خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير: أمريكا وراء كل ما يجري في مصر وتدفع بالفريق السيسي على خطى سوهارتو
نشر في شبوة الحدث يوم 19 - 07 - 2013

تشير المئات من الشواهد والوثائق والحقائق والتصريحات الأمريكية وتأكيدات القوى المصرية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية خططت ودعمت الانقلاب ضد العملية الديمقراطية في مصر وإسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي بشتى السبل والوسائل.

ويبعث هذا الدور الأمريكي الكثير من الأسئلة حول أهداف واشنطن، ومدى قدرتها على جر البلاد نحو صراع طائفي وجر الجيش للمواجهة مع المجتمع المصري وعلى رأسه أكبر المكونات الاجتماعية والسياسية الوطنية ممثلاً في جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التيارات الإسلامية.

وأكد سياسيون وباحثون أن الولايات المتحدة وحلفاؤها نجحو في الزج بالجيش بالصدام مع العملية الديمقراطية ومواجهة المكونات المصرية عن طريق القائد العام ووزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، وأطراف محلية معظمها من النظام السابق، محذرين أن التجارب التاريخية والتي تدخلت فيها واشنطن تنذر بمسارات تدميرية وبحور من الدماء ومئات الآلاف من الشهداء.
وقال مراقبون لنشوان نيوز إن الهدف من الأزمة في مصر، هو الصراع بين الجيش والجماعات الإسلامية تمهيداً لتدخل خارجي يسعى لتقسيم مصر ، وأن أمريكا تسير بالفريق عبدالفتاح السسيسي على خطى ديكاتاتور أندونوسيا الأسبق اللواء سوهارتو والذي دعمته الولايات المتحدة في العام إلى 1965 إلى الاستيلاء على السلطة بقبضة من حديد وقتل قرابة 850 من المعارضين ومن أنصار الحزب الشيوعي والذي كانت واشنطن يومها تقود حربها عليه".

أمريكا ودعم الانقلابات لضرب الديمقراطية
يقول الخبير الدولي والمفكر الأمريكي نعوم شومسكي "الولايات المتحدة الأمريكية دعمت الجيش الإندونيسي في استلام السلطة عام 1965، وراح هذا النظام يدبح مئات الآلاف من البشر وبدلاً من فضح ممارسات هذا النظام العسكري ساهمت المخابرات الأمريكية بتغطية هذه الجرائم بطريقة متقنة".‏

ويقول: كرر وأكد مخططو السياسية الأمريكية أن الأهداف الرئيسية للسياسة الأمريكية منع وصول المغالين في وطنيتهم إلى السلطة، إذا ما وصلوا بطريقة وبأخرى.. "تتوقع الولايات المتحدة اللجوء إلى القوة أو العسكريين لسحق أي جماعات وطنية تفلت من قبضة اليد". وقد دعمت الولايات المتحدة إعاقة الحكومات البرلمانية بل وأسقطتها عام 1953 في إيران، وفي عام 1954 هندست المخابرات الأمريكية انقلاباً حول جواتيمالا إلى جهنم أرضية..

ويقول في سياق حديثه عن سياسات واشنطن الخارجية ودعم الانقلابات: عملت الولايات المتحدة على تأسيس علاقات مع العسكريين في البلاد الأجنبية فهم وسيلة قلب الحكومات التي تخرج عن الصف. "هيأت إدارة كنيدي السبيل للانقلاب العسكري في البرازيل عام 1964 وساعدت على تحطيم الديمقراطية البرازيلية التي خطت في سبيل الاستقلال. ذلك الانقلاب الذي وضع الأساس لعمليات التعذيب والإرهاب على طريقة النازي".. تتمتع البرازيل بثروات طبيعية تمكنها من أن تكون أغنى بلاد العالم. وبفضل انقلاب عام 1964 ومن ثم المعجزة الاقتصادية التي يشيد الكل بها، أصبح أكثر البرازيليين يعيشون مثل الإثيوبيين وأقل كثيراً من سكان أوروبا الشرقية. دع عنك التعذيب والقتل والأساليب الأخرى لضبط عدد السكان".‏

وفي أكتوبر العام الماضي، قال تشومسكي إن "أمريكا تسعى لأن تبنى فى مصر نظاما يخدم مصالحها وقد يتشابه هذا النظام مع نظام الرئيس السابق مبارك فهى تعرف جيدا اتجاهات الرأى العالم فى دول الربيع العربى وتريد السيطرة عليها كما تريد أن تخلق حكومات موالية لها، إن الولايات المتحدة تسعى لبناء أنظمة على غرار التى سقطت لأنها تعرف أن الديمقراطية ستنعكس فى السياسات وهذا قد يؤثر على مصالحها فهى لا توافق على ذلك".‏

الدور الأمريكي قبل الانقلاب
تشير التقارير الصحفية الأمريكية إلى أن أمريكا نسقت الانقلاب مع الجيش منذ وقت مبكر، والمتتبع لتناولات مجلة السياسية الخارجية الأمريكية خلال الشهور الماضية، سيكتشف أن تفاصيل الانقلاب كانت منشورة كتحليلات من قبل الأمريكيين بطريقة أو بأخرى. ولن نتحدث عن التناولات التي تلت الانقلاب فهي كثيرة، ولكن سنأخذا نموذجاً، من التناولات التي سبقت بشهور.

في أغسطس العام الماضي، بعد قرارات مرسي بالإطاحة بقيادات، كتبت فورين بوليسي "فى حال شعر القادة الجدد بالخطر، فهم ما زالوا من القوة بما يكفى للتسبب للرئيس بمشكلات حقيقية. ونتيجة لهذا، تقول فورين بوليسى، فإن المعركة المتأرجحة على الصعود بين الإخوان والجيش سوف تستمر.التعايش بين الإخوان والعسكر انتهى الآن".

وفي فبراير 2013 كتبت المجلة إن مرسي خلق حالة من الفوضى، الأمر الذي سيجعل من تدخل الجيش وعودته للسلطة حتمية، وقالت في تناولتها التي كتبها إتش أيه هيلير "إن تدخل الجيش هذه المرة سيختلف عن تدخله للإطاحة بمبارك، لأنها هذه المرة لن تصبح نزهة، لأنه سيتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين المتعطشة للسلطة وتعيش في لحظة وجودية لن تتكرر مرة أخرى، فسوف تقوم الجماعة بالرد بالقوة وستجد مصر نفسها وسط حمام دم تبنيه الإخوان لإخماد خصومهم السياسيين".‏

وفي نفس الشهر، ولكن في تناولة أخرى، ذكرت المجلة أن واشنطن لا تريد شيئاً أكثر من سحق الإخوان، وقالت: "عمل مع أوباما مع مرسى باعتباره أول رئيس مدنى منتخب ديمقراطيا، لكن هذا لا يعنى أنه يدعم أو يؤيد مرسى مثلما أن العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا تعنى أن أوباما يدعم ديفيد كاميرون. بل ربما لا تريد إدارة أوباما شيئا أكثر من أن يتم سحق الإخوان فى انتخابات مفتوحة. بل ربما تكون تلك رؤيته الإستراتيجية".‏
وقد تبدو هذه تحليلات، لكن القراءة في التاريخ والأحداث اليوم، يجعلها تسريبات على صورة تحليلات.‏

كيسنجر أيضاً
مهندس السياسة الأمريكية، وراعي كام ديفيد، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر قال في تصريحات مارس الماضي، إن الوضع في مصر يتجه لمواجهة حتمية بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، وعادة ما تكون تصريحات كيسنجر أكثر من مجرد رؤى، بل يعتبرها الكثيرون إفصاحاً عن السياسة الأمريكية. وقد صرح كيسنجر بأن قادة في الجيش الأمريكي أبلغوه بخطة لاحتلال سبع دول شرق أوسطية. قال إن أمريكا مضطرة لاحتلالها.

تقسيم مصر
إن تقسيم الدولة العربية والبلقنة أهداف معروفة في الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية، ولم تعد في فضاء الاتهامات، فقد جرى تقسيم السودان، وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية حالياً برعاية مخطط لتقسيم اليمن قطع أشواطاً كبيرة، عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حسب تقرير لمركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام. حيث تم تمثيل القوى وفق هندسة احترافية تؤدي إلى أغلبية فدرالية في ظل ضعف الدولة المركزية. ما يعني أن البلد مهدد بالتقسيم. في حين تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بهيكلة الجيش والأمن.

وتشير تقارير عديدة إلى نشاط واشنطن في مصر بعد الثورة، الأمر الذي وصل إلى الكشف عن مخططات أمريكية لتقسيم مصر ومن ذلك ما كشفته، "دولت سويلم"، مواطنة مصرية أمريكية، أكتوبر العام الماضي، حيث كانت تعمل مدربة في معهد أمريكي، واكتشفت أن المعهد ينفذ أجندة معادية لمصر، وقالت في أحد تصريحاتها إن واشنطن تسعى لتقسيم مصر بحدود العام 2015. وتقدمت ببلاغ إلى الجهات الأمنية المصرية، التي بدورها قامت باقتحام ‏" المعهد الجمهورى الدولى" الأمريكي ومصادرة الوثائق. وقد أكدت سويلم أن الدعم الأمريكي كان يقسم مصر طائفياً ويدعم الأحزاب الليبرالية ويستثني من تواصله جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين.

ولعل في شهادة "دولت سويلم" ما يقطع على ما تروجه بعض الصحف الموالية للانقلاب، من أن أمريكا تدعم الإخوان من أجل التقسيم، وهذا الترويج يأتي لإفساد الحقائق المعلومة وتمويه الصورة، إذ أكدت سويلم وهي المواطنة الأمريكية المصرية، أن الدعم الأمريكي كان يضع خطوطاً حمراء تجاه التيارات الإسلامية ويستهدفها، بالإضافة إلى تخوفه من الجيش. وهي شهادات موثقة ومعروفة.

وفي تقرير مفصل عن قضية التمويل الأمريكى لمنظمات المجتمع المدنى فى مصر، تحدثت وكالة أنباء أسوشييتدبرس عن محاولات الولايات المتحدة التدخل فى الخريطة السياسية المصرية بعد ثورة يناير من خلال تمويل منظمات ليبرالية وعدم تقديم تمويل لمنظمات إسلامية. وقالت الوكالة إن "المعهد الجمهورى الدولي" الأمريكى قام بتلك الممارسات بالفعل، وهو ما دفع عددا من موظفيه إلى الاستقالة قبل عملية تفتيش مقار تلك المنظمات بشهرين كاملين".‏

‏وقال تقرير الوكالة الأمريكية أيضا إن المقابلات والوثائق التى حصلت عليها تشير إلى أن احتجاج الموظفين والحملة الحكومية الأوسع على هذه المنظمات قد ساعدت فى فضح ما وصفه مسئولون فى الولايات المتحدة بما لا تريد واشنطن الاعتراف به علنا: وهو أن الحكومة الأمريكية أنفقت عشرات الملايين من الدولارات لتمويل وتدريب جماعات ليبرالية فى مصر هى العمود الفقرى للثورة المصرية، وقد تم ذلك للمساعدة فى بناء معارضة للأحزاب الإسلامية وتلك المؤيدة من الجيش، وكل ذلك باسم تطوير الديمقراطية.‏

التحقيقات تؤكد
وقد ذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية في عددها 11فبراير 2012، أن التحقيقات القضائية حول قضية التمويل للمنظمات الأمريكية بمصر، "أزاحت الغموض حول مخطط تقسيم مصر، حيث أبلغ مصدر قضائى «الأهرام» أن الخرائط التى تم ضبطها بمعرفة النيابة خلال تفتيش مقار المنظمات الأجنبية فى ديسمبر الماضى، تضمنت إخراج حلايب وشلاتين من خريطة مصر، كما تضمت تقسيم مصر إلى أربع دويلات هى: القناة، وصعيد مصر، والقاهرة الكبرى والدلتا، دون أى ذكر لمنطقة النوبة أيضا". وحسب معلومات المخابرات العامة، التي نقلتها الصحيفة، فإن هذه الخرائط تماثل الخرائط التى ضبطتها السلطات السودانية داخل مقر المعهد الجمهورى فى الخرطوم، والتى كانت تقوم بتقسيم السودان إلى دولتين قبل أن يحدث التقسيم فعليا بعد ذلك ومنذ سنوات مما دفع السودان لإغلاقه.‏

الخبير عبدالرحمن أحمد عثمان، عميد مركز البحوث والدراسات الإفريقية بالسودان، قدم ندوة رؤيته لمستقبل الوطن العربي، ويعتبر أن ما يجري من أحداث "الغرض منه إفشال المؤسسات إلى حد التقسيم، واستشهد بتقسيم السودان الذي لا يزال مستمرا، مؤكداً أن العالم العربي مُعرَض لهذا التقسيم، ومصر ليست ببعيدة عن هذا التقسيم، لافتاً النظر أن أطروحات التقسيم واردة في الكتب الغربية، وأن هذه الرؤية الواضحة في. الكتب الأوروبية، ووصف الشعوب العربية بأنها غير قارئة للغرب، لتعرف ما هي الثورات". وأضاف عثمان: "كنا في السودان نمر بذلك وقُسمنا، وأرى أن هذا التقسيم سيمر على العالم العربي".‏

البرادعي وباتسون
يشير دور البرادعي إلى وجود دور خارجي كبير فيما يجري في مصر، وقد تحدث ناشطون وإعلاميون عن أنه المنسق الأبرز مع السفيرة الأمريكية، ويشجع الوقيعة بالجيش المصري في مواجهة القوى الإسلامية.

وذكرت صحف مصرية نوفمبر العام الماضي، عن إفشال خطة للانقلاب على مرسي، "كانت تتضمن اقتحام القصر وإعلان بيان بتشكيل مجلس رئاسي بقيادة د. محمد البرادعى، بالتزامن مع ذلك يتم نشر أخبار على المواقع الالكترونية والفضائيات المملوكة للفلول تفيد بهروب أسرة الرئيس محمد مرسى إلى قطر، على أن تتدخل واشنطن مدعمة هذا التحرك".‏ وقد كشف الدكتور عماد جاد أحد القيادات المسيحية لجبهة الإنقاذ بزلة لسان يومها عن وجود لقاءات مع السفيرة الأمريكية بالقاهرة "آن باتسون" للتخطيط للمظاهرات المعارضة، وقال جاد في لقاء على قناة دريم الفضائية إن القوى الليبرالية وجبهة الأنقاذ التقت السفيرة الأمريكية بالقاهرة ولم تعجبها قلة الحشود في المظاهرات وذكرت لهم أن قدرتهم على الحشد 10 آلاف فقط ثم أرسلت إليهم مرة أخرى بعد مظاهرات يوم الثلاثاء لتعبر لهم عن إعجابها بالحشد الكبير.‏

بصمات أمريكا واغتيال سليمان
إن القول بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب بطريقة ديمقراطية في مصر، ليس دقيقاً، والأدق هو أن أمريكا هي المخطط الأول للانقلاب وتفاصيل المشهد المصري اليوم، وأما دعم بعض الدول الخليجية، فكان بإقناع أمريكي وتقديم تقارير مضللة عن نشاطات مزعومة للإخوان تستهدف نقل الثورة إلى الخليج. بينما يحذر مراقبون، من أن مخطط الفوضى والتقسيم الأمريكي يستهدف هو في الواقع يستهدف دول الخليج ثانياً.

وقد كشفت المئات من التصريحات والوثائق والتقارير الأمريكية والعربية والمصرية بعد وقوع الانقلاب، أنه كان أمريكياً وليس مجرد مدعوم من أمريكا، وأن قادة الجيش المصري المشاركين، مستهدفون لاحقاً.

ولكي نقترب من تحديد عمق المؤامرة على مصر وإغراقها في الفوضى، ما علينا إلا تذكر الوثائق التي تم كشفها عن مخطط التقسيم ومقتل رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية في 19 يوليو 2012، قبل عام من الآن. ولعل مقتله في واشنطن أمر يشير بوضوح إلى أن ما تستهدفه أمريكا ليس الإخوان، بل مصر.

ولتلمس البصمات الأمريكية في الأحداث، يمكن ملاحظة التعتيم الإعلامي العالمي والدور القذر التي تلعبه وسائل إعلام عالمية، وقد تم عمل انقلاب أبيض على أمير قطر حمد، ضمن خطة التمهيد للفوضى بمصر، ما جعل دور قناة الجزيرة أقل مما كان في السابق، بالإضافة إلى ذلك الإجماع غير المسبوق من قبل القوى الليبرالية واليسارية والقومية، ليس لتبعية جميعها، ولكن لأن الطرف الذي يدير الأزمة لديه قدرة فائقة وخيوط واسعة يستطيع عن طريقها جر التناقضات والقوى المختلفة إلى مربع واحد لا يخدم أحداً يريد الاستقرار والسلام بهذه المنطقة.

أهم المراجع:
- نعوم شومسكي، كتاب "ماذا يريد العم سام"، و"الحادي عشر من أيلول والعولمة".
- جريدة الأهرام، أعداد متفرقة، ومنها موضوع "التحقيقات تكشف حقيقة تقسيم مصر.، 11 فبراير2012
- الشروق، وائل فنديل، "الثورة المضادة برعاية هنرى كيسنجر" مارس، 2013.
- "إعتراف دولت عيسى الكونجرس موَّل مخطط تخريب مصر"، تسجيلات على موقع يوتيوب، وتناولات أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.