تُطل علينا الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير .. الثورة الشعبية الشبابية التي عبرت عن أحلام الناس وطموحاتهم في حياة كريمة كما كشفت عن قوة الشعب الجبارة في تحركه السلمي عندما يجتاز حاجز الخوف والتردد والأنانية الثورة ميلاد حياة جديدة للشعوب وهي تأتي نتيجة تراكمات ظلم وتراكمات من المقاومة تجعل روح الشعب تنفجر مثل البركان بصورة غير متوقعة وخارج الحسابات.. هذه القوة المتفجرة يحاول أعداء الشعوب قتلها بكل وسيلة للدفاع عن مصالحهم ونفوذهم وتأتي قوى أخرى تبعث من التراب مستغلة الفراغ الذي يحدث بعد الثورات..كلهم يتسابقون من أجل الاستفادة من الفعل الثوري لسرقة حلم الشعب وتجييره بخبث لصالحهم، فيتحدثون عن الشعب وعن الثورة باعتبارهم هم الثورة والشعب وهي عادة «المبهررين » الذين يصطحبون معهم عادات وأخلاق سيئة وفي مقدمتها الكذب واسترخاص الدماء. إنها موجة الثورات المضادة التي تصاحب الثورات في كل العالم وهي تبقى تحارب وتقاوم وتستغل وفي الأخير تسقط تحت إرادة الشعوب وتيار التغيير كسنة من سنن التغيير لأن الثورات الشعبية التي تنبع من قلب الشعب ومن حاجاته الحقيقية كفيضانات قاهرة لا تتوقف فهي مثل الشلالات الكبيرة والأنهار العظيمة تتحرك إلى الأمام لا يصدها حاجز ولا يوقفها سد قد تتوقف لبعض الوقت لكنها لا تموت بل تستمر وتتدفق ولها محطات نهوض بين حين وآخر وموجات غضب بين حين وآخر من شأنها أن تصفي كل المعيقات لكنها مع الوقت تكون أوعى وألطف لتعبر عن الشعب كشعب بعيداً عن الطوائف والجماعات تحقق أهداف الإنسان كمواطن دون تمييز. تهتم بقيم الحرية والمساواة والعدالة بعيداً عن الشعارات التي يقصد عكسها عند لصوص الثورات. ثورة الشعوب التي تمارس من قبل الناس هي أساس حضارات الشعوب ومن أهم مظاهرها أنها تحارب استغلال الثورة لمحاربة الإنسان البسيط، الثورات الشعبية يقوم بها الإنسان البسيط من أجل الإنسان البسيط الذي يكره الاستغلال والفساد والتعالي ليعبر عما يمكن أن يحقق الكرامة والمساواة بين الناس، وهي القيمة التي مازال الإنسان يبحث عنها إلى اليوم فتضيع عنه في دهاليز النفاق والدجل والاستغلال السيئ . إن الثورة معناها هذا النور المتدفق والتضحيات المستمرة حتى يستطيع الشعب أن يجد لأحلامه مؤسسات محايدة في دولة محايدة لا تحتكم إلا للقانون .. هذا القانون يكون وحده هو السيد والحاكم والمعبر عن كل الشعب ومن ثم يتقبل الناس أحكامه بسرور ورضا حتى ولو كانت قاسية لأنها تحقق الكرامة والمواطنة المتساوية بين الناس فلا فوارق طبقية ولا سلالية ولا عرقية ولاعنصرية ولاشيء من هذه المسميات التي تقسم المواطنين في الواقع إلى مواطن درجة أولى ومواطن درجة عاشرة. إنها معركة الشعوب وفي هذا الزمن المفتوح بالمعلومة يكون الظرف لصالح الشعوب، لو تحلى بالمسؤولية التاريخية وتحرك كل مواطن كصاحب مشروع وقائد أمة ورائد قوم. *الجمهورية