تعد زيارة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدى عضو المجلس الرئاسي هي الثالثة الى موسكو حيثت سبقت الزيارة الاخيرة زيارتان الاولى في مارس 2019 م والثانية في يناير 2021م تختلف هذه الزيارة عن سابقتيها بالنسبة للطرفين معاً ، فهي تأي مع عزلة دولية مطبقة بالنسبة لروسيا وبالمقابل مع ضغوطات غير عادية على المجلس الانتقالي ومن إحدى طرفي التحالف . ................................................ طبيعة الموقف الروسي من الازمة : كثيرون لا يريدون ان يعترفوا ان موسكو اليوم غير موسكو الامس وان ترتيبات المصالح في الوقت الراهن هي الاولية عند أي حوار او تفاهمات ، وبالرغم من ذلك لا يمكن تجاهل الماضي السياسي ولكن بالمقابل لا يمكننا ان نحمله فوق تغيرات الواقع الراهنة . فروسيا و منذ بداية الأزمة اليمنية تتخذ سياسية مرنة مع الجميع فهي تحاول ان تكون على مسافة واحدة من جميع الاطراف حيث ان قنواتها مفتوحة مع جميع الخصوم بعكس ما حدث مع سوريا وتداخلاتها العسكرية والسياسية في الميدان السوري فعلى سبيل المثال وبحسب اليوم الثامن (( لم يسبق أن استخدمت روسيا حق الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن قضية اليمن، سواء كانت تلك القرارات أساسها مقترحات عربية أو غربية، وهو عكس موقفها من قضية سوريا )) . ..................................... امال الانتقالي : يرى الانتقالي أن في هذه الزيارة مكسب جيد من ناحية توسيع دائرة العلاقات الخارجية خاصة بعد النجاحات السياسية الاخيرة ، إضافة الى كونها قد تكون اداة لحلحلة الخلاف مع الجانب السعودي وإملاءاته الأخيرة والتي يرفضها الانتقالي . إضافة الى سعي الانتقالي لفرض واقعه على الدول الكبرى كقوة محلية يحسب لها حساب في أي تسويات قادمة قد تحمل تغاضياً عن القضية الجنوبية وهو الأمر الذي يقلق الجنوبيين خاصة بعد تفاهمات الرياضصنعاء الأخيرة . ........................................... ما الذي يعول عليه الانتقالي : يعول الانتقالي لتحقيق اهدافه مع الساسة الروس على امرين الاول هو طبيعة العلاقة التاريخية بين عدنوموسكو ، إضافة الى سعي موسكو لكسر الطوق الغربي عليها واحتمالية رغبة موسكو في فرض واقع في المنطقة يعود بالضررعلى أي حسابات امريكية . .................................... الرغبة السعودية : وبينما يؤكد بعض المراقبون ما سلف ، فإن آخرون يرون ان هذه الزيارة انما اتت لرغبة سعودية في اقناع المجلس الانتقالي بقبول تفاهمات الرياضصنعاء الأخيرة ليس إلا ، كون موسكو تحظى بنفوذ (معنوي) لدى الجنوبيين بشكل عام للوصول الى صيغة تفاهمات لإمرار تفاهمات الرياض – صنعاء . لاشك ان الحلف الروسي الصيني الايراني والسعودية لاحقا ستكون له ارتدادات ضخمة على المنطقة في اليمن شمالا وفي الجنوب ، فتمكين الحوثيين من الشمال اصبح أمراً واقعاً ، وبقي على المجلس الانتقالي ان يثبت اقدامه في الجنوب كقوة أمر واقع مثلما فعل الحوثيون ، لكن تبقى أمام المجلس الانتقالي معضلة الادوات السعودية التي تتخوف من هيمنة المجلس الانتقالي على الجنوب بشكل عام ، الامر الذي يستدعي نفوذاً اماراتيا وهو ما تحاول السعودية تطويقه . *- كتبه : امجد الرامي 27/3/2023م