أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عزمة اتخاذ خطوات جادة وحاسمة في الأيام المقبلة لتوحيد القوات المسلحة وهيكلة قوات الجيش والأمن على أسس وطنية وعلمية تكفل إنهاء الانقسام وتنأى بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى عن التبعية لأي حزب أو قبيلة أو فرد، ودعا قوى الحراك الجنوبي وكل القيادات الجنوبية المعارضة المتواجدة داخل وخارج اليمن الى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، من أجل تسوية “عادلة ومنصفة” في الجنوب . وكان هادي يتحدث في خطبة ألقاها لمناسبة الذكرى ال 45 للاستقلال من الاستعمار البريطاني 30 نوفمبر/تشرين الثاني ،1967 وأقر لأول مرة بوقوع “الكثير من الأخطاء التي رافقت مسيرة دولة الوحدة اليمنية خاصة بعد حرب ،1994 مؤكداً أن “مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيمثل أول فرصة حقيقة لمناقشة وتقييم مسيرة الوحدة اليمنية وما رافقها من عثرات وسلبيات وسيهيئ الفرصة التامة للتوصل للحل العادل والمنصف الذي يرضاه الجميع للقضية الجنوبية التي حظيت باهتمام المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي وكان لها سبق الفضل في استثارة روح التغيير ورفض الجمود والبحث عن سبل للخروج من قمقم الفردية إلى آفاق الديمقراطية الحقة وإعادة العافية إلى جسد الوحدة اليمنية المثخن بالجراح . وأضاف “نجدد الدعوة لكافة كيانات وهياكل الحراك ولكل القيادات الجنوبية في داخل وخارج الوطن للمشاركة في الحوار الوطني الشامل ليطرحوا كل ما لديهم من دون حدود أو خطوط حمراء وليتشاركوا مع الآخرين في مؤتمر الحوار الوطني بما يقتضيه من الاحترام المتبادل والقبول بالرأي والرأي الآخر وتقديم التنازلات المتبادلة حتى يتوصل الجميع إلى حلول مرضية ومتفق عليها .
وأكد هادي حرص القيادة السياسية على المضي باعمال الحوار الوطني الشامل والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ اليمن بمشاركة الأطراف والمجموعات كافة في المؤتمر ممثلة بالأحزاب والتنظيمات السياسية والحركات الشبابية والحراك الجنوبي والحوثيين ومنظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي” .
ودعا هؤلاء إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر لنتوصل جميعاً وعبر الحوار الديمقراطي الحضاري والاتفاق والتوافق لمعالجة قضايا الواقع المزمن منها والمستجد ونضع أسس اليمن الجديد حيث لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا تهميش أو تعالي على أي فئة من الفئات أو منطقة من المناطق . . ولفت إلى أن “مؤتمر الحوار الوطني هو البديل الأوحد للاحتراب والصراعات الدموية والتشظي والضياع”، مشيراً إلى أن “العقل الجمعي الوطني قد أخذ يتشكل ويرتقي إلى مستوى وحجم المهام الوطنية العظمى التي ستنجز إن شاء الله وبإرادة كل حريص على الوطن والخروج به إلى بر الأمان والسير معه إلى المستقبل الذي سيرسم ملامحه أبناؤه المنضمون في الحوار الوطني المرتقب”