بهدف عرقلة تنفيذ اتفاقية الوحدة.. مذكرات الشيخ الهالك عبدالله بن حسين الأحمر ص257/256 .
وأزيدك .. أننا عندما كُنّا نلتقي بقيادات التجمع اليمني للإصلاح(الشماليين) بصفتنا قادة لحزب الإصلاح بحضرموت كانوا يحدثوننا عن بعض حواراتهم مع قيادات من الحزب الإشتراكي اليمني(الجنوبيين) يقولون عندما يحضر وقت الصلاة نقوم نصلي فيقوم بعض من قيادات الحزب ويصلون معنا وهم قد يكونوا من غير وضوء ويضحك هههه والبعض الآخر لا يصلي .
فمسألة التكفير لا أحب أن أخوض فيها لخطورتها وحساسيتها ..يقول العلماء حتى أن تارك الصلاة لا يُكفّر رغم الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) .. وذلك حتى يُستتاب تاركها (ويُؤمَر بالصلاة وتُعرضُ عليه التوبة ليل نهار من تركها وخطورة حُكمها ومعرفة سبب تركها تهاوناً بها أم جاحداً بفرضيتها) .
وكذلك أسردُ لك ما قاله لي عندما زارني في بيتي أحد قادة حزب الإصلاح وعلمائهم لحاجة في نفسه أثناء (فوضة إرحل ياعلي) المسمّات بثورة شباب التغيير في 2011م .. قائلاً :كم تمنينا أن يحكم اليمن أحد هؤلاء الأربعة وهم ياسين سعيد نعمان وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس فقلت له لماذا وهم من الحزب الإشتراكي اليمني (الجنوب) قال:لأنهم رجال دولة هكذا كان جوابه لي .
ثالثاً: إعلم أخي الكريم أن الشماليين سياسييهم وعلمائهم ومشائخ قبائلهم ومُهَرّجِيهِم يستخدمون الدين في كلامهم عن الوحدة لأنهم يعلمون بتأثير الفتوى الدينية فيقول أحدهم: -الشيخ محمد الإمام من دعانا إلى الإنفصال كأنما يدعُونا إلى الكفر.
ويقول:الشيخ محمد الحزمي إن الذي أمرنا بالصلاة هو الذي أمرنا بالوحدة فلا يجوز أن نستفتي نصلي أو لا نصلي .. أو ننفصل أو لا ننفصل.. لاحظ هذا الكلام ومابه من مغالطات .. ويقول: نحن في هيئة علماء اليمن قررنا أن لا يخرج الحوار عن ثوابت الأمة وهي الشريعة الإسلامية والوحدة اليمنية والجمهورية اليمنية.. مع أن الشيخ عبدالله الأهدل يقول: الوحدة اليمنية ليست من الثوابت الشرعية .
ويقول شيخهم القبلي الجاهل صادق الأحمر سنجهز مليون عسيب لتبقى الوحدة اليمنية.. أنظر لهذه العقليات المتخلفة والتي لا تفقه من الشرع شيئاً، سَيُجَهّز مليون رجل ليُقاتل للدفاع عن الوحدة .. مع أن القاعدة الشرعية في درء المفسدة الكبرى مقدم على جلب المصلحة الصغرى .. فالإقتتال بين الجنوبيين والشماليين مفسدة كبرى .. ولكن حتى علمائهم لا يقولوا بهذا، بل مصرون على الوحدة أو الموت .
وحتى المُهَرِّج فهد القرني يقول الوحدة دين وجعلها الركن السادس من أركان الإسلام .
رابعاً: إنّ فتوى الديلمي الشهيرة كانت فتوى سياسية بامتياز وهذا ليس كلامي بل كلام محمد قحطان المعتقل عند الحوثيين الآن عندما كان في لقاءٍ خاص وسُئِلَ عن هذه الفتوى بعد الحرب فقال: هذه فتوى سياسية.. واضح أنهم هم يطبخون فتاوى وقت الحاجة حسب الطلب .
خامساً: هناك علماء ومفكرون إسلاميون ردّوا على فتوى الديلمي منهم :
- الدكتور محمد سيد طنطاوي: لم يُشرّع الإسلام القتل وتشريد الأبرياء وتدمير المنشئات . - وكذلك فضيلة الشيخ الغزالي: هذه الفتوى بعيدة تماماً عن الشريعة الإسلامية ولا تستند إلى أي سند ديني. - الدكتور سليم العوا: هذه الفتوى أفقدت الثقة برجال الدين والمصداقية بأهل الحكم . وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم/سالم بن دهري.. أبو محمد الجمعة 28مايو 2021م .