يواصل إخوان اليمن تقديم خدماتهم المجانية لمليشيات الحوثي عبر إثارة شائعات تستهدف محافظ الجوف بعد اتخاذه خطوات جادة في إحباط مؤامراتهم. ولجأ الإخوان للشائعات كآخر أسلحتهم بعد فشل اعتصام مسلح مفتوح دخلت فيه عناصر التنظيم الإرهابي فيما يعرف ب"الريان" بين مأربوالجوف، والذي استهدف تحشيد العناصر المسلحة والقبلية بالشراكة مع مليشيات الحوثي رفضا لقرارات المجلس الرئاسي. ما القصة؟ وكان رئيس المجلس الرئاسي أطاح بمحافظ الجوف الإخواني أمين العكيمي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وعين بدلا عنه الشيخ اللواء حسين العواضي، ضمن ترتيبات مع التحالف العربي لتحرير المحافظة الذي سلمها الإخوان مجانا لمليشيات الحوثي أواخر 2021. لكن الإخوان وبدلا من تسليم قيادة السلطة المحلية للمحافظ الجديد لجأوا للتمرد العلني وأعلنوا ضرب الخيام وحشد المسلحين وواصلوا تمردهم حتى اليوم، رفضا لتسليم المحافظة للواء حسين العواضي. ودفع تمرد الإخوان رئيس مجلس القيادة الرئاسي لتوجيه محافظ الجوف لاتخاذ القصر الجمهوري في منفذ الوديعة (شرق) مقرا مؤقت بهدف تنسيق الترتيبات لمعركة حاسمة في الجوف إلا أن الإخوان واصلوا تمردهم وأعلنوا حرب شائعات شعواء تستهدف طرد المحافظ من مقره. وعمل الإخوان عبر منظومة أكاذيبهم إلى توجيه أقلامهم وتزوير المذكرات والمراسلات حتى على مكتب رئاسة الجمهورية بادعاء أن "السعودية قد اتخذت قرارا بفصل الوديعة عن حضرموت"، وهي شائعة سوداء أجبرت مكتب محافظ الجوف للخروج في بيان لتعرية أكاذيب الإخوان على رؤوس الأشهاد. أكذوبة إخوانية جديدة لكن بيان مكتب محافظ الجوف، الذي تلقته "العين الإخبارية"، نفى فصل الوديعة عن حضرموت، مشيرا إلى أنها شائعات إخوانية "تستهدف زورا وبهتانا الإساءة للمملكة واستثارة أبناء حضرموت". كما أكد أن اتخاذ محافظ الجوف القصر الجمهوري بمنفذ "الوديعة" كمقر مؤقت جاء بتوجيهات من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي كخطوة جدية للإعداد لمعركة تحرير الجوف. واتهم البيان الإخوان "بإعاقة أي خطوة باتجاه تحرير المحافظة ومحاولة الإساءة لعلاقة اليمن مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي التي قدمت كل غال ونفيس بما في ذلك الدماء الزكية في سبيل تحرير اليمن". وفيما أشار إلى أن الشائعات الإخوانية لن تخدم إلا المليشيات الحوثية "مجانيا" أكد أنها "لن تستطيع حرف البوصلة عن الإعداد لمعركة تحرير الجوف كما لن تزيد علاقاتنا بأشقائنا إلا قوة ومتانة". وبشأن الوديعة، أكد البيان أنها "كانت ولا تزال جزءا من محافظة حضرموت وستظل جزاء من حدود إخوتنا قبائل الصيعر الذين تربطنا بهم وبمشائخهم علاقات وروابط متينة، كما أن حضرموت كانت وستبقى بكل مكوناتها وقبائلها حضنا دافئا لكل اليمنيين وعمقنا وسندنا في هذه المعركة مع العصابات الحوثية الفارسية التي توحدنا جميعا في خندق واحد شمالا وجنوبا". وأشاد البيان بتضحيات الجنوب لاحتضانه الشرعية واستبسال أبنائه في تحرير محافظات الجنوب والإسهام بفاعلية في معركة التحرير في كل الجبهات في الشمال من تهامة حتى كتاف، مشيرا إلى أن الإخوان ذبحوا الوحدة اليمنية من الوريد إلى الوريد منذ حرب 1994 الظالمة وحتى اللحظة ومنها حملاتهم الكاذبة والفاجرة والمزورة. وقال:"رهاننا الأكيد على وعي أبناء الجنوب في حضرموت وغيرها بواحدية معركتنا في وجه مليشيات إيران وإدراكهم غايات ومصلحة من يبثون هذه الشائعات ومعرفتهم من هي القوى التي أسهمت في معاناتهم ومن هي القوى والشخصيات التي وقفت ولا تزال تقف إلى جانب قضيتهم العادلة المسنودة بإرادتهم وإرادة كل اليمنيين". وكان محافظ الجوف المعين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اللواء حسين العجي العواضي، اتهم بشكل صريح حزب الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية، بالتمرد على قرار رئيس المجلس الرئاسي القاضي بتعينه خلفاً للإخواني أمين العيكمي. وكشف العواضي الذي لعب دورا بارزا في تحرير الجوف 2016 قبل أن يسلمها الإخوان، استمرار الإدارة الإخوانية السابقة بتسيير أمور المحافظة ومواصلة الصرف المالي عبر فرع البنك المركزي في مأرب "وكأن شيئا لم يحدث". ورغم أن القبائل والأحزاب في الجوف رفضت صراحة تمرد الإخوان إلا أن حزب الإصلاح الذي يتخذ من مدينة مأرب مركزاً له، واصل دعم التمرد على قرارات رئيس المجلس الرئاسي بشأن تعيين محافظ للمحافظة وقائد للمحور، وهما منصبان استغلهما أمين العكيمي لسنوات في ابتزاز التحالف.
