استغل رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط احتفاء الحوثيين بالذكرى الثامنة ل 21 سبتمبر، ليعلن عن انتهاء الحرب العسكرية بينهم وبين السعودية، بينما حربهم ضد شعب الجنوب مستمرة، لعدم وجود حماية دولية، على الرغم من ممارسة الوصاية الخارجية على الجنوب التي يتم تطبيقها في الجانب السياسي فقط، للحيلولة دون أن يتمكن الشعب من تحقيق أهدافه المشروعة في استعادة استقلال وسيادة دولته. جاء ذلك الموقف الحوثي بعد ستة أشهر من تخلّي الجهة التي تحملت مسؤولية حماية الشعبين في اليمن من جماعة الحوثي عن الدور المناط بها عسكرياً في حل الأزمة الحوثية في اليمن. حيث كان موقفها صريحاً من خلال "مشاورات الرياض". وهذا التخلي هو ما يشجع الحوثيين على استمرار اعتدائهم على شعب الجنوب والتجهيز لتوسيع نطاق الحرب القائمة بين الشمال والجنوب. إن الاستعراضات العسكرية التي قام بها الحوثيون خمس مرات خلال الشهرين الماضيين، مع إعلانهم عن إنتهاء الحرب بينهم وبين السعودية، فضلاً عن قبولهم بالتفاوض مع ممثلين عن السلطة السابقة، تعتبر دليلاً على اطمئنان الحوثيين إلى الطرف الآخر، بعد 8 سنوات من الحرب بينهما، وتدل أيضاً على أن الموقف الدولي تجاههم قد تغير لصالحهم ... أما إن دلّت على شيء، بالنسبة للموقف من الجنوب، فإنما تدل على ما قد يعتبرونه تحدياً لشعب الجنوب وقواته العسكرية الجنوبية. وبهذا فنحن أمام موقفان واضحان لطرفي الحرب، ينهيان الحرب العسكرية بينهما، دون أن نلحظ أي اكتراث إقليمي أو دولي بقضية الصراع الجنوبي-الشمالي الناتجة عن احتلال الشمال للجنوب عام 1994. وهو الأمر الذي يؤكد لنا بأن العالم لن ينصفنا، كجنوبيين، ما لم ننصف أنفسنا بأنفسنا، فنأخذ حقنا بأيدينا. .
