للحروب تداعيات يتمدد اثرها في البلاد ليشمل كل نواحي الحياة الإنسانية، وتكون تلك التداعيات واضحة من حيث دمار البنية التحتية وتشريد السكان وانتشار الفساد وانهيار العملة المحلية وتفشي الفقر والمجاعة الأمراض! كل هذه الآفات تداعيات للحروب. التحالف العربي جاء لمحاربة مايسمى (المشروع الإيراني) في اليمن بعد انقلاب مليشيات الحوثية التي تدعمها ايران واستيلائها على السلطة في صنعاء.
- مسؤولية التحالف العربي: مسئولية التحالف العربي تندرج ضمن القانون الإنساني الدولي وميثاق الأممالمتحدة الذي يحدد النطاق العام للمسئولية والالتزامات الدولية التي تلزم الطرف المتدخل بالحفاظ على سلامة المدنيين والبنية التحتية والتعويضات ودعم الاقتصاد ومنع تدهور العملة ومكافحة الفساد وغيرها من الالتزامات التي وردت في مواثيق وقوانين الأممالمتحدة.
- التأثير على الأوضاع الإنسانية: الحصار: من الأساليب المتبعة في الحروب فرض الحصار على الخصم وتفتيش جميع وسائل النقل التي تدخل أرضه، وهو امر بديهي وهذه العملية تكون لها تبعات على المواطن تتمثل في إرتفاع التأمين ضد المخاطر وعرقلة وصول المواد المستوردة وارتفاع الأسعار والتضييق على البنوك. كذلك العمليات العسكرية في المناطق المأهولة وما يترتب عليها من قتل ودمار وتشريد، اضافة الى زراعة الألغام العشوائية التي تقوم بها المليشيات .
- الفقر والمجاعة: ومن نتائج الحروب انقطاع الرواتب وتفشي الفقر وانتشار المجاعة وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الإقتصاد في البلد الأمر الذي يضاعف مسئولية التحالف الأخلاقية تجاه الشعب بموجب القوانين الدولية.
- النزوح والداخلي: قد تكون اليمن تتفرد بهذه الميزة من بين دول العالم إذ ان معظم النزوح الذي شهده اليمن نزوح (اختياري) وخاصة من " اليمن الأسفل " تعز و إب وهي تعادل نصف سكان اليمن.. هذا النزوح استولى على كل المنح المقدمة من المنظمات الدولية بالفساد.. اي ان معظم (النازحين) من تعز و إب مغتربين على حساب المنظمات المانحة لإعانات اللجوء والنزوح... قد يستغرب البعض ما نقول لكن الدليل ان معظم هؤلاء (النازحين المشردين) يعودون إلى مدنهم و قراهم قبل رمضان من كل عام !!! قبل عيد الأضحى من كل عام !!! يرمضون في بيوتهم هناك ويعيدون وإذا خلصوا المعايدة عادوا الى الجنوب إلى فنادق عدن المستأجرة لهم والشقق المفروشة نازحين من جديد على حساب المانحين تحت سمع وبصر التحالف الذي يشرف على دخول وتوزيع تلك الاعانات !.
نعم يوجد نازحون من بعض مناطق اليمن ممن قام الحوثي بتفجير بيوتهم ولا يستطيعون العودة خوفا على أنفسهم. لكن هؤلاء المتعيشين اصبحوا عبء كبير على الجنوب لأنهم استولوا على حصص المحتاجين بذريعة النزوح.. وهم المشكلة بذاتها التي يتوجب على التحالف حلها اما بعودتهم الى بلادهم او ايقاف الإعانات التي يسرقونها بإسم النزوح.
- الالتزامات القانونية: أولها القانون الدولي الإنساني: وهو حماية المدنيين التي لاشك ان التحالف تقيد بها لكن لابد من اخطاء.. وقد كان ناطق التحالف يفندها في حينها. اما البنية التحتية فقد اخذت نصيبها من الدمار ولم تبق الحرب شيء يسمى (بنية تحتية).
- مواثيق حقوق الإنسان: شرعت الأممالمتحدة مواثيق وقوانين تحمي الإنسان وحقوقه لكن في ظل الحرب تحصل انتهاكات مثلا إنشاء سجون سرية واعتقالات خارج القانون واغتيالات وغيرها من المخالفات التي تساعد ظروف الحروب على إنتشارها.
- تدخل التحالف: في عام 2015 اعلن التحالف تدخله في اليمن تحت مسمى (عاصفة الحزم) من اجل (استعادة الشرعية) وبدأت الحرب وقتل الآلاف وشرد مئات الآلاف ودمرت البنية التحتية وانهار الإقتصاد وانتشرت المجاعة بشكل مروع خلال السنوات الخمس الماضية من الحرب... التحالف تقلص عدده بعد ان كان يضم اكثر من 15 دولة أصبح يتمثل في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. نحن اليوم في 2015 و الأزمة لازالت موجودة وقابلة للإنفجار في اي وقت والأوضاع المعيشية للمواطن أصبحت لاتطاق بل ان المجاعة تطرق الأبواب. !! ولانرى اي نية لإصلاح الأوضاع ومحاربة الجوع. اعتقد ان مسئولية التحالف تجاه المناطق التي تحت سيطرته تتعدى السلال الغذائية التي لاتصل إلا ل 10% من المحتاجين، بحيث تصبح في مستوى المسئولية الأخلاقية لإنتشال وضع تلك المناطق من الجحيم التي وصلت اليه. - مطالب الشعب من التحالف: _ ضرورة الإلتزام بالقانون الدولي وتحسين الأوضاع الإنسانية المعيشية ومنع البلاد من الإنهيار التام التي اصبحت على حافته. _ محاربة الفساد ومنع الفاسدين من الوظيفة العامة ومحاسبة كل مسؤول عن فساده فهم جميعا معينين من التحالف او اشرف على تعيينهم. _ الإلتزام بكل ما ورد في وثائق وقوانين الأممالمتحدة وما تمليه المسئولية الأخلاقية تجاه هذا الشعب الذي طال انتظاره وعجز صبره لأن الأفواه الجائعة اذا صبرت على الجوع لن تصبر على الذل والمهانة.