قتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح العشرات في اشتباكات بين متظاهرين رافضين للانقلاب وقوات الأمن في مناطق متفرقة من مصر. يأتي ذلك في وقت خرجت مظاهرات في محافظات عدة تندد بالانقلاب العسكري إحياء للذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، واتخذت سلطات الأمن إجراءات مشددة أمام مراكز الشرطة ومديريات الأمن عقب يوم شهد سقوط قتلى وجرحى في تفجيرات ومظاهرات بمحافظات عدة. وقد وقعت اشتباكات في حي المهندسين بالقاهرة بين رافضين للانقلاب العسكري والأمن المصري، الذين فرقتهم قوات الأمن. ويسعى هؤلاء المتظاهرون إلى السير إلى ميدان التحرير للمشاركة في إحياء الذكرى الثالثة للخامس والعشرين من يناير وسط تشديدات أمنية مكثفة من الجيش في المنطقة. وبدأ المتظاهرون التوافد على ميدان التحرير في القاهرة للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، في حين قام الجيش المصري -الذي أغلق منافذ ميدان التحرير بالأسلاك الشائكة والآليات العسكرية استعداداً لفعاليات الذكرى- بفتح الميدان أمام المارة من ناحية شارعي طلعت حرب وشامبليون بعد إخضاعهم لحملة تفتيش مكثفة. وقد حمل المتظاهرون الذين سمحت لهم قوات الجيش بالدخول، الأعلام المصرية، كما قامت حملة "كمل جميلك" الداعية لترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة بتعليق لافتة كبيرة تحمل صورته أعلى النصب التذكاري وسط ميدان التحرير. وقد شهدت مدينة الإسكندرية منذ ساعات الصباح خروج مظاهرات في عدد من المناطق بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. ففي برج العرب انطلقت مظاهرة رفع المشاركون فيها شعار رابعة، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط ما وصفوه بحكم العسكر وعودة الشرعية والحياة الديمقراطية. كما خرجت مظاهرات ومسيرات لقوى وتيارات سياسية وشبابية في محافظات أخرى، في وقت فرق الأمن المصري بالقوة وقنابل الغاز مظاهرات مناهضة للانقلاب في ميدان مصطفى محمود بمحافظة الجيزة. وبدأت هذه المظاهرات والمسيرات بعد أن حشد أنصار الشرعية ورافضي الانقلاب للتظاهر اليوم ضد الانقلاب ولاستعادة الثورة. في مقابل ذلك الحشد، طالب الجيش والشرطة المصريين بالنزول للاحتفال بذكرى الثورة، مؤكدين أن قوات الأمن ستوفر الحماية لهم، في الوقت الذي شهدت فيه القاهرة صباح اليوم تفجيرا محدودا استهدف معهد مندوبي الشرطة في حي عين شمس بالقاهرة. إجراءات أمنية واستباقا لمظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من القوى الثورية، أغلقت قوات الأمن والجيش مناطق في العاصمة، وخاصة في ميادين التحرير ورابعة العدوية. كما أغلقت قوات الأمن ميدان النهضة بالجيزة أمام حركة مرور السيارات باستخدام الأسلاك الشائكة والدبابات والمدرعات، في وقت انتشر فيه عدد من أفراد العمليات الخاصة على مداخل ومخارج الميدان. وانتشرت قوات الأمن منذ صباح اليوم في ميدان التحرير -مركز الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير/شباط 2011- ومنعت حركة سير السيارات فيه إلا أن عشرات من المتظاهرين بدؤوا في التوافد على الميدان للاحتفال بذكرى الثورة. كما شهد محيط وزارة الدفاع بالقاهرة تمركز العديد من الآليات العسكرية على امتداد الشارع المؤدي للوزارة من ناحية جامعة عين شمس، فضلا عن نصب أسلاك شائكة أمام الوزارة مباشرة وسط انتشار مكثف لأفراد القوات المسلحة. وشهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي وقصر القبة إجراءات أمنية مشددة، وسط تحليق للطائرات الحربية، كما شهد ميدان التحرير وأماكن تجمعات المواطنين المؤيدين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي تحليق مروحيات حربية. وكانت القاهرةوسيناء قد شهدتا صباح اليوم هجمات جديدة حيث انفجرت عبوة ناسفة أمام معهد مندوبي الشرطة بمنطقة عين شمس في القاهرة، مما أسفر عن إصابة شخص، في حين استهدف هجوم مسلح بقذائف "آر بي جي" محطة كهرباء بمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء. يوم دام يأتي هذا عقب يوم دام في مصر سقط فيه 26 قتيلا وأصيب العشرات، حيث استهدفت أربعة تفجيرات مناطق متفرقة في محافظتي القاهرةوالجيزة موقعةً ستة قتلى ونحو تسعين جريحا، في حين أسفر اعتداء قوات الأمن على مظاهرات ومسيرات مناهضة للانقلاب عن مقتل نحو 20 شخصا واعتقال 237 متظاهرا بمختلف المحافظات. وكان وزير الداخلية محمد إبراهيم قد دعا إلى التظاهر اعتبارا من أمس الجمعة دعما للحكومة ولمواجهة ما سماه "مخططا إسلاميا لإثارة الفوضى"، وتعهد بأن تقوم قوات الأمن بالرد "بحزم" على أي محاولة من قبل جماعة "الإخوان المسلمين لتخريب الذكرى"، بحسب قوله. وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن التفجيرات الأربعة التي شهدتها مصر أمس الجمعة. وقالت في بيان نشر على حسابها على موقع تويتر "تم بحمد الله استهداف مديرية أمن القاهرة أحد أوكار العمالة والإجرام، اللهم تقبل أخونا في عليين، وليعلم جيش وشرطة الردة أننا ماضون بدكّ معاقلهم". وحذرت الجماعة جموع الشعب المصري من النزول والاحتشاد في الميادين اليوم السبت. وطالبتهم بالتزام منازلهم وعدم الاحتشاد مقابل الأمن والسكينة.