سواء استسلم الحوثي او أوقفت امريكا هجماتها جراء جهود وساطة عمانية مكثفة فان ما حدث ليلة أمس هو نتيجة ضغوط سياسية وهجمات جوية أمريكية دقيقة جعلت الحوثي ينزل من برجه العاجي ويتجرّع السم كما تجرّعه قدوته الخميني منذ عقود حين أعلن قبوله وقف الحرب مع العراق وهو ما تجرّعه حزب الله ، لكنه في ذات الوقت خرج قوي محلياً إذ استطاع أن يفرض خيار "الاتصالات الدبلوماسية المكثفة" معه على قوى دولية وان لم تجلس على مائدة تفاوض بينما الشرعية اليمنية تعيش في عالمنا الخاص منتظرة من ياتي ويضحي نيابة عنها ويوصلها الحكم في صنعاء لكن ؛ أيضا ؛ لا مجال للاحلام والتهيؤات الحوثية فأمريكا لم يهزمها الحوثي كما "يتزملون" بل ان الحوثي "فهم الدرس بعدما نال ركلات كافية" جعلته يعرف حجمه ، فترامب لم يناشد الحوثة بالسماح بسحب حاملات الطائرات الأميركية بل لم تتطرق امريكا لذكر اي انسحاب امريكي من البحر الاحمر ولن تنسحب دون تحقيق الأهداف المعلنة من قبل امريكا ودون تحقيق أي هدف فما حصل هو ثمرة جهود عمانية مكثفة إذ أعلنت سلطنة عمان ان الاتفاق على وقف إطلاق النار جاء على خلفية اتصالات عمانية مكثفة ما يؤكد انه ليس تفاوض بل وفّرت للحوثي خيار اما "استمر والرد معلوم او اقبل ويكفيك مافيك " ، وعمان توفّر خط رجعة آمن للحوثي منذ انقلابه وقيامه بحريه العدوانية منذ عقد من الزمان فترامب وصف الاتفاق بقوله : " ان الحوثيين لا يريدون القتال بعد الآن ... وقالوا لنا : نرجوكم لاتقصفونا ونحن لن نهاجم سفنكم وان امريكا تتعامل مع ذلك كاستسلام " وأضاف أن الجماعة قالت :"لن نفجر سفنكم بعد الان وهذا هو الغرض من كل ما كنا نقوم به" ، فامريكا لم تعطِ الحوثي حق اي فخر او امساك باي وثيقة توقعها معه لا بشكل مباشر ولا غير مباشر واكتفى الامريكان برسالة الحوثي عبر عمان وملخصها ماقاله ترامب "قالوا لنا : نرجوكم لا تقصفونا ونحن لن نهاجم سفنكم" لكن أيضا الحوثي استفاد من تهديد الملاحة وفرض نفسه لاعبا وهو ما عجز عنه "الرئاسي"واثبت انه لا يستثمر الفرص وانه "خيال مآته" لا قيمة له إلا في الفساد المالي والإداري والسياسي