عقد، اليوم، اجتماع تشاوري لمناقشة آلية تمكين المتأهلين في (مركز الإيواء كرامة بصنعاء ) اقتصادياً، وتحويلهم من فئة معتمدة على المساعدات إلى عناصر فاعلة في المجتمع، قادرة على الإسهام في عملية التنمية المحلية. جاء ذلك، خلال الزيارة التفقدية التي نفذها فريق تنموياً ضم الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس محمد مطهر القحوم، مسؤول وحدة التمويل المركزية محمد الهادي، وممثل مكتب الدعم والتطوير علاء الدين العميسي، ومدير عام المبادرات في وزارة الإدارة المحلية والتنمية الريفية عبده مسري، إلى مركز كرامة لتأهيل المتسولين. وتناول الاجتماع، بحضور مسؤول وحدة التنسيق والمتابعة في مركز كرامة محمد الشريف، الخطط التنفيذية المتعلقة بتمكين المتسولين الذين تم تأهيلهم في المركز اقتصادياً، من خلال دمجهم في مجتمعاتهم، وتوفير فرص عمل مناسبة لهم عبر الجمعيات التعاونية الزراعية، وفقاً لخصوصية كل منطقة وظروفها التنموية. وخلال الاجتماع أكد الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي، أن فئة المتسولين تمثل شريحة اجتماعية تضررت نتيجة التفكك الأسري والإهمال المجتمعي، وهي بحاجة إلى إعادة بناء وتأهيل نفسي وثقافي وتربوي، ليكون أفرادها قادرين على الاندماج الإيجابي في المجتمع، والمساهمة في تنميته. وأشار إلى أن مركز "كرامة" يُعد محطة أساسية في مسار التأهيل، إلا أن الخطوة الأهم تتمثل في التمكين الاقتصادي الذي يضمن الاستدامة ويمنح المستفيدين القدرة على إعالة أنفسهم وأسرهم. وأوضح القحوم، أن الاتحاد التعاوني الزراعي بالتنسيق مع الجهات المعنية، سيعمل على إدماج المؤهلين ضمن برامج الجمعيات التعاونية في المديريات، كل بحسب طبيعة منطقته، سواء في مجالات الزراعة أو الصناعات الصغيرة أو المبادرات المجتمعية، بما يعزز من فرص نجاحهم ويقلص من دائرة الفقر والتسول. من جهته، أشار مسؤول وحدة التمويل المركزية، إلى أن تمكين المستفيدين اقتصادياً عبر الجمعيات التعاونية الزراعية، هو الخطوة النوعية التي ستسهم في تقليل مؤشرات البطالة وتحويل المتسولين إلى عناصر منتجة وفاعلة في المجتمع. بدوره، شدد، مدير عام المبادرات في وزارة الإدارة المحلية، على أن معالجة ظاهرة التسول ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي مسؤولية وطنية شاملة تتطلب تكامل الجهود بين الوزارات، والمؤسسات المجتمعية، والسلطات المحلية، مشيراً إلى أن التمكين الاقتصادي هو الحصن الحقيقي الذي يحول دون عودة هذه الفئة إلى دائرة الاعتماد والعجز. فيما نوّه، ممثل مكتب الدعم والتطوير، إلى أهمية دعم هذه الفئة بعد التأهيل النفسي والاجتماعي، من خلال توفير سبل العيش الكريم، والاهتمام ببناء ثقتهم بأنفسهم، وتعزيز شعورهم بالاستقلالية والمسؤولية، بما يسهم في تغيير نظرة المجتمع تجاههم، وتمكينهم من أداء دور إيجابي في محيطهم. وتمثل هذه الخطوة انطلاقة جادة نحو تغيير الواقع المعيشي للكثير من الأسر، وتُعد محطة مهمة في طريق الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة لظاهرة التسول. ويُشار إلى أن مركز كرامة يُعد من المراكز الرائدة في تأهيل وإيواء المتسولين، ويعمل ضمن البرنامج الوطني لمعالجة ظاهرة التسول، الذي يهدف إلى احتواء الظاهرة من جذورها. حضر الاجتماع، فارس التمكين الاقتصادي علي صالح القوزعي.