كان الاثنين قادة مشروع اصلاح مسار الثورة والعودة بها للاعتدال وكسر حواجز العزله مع الجوار. ودفعا حياتهما ثمنا لتبنيهم هذا التوجه. المشكلة التي اصابت الجنوب في مقتل منذ نوفمبر 67 هو ان مدري ايش من ابن ويل سرف بهم.. وخلاهم يرون ان العقل خيانه. وجعل العقل والوعي والعقلانية في اذهانهم انها جريمة يجب ان يعاقب من ثبت بحقه العقل والوعي.
من اليوم الاول بعد نوفمبر 67 كان قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف هما انضج قيادات الجبهة القومية. فدفع ثمن هذا النضج المبكر قحطان بالاقامة الجبرية وفيصل بالاعدام. وبعدين كلما نضج واحد منهم قنصوه واعدموه. وكانما كان يراد لقيادة الدولة ان تبقى متهورة متطرفه.. بعد تسع سنوات على الانقلاب على قحطان نضج سالمين ومطيع واستوعبوا ماكان يتبناه قحطان وفيصل والحقوهم بهما للاسف ان بقايا هذه اللعنة مازالت موجوده الى اليوم.. وسيدرك من مازالوا مصابون بها في قادم الايام انهم اخطأوا عندما سيشعرون ان لو انهم ابقوا على من خونوهم لما وجدوا انفسهم في هذا المأزق الذي ينتظرهم لامحالة..