لأسطول ال 46 الصيني يتجه إلى خليج عدن في مهمة حماية السفن، بعد أن خاض عملية تدريبات للتصدي لأعمال الإرهاب والقرصنة وحماية الممرات التجارية. الإسطول الصيني يشمل مدمرة صواريخ موجهة وفرقاطة وسفينة امداد شامل، ما يجعل الوضع في البحر الأحمر أكثر إتساعاً وشمولية، ومسرحاً لتدافع الدول متعددة التوجهات والسياسات المتصادمة للإسطول الصيني مهمة مزدوجة أولاً لحماية قوافله التجارية المتجهة عبر البحر الأحمر إلى أوروبا، وثانياً لموازنة الوجود الإمريكي ، وكسر إحتكار لندن وواشنطن سلطاتهما الهيمنية على أخطر ممر مائي دولي. بسياسة بلا أفق وبممارسات تجَّير مكاسبها لغير اليمن ، حول الحوثي البحر إلى مزرعة أساطيل ومغناطيساً جاذباً لكل القوات الأجنبية، ما نزع من الدول المطلة عليه حقوقها السيادية. الصين التي يعول عليها غربياً أن تقوم بدور الوسيط لدى إيران ، لإجبار الحوثي على خفض التصعيد ، هاهي تجد نفسها طرفاً في قضية مدولة ، ويجد إقتصاد صادراتها نفسه هو الآخر في مرمى الإستهداف المحتمل، وإن كانت سفن بكين نظرياً خارج بنك أهداف إيران الحوثي. للصين أيضاً ملفاتها ومعاركها الإقتصادية العالقة مع الغرب ، وربما يمكن لبكين من خلال تواجدها المباشر ووساطتها ،الحصول على أثمان مقابل الدخول بلعبة مقايضات مركزها الحوثي والبحر الأحمر، حيث في السياسة الدولية لا شيء بلا ثمن .